متى تسحب دول الخليج العربي سفراءها من طهران؟
نفد صبر الدول العربية -وبالذات دول الخليج العربية- من تمادي نظام ملالي إيران وتصاعد تجاوزاته وزيادة عمليات التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج وتحريك النظام الايراني لخلاياه النائمة التي زادت من عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى الدول المجاورة وإرسال الإرهابيين المدربين للقيام بعمليات إرهابية.
البداية كانت من مملكة البحرين التي بادرت بسحب سفيرها من طهران، وطلبت من القائم بأعمال النظام الايراني في البحرين مغادرة المنامة واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه. وتعد هذه الخطوة قبل اتخاذ خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني الذي تمادى في محاولاته لتدمير الاستقرار والسلم والأمن في مملكة البحرين، حيث دأب على ارسال الأسلحة والمتفجرات وتخزينها في مناطق سكنية مأهولة بالسكان، وآخرها ما كشف عنه قبل أيام من تخزين متفجرات في منطقة سكنية، تجاوزت طناً ونصف من التفجيرات المتنوعة، والتي كانت تكفي لتدمير الأحياء السكنية في العاصمة المنامة، وهو ما كان سيحدث مجزرة دموية بين أهل البحرين المسالمين إلا أن الله جنب البحرين هذا الاجرام الايراني، فما كان من حكومة مملكة البحرين إلا الرد بسحب سفيرها والطلب من القائم بالأعمال الايراني مغادرة البحرين في خطوة يراها المراقبون والمتابعون للعبث الايراني بأنها الخطوة الأخيرة لقطع العلاقات الدبلوماسية مع مثل هذا النظام الذي لا يعطي وزناً وقيمة لعلاقات حسن الجوار ولا للقيم الإسلامية والإنسانية.
الحكومة الشرعية في اليمن وبعد أن طفح الكيل من نظام ملالي إيران، وبعد أن ثبت للجميع مشاركة إيران في الحرب الاجرامية ضد أهل اليمن، فبالإضافة إلى مواصلة إرسال الأسلحة والمدربين والمستشارين العسكريين، تأكد مشاركة عناصر عسكرية مسلحة من الحرس الثوري الإيراني وضباط من الجيش الايراني في المعارك الدائرة في اليمن ضمن صفوف المليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح ضد قوات اليمن الشرعية، ولهذا جاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع هذا النظام الارهابي كإجراء متوقع لانعدام كل المحاولات لوقف العبث الإيراني، والإجراء اليمني يجرد نظام ملالي ايران من استغلال الصفة الدبلوماسية للارهابيين الايرانيين الذين يرسلهم النظام إلى الأراضي اليمنية تحت رداء الدبلوماسية للقيام بالاعمال الارهابية، إذ كانت السفارة الايرانية في صنعاء وقنصلياتها في اليمن تضم أكبر عدد من الأفراد الذين يحملون الصفة الدبلوماسية في اليمن، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين اليمن وايران سوف يجرد كل هؤلاء ومعظمهم من الارهابيين الذين يشاركون في العمليات العسكرية كمقاتلين ومستشارين ومدربين، إذ بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سيصبح هؤلاء إن لم يغادروا اليمن أشخاصاً معرضين للقبض عليهم ومعاملتهم كمجرمي حرب، شأنهم شأن كل العناصر المقاتلة مع الانقلابيين الحوثيين وجماعة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
الإجراءان «البحريني واليمني» اللذان اضطر إليهما البلدان بعد أن طفح الكيل لدى الشعبين البحريني واليمني، واللذان يعدان عملاً مشروعاً تجاه نظام لا يرتدع، يتطلب دعماً من قبل الدول العربية، وبالذات دول الخليج العربية التي تتعرض هي الأخرى إلى تدخلات سافرة من قبل نظام ملالي إيران، فقبل البحرين اكتشفت دولة الكويت مخزناً للأسلحة والمتفجرات في العبدلي، وكشفت التحقيقات عن تورط الايرانيين في تلك الجريمة، وهناك العديد من السوابق والأعمال السابقة التي أظهرت تورط الإيرانيين وعملائهم في نقل الأسلحة والمتفجيرات لدول الخليج وللدول العربية، ولهذا فإن من باب الدفاع عن النفس على الدول العربية وبالذات دول الخليج أن تتخذ إجراءات ممثالة لما اتخذته البحرين واليمن، وينتظر أهل الخليج على الأقل أن تقوم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بسحب سفرائها من طهران والطلب من سفراء نظام ملالي إيران مغادرة دول الخليج العربية تحصيناً لأمنها ولاستقرارها وسلامة مواطنيها.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
المصدر: جريدة الجزيرة السعودية