طهران.. استغلالية لا تتورع عن امتطاء ال «مآسي» لتنفيذ أجنداتها
حادثا التدافع في منى ورافعة الحرم المكي يكشفان الوجه القبيح لإيران:
طهران.. استغلالية لا تتورع عن امتطاء ال «مآسي» لتنفيذ أجنداتها
كشف حادثا التدافع في منى ومن قبله سقوط رافعة في الحرم المكي خلال موسم الحج المنصرم، عن الوجه القبيح لإيران وحقدها الدفين وأجنداتها الخاصة ضد المملكة والعالم العربي، ومحاولاتها المستمرة لاستغلال مواسم الحج منذ سنوات طويلة لإقحام السياسة في الدين، والمزايدة على المملكة وجهودها الضخمة والمقدرة في خدمة حجاج بيت الله الحرام.
مزاعم إيرانية
حاولت إيران استغلال الحادث ليس فقط في تسييسه وشن الهجوم على المملكة وقادتها بل تعدى الأمر إلى دعوة خطبائها على منابر المساجد لرفع شكاوى إلى المحاكم الدولية لمعرفة أسباب وقوع الحادث في مشعر منى، فتحول منبر خطبة الجمعة بالعاصمة الإيرانية من قبل خطيب الجمعة محمد إمامي كاشاني إلى هجوم شرس ضد المملكة، واصفاً ما حدث ب"الإدارة غير الكفؤة"، وداعياً لرفع الشكاوى بهذا الشأن إلى المحاكم الدولية لتحديد أسباب وقوع الحادثة، وهو ما أدى لاندلاع تظاهرات حاشدة مناهضة للمملكة في أنحاء إيران.
وادعى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن "ضعف الحكومة السعودية في الإدارة وعدم كفاءة القائمين على الشؤون التنفيذية والنظام في الحج يعد من الأسباب الرئيسة لوقوع كارثة مني"، في مواصلة للمزايدة على الحادث ومحاولة تسييسه بشكل واضح لتحقيق أجنداتها الخاصة والمتاجرة بدماء الشهداء من حجاج بيت الله الحرام لتحقيق أهداف سياسية واضحة والنيل من المملكة وإهانة رموزها وقادتها الذين يبذلون جهودا ضخمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وعلى رغم أن حادث استشهاد وإصابة مئات الحجاج صبيحة عيد الأضحى خلال موسم الحج الحالي في مشعر منى ليس الأول في تاريخ مواسم الحج، إلا أن مجيئه بعد سقوط رافعة في الحرم المكي واستشهاد العشرات من الحجاج جعله أكثر إثارة وأخذ بعداً سياسياً، حسب مراقبين، لأنه وقع في وقت تخوض فيه المملكة حربا فى اليمن ضد المتمردين الحوثيين ومعها الدول العربية، ما جعل السلطات الإيرانية تدخل على الخط، فسارع المرشد الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي، تحميل المملكة مسؤولية حادث التدافع.
وقد عانت المملكة كثيراً من انتهاك قدسية الحرم المكي على يد حجاج إيرانيين، كانت بدايتها في عام 1986 حيث حاول العديد من الحجاج الإيرانيين دخول المملكة حاملين مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، ولكن سرعان ما ألقت السلطات في المملكة القبض عليهم.
وفي 1987 قام حجاج إيرانيون أثناء موسم الحج بمظاهرات أعلنوا أنها للتنديد بجرائم الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنهم ما لبثوا أن قطعوا الطرقات متجهين إلى الحرم المكي رافعين شعارات الثورة الإيرانية، ما دفع رجال الأمن السعوديين إلى التصدي لهم.
وتكررت الحوادث المشابهة، إلا حادثة "نفق المعيصم"، تعد الأشد خطورة من بين الحوادث التي وقفت وراءها إيران، إذا قام حجاج كويتيون منتمون لما يعرف ب "حزب الله الحجاز"، بالتنسيق مع جهات إيرانية، باستخدام غازات سامة لقتل الحجاج في نفق المعيصم سنة 1989، وقامت السعودية بإعدام المتهمين بالحادثة بعد أيام معدودة، واحتجت إيران على هذا الإعدام.
البراءة من المشركين
ويسعى الحجيج الإيرانيون إلى إقامة ما يسمونه مراسم "البراءة من المشركين" وهذه المراسم التي كانت قد بدأت في عهد قائد الثورة الإيرانية الخميني واجب وفرض، وهي من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي بدونها لا يكون الحج صحيحًا.
ويرى الخبراء والمراقبون أن مراسم "البراءة من المشركين" تأتي لإثبات قوة الثورة الإيرانية، في مناسبة يجتمع فيها مئات الآلاف من المسلمين حول العالم إلا أن المملكة تصدت باستمرار إلى أي طقوس مخالفة لفريضة الحج، إذ اعتبر المفتي العام للمملكة، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ "البراءة من المشركين" بدعة لا أصل لها في الإسلام، فرد عليه خطيب جامع طهران، الإيراني أحمد خاتمي وقال: إن أصل "البراءة موجود في القرآن".
ويرى خبراء أنه كانت هناك توقعات بأن يشهد موسم الحج الحالي تحركات إيرانية بسبب الخلاف مع المملكة في الملف السوري والمواجهة في اليمن، فحولت إيران حادث التدافع في منى ومن قبله سقوط الرافعة في الحرم المكي إلى مناسبة لمهاجمة المملكة ولهذا سارع المرشد الإيراني إلى تحميل المملكة المسؤولية، بينما لم يسبق أن علق على أحداث كانت أشد منها "نفق منى" الذي سقط فيه المئات، حيث اعتادت إيران على تحويل الصراع إلى صراع مذهبي أو صراع فارسي عربي. ورغم عرض الرئيس الإيراني حسن روحاني مساعدته في علاج مصابي حادث رافعة الحرم المكي، والتي أسفرت عن سقوط 107 شهداء، وتعبيره عن أسفه عن الحادث، إلا أنه لم يخف كراهيته للمملكة، وهاجمها عبر تصريحاته، وأظهر من خلالها شماتته في المملكة ومصابها، إضافة إلى وصف الصحافة الإيرانية السلطات في المملكة بالإهمال، وعدم أهليتها لإدارة هذا المكان العظيم.
سباعي إبراهيم
المصدر: جريدة الرياض