مدارسُ بلاد فارس (إيران) تُخرِّجُ إرهابيين لا متعلمين
تختلف سياسة التعليم من بلدٍ إلى آخر حسب رؤية الخبراء الذين تُوكل إليهم مهمّة اختيار المناهج الدراسية لكافة المراحل، مع مراعاة الفوارق العمرية، وكلّما وُفِّق أولئك في الاختيار، كلّما حصد الوطن متعلمين أكفاء، يُساهمون في بناء تنمية بلادهم، ودفع عجلة اقتصادها. يحدث هذا في معظم بلدان العالم، لكنه يختلف تمام الاختلاف في بلاد فارس ( إيران )، فالمناهج الدراسية لديها تُروِّج للنظام، الفارسي الفاشي وتدفع الطلاب للتدريب على استخدام الأسلحة. هذه المعلومة جاءت على لسان الطالبة الإيرانية «برسيا»، التي التقتها صحيفة الشرق الأوسط عقب أن نجحت في الفرار من جحيم الملالي، ونظام ( ولاية السفيه ) وسياسة تكميم الأفواه، إلى حيث توجد الحرية، ويوجد الاستقرار، لا أحد كان يتصوَّر بأن الفرس الإيرانيين كانوا يُعدّون أجيالاً للتخريب، والإرهاب، وأن هناك منهجًا أًطلق عليه «الاستطلاع التعبوي» مُقرَّرًا على الطلاب من سن الثامنة، يتم خلاله تدريبهم على تفكيك الأسلحة وتركيبها، وتدريبهم على حمل السلاح، بالإضافة إلى وجود مادة أخرى تحت مسمّى «الاستعداد الدفاعي»، وتتضمّن الدعاية للنظام، ودروسًا مُوجَّهةً ضد المعارضة، وهذه المادة تُخوِّل لمَن ينجح فيها اجتياز امتحان القبول في الجامعة.
وسبق للفرس الإيرانيين أن قاموا قبل أربعة أعوام بإجراء تعديلات على سياستهم التعليمية؛ بهدف التخلّص -كما يزعمون- من التأثيرات الغربية العلمانية، فقد أدخلت في مدارسها الإعدادية والثانوية مناهج جديدة، مثل «التدريب السياسي»، و«مهارات معيشية»، وهي تهدف إلى التحذير من حركات سياسية منحرفة -كما يتوهّمون-، كما طعّموا مناهج القانون، وعلم النفس، وعلم الاجتماع في التعليم العالي بنظريات جديدة تعتمد على أفكار الدجال الخميني، وقاموا بحذف كل ما له علاقة بنظريات علماء الغرب، الأمر الذي ساهم في إعاقة التطوّر الفكري لدى الشباب الإيراني.
ويبدو أن النظام الفارسي الفاشي الزرادشتي الإيراني ليس بحاجة إلى إعداد طلائع مثقفة ومتنورة، بل بحاجة إلى إعداد كوادر تُتقن الإرهاب وتُطبِّقه، ليُصدِّرهم إلى حيث توجد الصراعات التي يُحدِّد النظام مكانها وزمانها، فالتعليم والتثقيف هو آخر ما يتطلّع إليه النظام لأبنائه، فالصرف على تغذية الصراعات في العراق وسورية واليمن أهم من الصرف على التعليم في نظر الملالي، وحسب تصريح محافظ طهران «حسين هاشمي» الذي ورد في نشرة مركز المزماة للدراسات والبحوث، فإن 50% من مدارس طهران تحتاج إلى ترميم، ولإعادة تهيئة من جديد، ومن جهته قال «أحسن علوي» ممثل (سنندج وكاميران) في المجلس النيابي، بأن 1192 مدرسة غير صالحة للدراسة، و1268 مدرسة بحاجة إلى إعادة تهيئة.
الضائقة الاقتصادية التي تمر بها بلاد فارس ( إيران ) من خلال إنفاقها السخي على تغذية النزاعات، كان سببًا رئيسًا في تخلّفها التنموي، والتعليمي، والصحي، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، هذا ما يتحدّث عنه الإيرانيون أنفسهم، وأولياء أمور الطلاب يشكون من طلبات «مديري المدارس» المادية، ومنظر الطلاب وهم يحملون معهم بطاطينهم وهم في طريقهم لمدارسهم في فصل الشتاء يدعو للشفقة، بعد أن وقفت الدولة موقف العاجز عن صيانة أجهزة التدفئة.
عبدالله الهدلق
المصدر: جريدة الوطن الكويتية