#أحوازنا -إيلاف: خطر الإعدام يهدد حياة 15 أحوازيا معتقلاً في إيران
حذرت منظمة حقوقية اليوم من خطر يهدد حياة 15 أحوازيا تعتقلهم السلطات الايرانية وحكمت عليهم بالاعدام اثر حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من مواطني الاقليم العربي داعية المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية الى اجراءات حاسمة ضد انتهاكات السلطات الايرانية ضد النشطاء الأحوازيين في المجالين السياسي والثقافي.
وقالت المنظمة الأحوازية لحقوق الانسان أن السلطات الايرانية اصدرت أحكام اعدام ضد 15 من المعتقلين الأحوازيين الذين تم اعتقالهم في حملة شنتها قوات الأمن والاستخبارات الايرانية في مدينة السوس والقرى التابعة لها مؤخرا. وأشارت المنظمة في بيان صحافي حصلت على نصه "إيلاف" الاثنين ان عددا من عناصر دائرة الاستخبارات الايرانية في مدينة السوس قد اتصلوا بعائلات المحكومين وابلغوهم بصدور احكام الاعدام ضد ابنائهم الشبان الذين تتراوح اعمارهم بين 21 و29 عاما.
وأعلنت المنظمة الأحوازية أسماء سبعة من المحكومين بالاعدام قد حصلت عليها وهم من أبناء قرى بني كعب وخاصة من قريتي بيت علاو وخلف المسلم وجميعهم من آل الكعبي وهم: عیسی عبداللهي بن ناصر 28 عاما وحسون عبداللهي بن حبیب 29 عامأ وحسین عبداللهي 22 عامأ ومجید عبداللهي بن الماشاف 24 عامأ ومحمد عبداللهي بن هلیل 32 عامأ وجاسم عبداللهي بن العبید 28 عامأ وماجد عبداللهي بن الدحام 21 عامأ.
واوضحت أن المحكومين الخمسة عشر هم حاليا في الزنزانات الانفرادية التابعة لدائرة الاستخبارات الايرانية في مدينة السوس حيث تقوم السلطات الايرانية بممارسة التعذيب الجسدي والنفسي ضدهم وذلك لانتزاع اعترافات على أنفسهم او على شخص ثالث وهو الأمر الذي ينافي تماما القوانين الانسانية والدولية.
وتوقعت ان تعلن السلطات الايرانية خلال الايام المقبلة وكما فعلت في مرات سابقة عن احكام الاعدام التي أصدرتها ضد هؤلاء السجناء الخمسة عشر من المواطنين الأحوازيين . وشددت على ان الامر يتطلب تحركا عاجلا من قبل المنظمات الانسانية الدولية الحكومية وغير الحكومية لوضع حد لمثل هذه الجرائم وحث السلطات الايرانية باحترام القوانين الدولية والانسانية.
واشارت المنظمة الحقوقية الى انه في الوقت الذي تؤكد فيه القوانين الدولية شفافية المحاكم وحق السجناء بتعيين محامين للدفاع عنهم الا أن اصدار هذه الاحكام ضد السجناء الأحوازيين كسابقاتها تفتقد الى اية نزاهة وشفافية حيث صدرت وهم معتقلون في زنزانات سرية تابعة لدائرة الاستخبارات الايرانية وتحت التعذيب الجسدي والنفسي. وطالبت المؤسسات الدولية والانسانية باتخاذ "موقف حاسم تجاه هذه الانتهاكات العدوانية التي تقوم بها السطات الايرانية في تعاملها مع السجناء الاحوازيين من النشطاء في المجالين السياسي والثقافي".
وأدانت المنظمة الأحوازية لحقوق الانسان "هذه الجرائم العدوانية التي تقوم بها السلطات الايرانية ضد المواطنين الأحوازيين" .. ودعت المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية الى حث السلطات الايرانية على احترام القوانين والمعاهدات الدولية في ما يخص ضمان حقوق الانسان واحترامها.
وكانت قوات الامن قد شنت قبل ايام رفقة رجال من الاستخبارات الايرانية حملة اعتقالات واسعة النطاق في مدينة السوس والقرى التابعة لها تم خلالها اعتقال العشرات من ابناء هذه المنطقة من الرجال والنساء والشيوخ.
يذكر أن الشعب العربي الأحوازي يخوض معارك مستمرة ضد السلطة الايرانية المركزية من اجل انتزاع حقوقه الاساسية حيث انتفض في نيسان (ابريل) عام 2005 في تظاهرات سلمية إلا أن رد السلطات الايرانية جاء وحشيا وعدوانيا ما اسفر عن مصرع اكثر من 220 مواطنأ أحوازيأ واعتقال اكثر من 28 الفا اخرين الأمر الذي أدانته العديد من المنظمات الانسانية والحقوقية.
وقد قامت السلطات الايرانية منذ عام 1925 حين الحقت بريطانيا اقليم الأحواز العربي بأيران بتهجير اكثر من مليون ونصف المليون من المواطنين الأحوازيين الى المحافظات الايرانية الاخرى ووضعهم تحت الاقامة الجبرية بالاضافة الى تهجير عشرات الالاف الى بلدان اخرى عربية واوروبية والى الولايات المتحدة واستراليا ايضا الامر الذي ارتفعت معه نسبة طالبي لجوء الأحوازيين لدى الدول الاوروبية والاسترالية بشكل خطير الامر الذي تنعكس سلبياته حاليا على المجتمع الأحوازي.
يذكر ان الأحواز من الناحية الجغرافية هي المنطقة الواقعة في الجنوب الشرقي من العراق والجنوب الغربي من إيران ويحده من الشمال والشرق جبال زاغروس ومن الغرب العراق ومن الجنوب الخليج العربي. وعرب الأحواز جزء منهم شيعي وجزء سني اقتطعت بريطانيا اقليمهم من العراق وضمته لإيران عام 1925 مقابل تقليص النفوذ الروسي في إيران وذلك حين تم القضاء على إمارة بني كعب العربية بعد أسر الشيخ خزعل الكعبي في 25 نيسان (أبريل) عام 1925 من قبل النظام الشاهنشاهي في ايران الذي اتبع في عربستان سياسات تمييزية ضد العرب في التوظيف وفي الثقافة فمنعهم من تعلم اللغة العربية.
ويعاني عرب إقليم الأحواز حاليا من صعوبة الحصول على فرص لدخول الجامعات الإيرانية حيث تشكل فرصة دخول الجامعات الإيرانية للعرب أقل باثنتي عشرة مرة من نظرائهم الإيرانيين بسبب سوء التعليم في اقليمهم وبسبب طبيعة أسئلة امتحان الدخول للجامعات الإيرانية التي تجرى باللغة الفارسية وتركز على الحضارة الفارسية. كما يعانون من التمييز في فرص العمل والرتب الوظيفية والرواتب مقارنة بنظرائهم من غير العرب .. اضافة الى اتباع السلطات سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني حيث استقدمت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم.. فيما أدى اكتشاف النفط في الإقليم عام 1908 إلى جذب مئات الآلاف من الفرس إلى اراضي عربستان ما غير التركيبة السكانية.
د. أسامة مهدي
المصدر: موقع إيلاف