#أحوازنا -النفوذ الإيراني: تآكل في سوريا .. محاولات للتوسع في لبنان .. خسارة في اليمن
يتآكل النفوذ الإيراني حالياً في سوريا بعدما توسع النفوذ الروسي هناك، ما يدفعها إلى محاولة تعزيز نفوذها في لبنان من خلال أذرعها لا سيما حزب الله الإرهابي، كما يرى خبراء أن إيران تراجعت في اليمن وهي قاب قوسين أو أدنى من خسارة معركتها التي تقودها بواسطة الانقلابيين الحوثيين هناك.
توسع النفوذ الروسي في سوريا أسهم في تعقيد الوضع اللبناني، لأن إيران باتت تستشعر خسارتها في جميع ملفاتها بالمنطقة العربية ما يعني أنها بحاجة إلى محاولة تعزيز نفوذها السياسي والعسكري، لكنها تتلقى يومياً ضربات موجعة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الشقيق بواسطة القوات المسلحة الإماراتية والسعودية والدول الأخرى المشاركة في التحالف.
النفوذ الإيراني في سوريا بات اليوم منهاراً، ووجدت طهران نفسها مضطرة إلى تقسيم هذا النفوذ بينها وبين روسيا، مما يضعها في المرحلة المقبلة أمام خيار واحد لا بديل عنه وهو الانسحاب الكامل من الملف السوري، لا سيما بعد تزايد عدد قتلاها من الحرس الثوري على الأرض السورية، فضلاً عن حديث متواتر عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي يعتبر عملياً في المرتبة الثانية بعد الخامنئي.
محاولات التوسع الإيرانية في لبنان، تقول في ظل ما تشهده من خسارة فادحة في سوريا واليمن، أنها موجودة في بيروت وأنها قادرة على دعم الميليشيات الإرهابية الموجودة هناك وعلى رأسها حزب الله، لكن هذه المحاولات تبقى في إطارها ولا تعني أن إيران استحوذت على الواقع اللبناني بأكمله.
إيران اليوم تصر أكثر من أي وقت مضى على اعتبار بيروت تحت وصايتها، من أجل السيطرة على المؤسسات اللبنانية هناك عبر أذرعها، لا سيما المؤسسة العسكرية ما يعني أن تفتح بيروت حدودها لأي عمليات تريدها إيران.
أما في اليمن الشقيق، فإن التقدم الكبير الذي تخوضه قوات التحالف باتجاه العاصمة صنعاء، يمكن أن يحقق خطوات مهمة، فعدا عن الضربات الموجعة التي حققها التحالف، يمكن أن يؤدي هذا التقدم إلى تفكيك التحالف بين الحوثيين وصالح في ظل مؤشرات على انضمام الكثير من القبائل المحيطة في العاصمة اليمنية صنعاء إلى الجيش الوطني وهو ما يعني تحدياً جديداً سيواجه الحوثيين وصالح.
التحالف العربي في اليمن عدا عن الحرب التي يخوضها ضد ميليشيات الانقلابيين الحوثيين فإنه يسعى إلى ضم أكبر عدد من القبائل إلى الجيش الوطني، المدعوم من قوات التحالف ما يعني تسهيل دخول صنعاء، كما جرى استعادة بقية المدن اليمنية.
هزيمة الانقلابيين الحوثيين باتت وشيكة ومحسومة، في ظل تراجع إمكاناتهم العسكرية والمعنوية، واستنزافهم من قبل قوات التحالف العربي في اليمن الشقيق، وفق مراقبين قالوا إن "الحوثيين راهنوا على سياسة "عض الأصابع" التي لا يمكنهم معها الوقوف في وجه قوى التحالف لما تملكه من إمكانيات مالية وعسكرية كبيرة، فضلاً عن علاقاتها الدولية وكل هذه عوامل تمكنها من خوض حرب طويلة، وبالتالي فإن هذه الخسارة بمجملها إنما تمثل خسارة إلى إيران.
مركز المزماة للدراسات والبحوث