#أحوازنا-الخط الفاصل مع إيران
في أحد فصول كتابه المثير للجدل يطرح الكاتب والمفكر اللبناني "وضاح شراره" تساؤلات عميقة وحارة عن جوهر دولة الملالي ودلالات بنيتها الطقسية والدينية والأيديولوجية بعد أن اختار أن يلعب على كلمات العنوان الأشهر لابن حزم الأندلسي "طوق الحمامة" جاعلا من هذا الطوق عنوانا لكتابه الجريء الذي اقتفى فيه دور الدولة الإيرانية في معترك المذهبية والطائفية.وفي السياق ذاته كنت في مكتبة "مول الفطيم" بالقاهرة في العام الماضي وعرض علي أمين المكتبة كتابا كان معروضا في "فاترينة" الكتب الجديدة بعنوان "مسافر الكنبة في إيران" باعتباره الكتاب الأكثر مقروئية لهذا الموسم، وعندما قرأت الكتاب لاحقا وجدت أنها مذكرات لكاتب مصري زار إيران في العام الماضي وتقلب في بازاراتها وحاراتها وشرح طبيعة ومنظومة هذا النظام البوليسي في الداخل وأن وجهها القبيح في الخارج كان يستند إلى تركيبة سياسية ومذهبية وطائفية واجتماعية مشوهة ومتناقضة في الداخل.قيل الكثير عن إيران كرواية بوليسية طوال هذه الفترة التي أشغلت فيها العالم بقذارة فكرها السياسي، لكن ما يهمنا في هذا الموضوع كسعوديين أن المواجهة مع إيران هي مواجهة حتمية ومفتوحة على كل الاتجاهات وأن تهدئة وتيره هذه المواجهة أمر لن يتحقق ما لم يدرك هذا النظام أنه سيكون هو الخاسر الأول في المعركة سواء على المدى القصير أو الطويل وهو ما ينبغي على الناس أن يدركوا أن مواجهة من هذا النوع هي مواجهة وجودية وقدرية بالمعنى الحقيقي للكلمة وإن كانت تفاصيلها وخطوطها لم تظهر للعامة على اعتبار أن الجانب الأعظم من أهدافها ومآلاتها الخطيرة ما يزال عصيا على الفهم ليس بالنسبة للعامة فقط وإنما لبعض المثقفين أيضا.ينبغي أن يعرف الكل أن إدارة دفة هذا الصراع تقف على قدمين إحداهما في الداخل والأخرى في الخارج وأن أرضية هذا الصراع ستكون اقتصادية واجتماعية وتنظيمية وأمنية في الداخل على اعتبار أن هذه المقومات الحضارية هي القاعدة التي سوف تتكئ عليها عناصر هذه المواجهة وبالتالي يمكن تقوية جبهتها الداخلية بإعادة جملة من الترتيبات والتنظيمات في الداخل والتي ستقوي من جبهتنا الداخلية اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، والقدم الثانية هي في الخارج وهو ما يتطلب إعادة هندسة وصياغة السياسة الخارجية وفق أسس ومرتكزات مدروسة وطويلة الأمد تكون فيها إيران حجر الزاوية في هذه السياسة باعتبارها مصدر التهديد الأول للمملكة في هذه المنطقة والمقاول الرئيسي لكل هذه الحروب التي تدار بالوكالة.
عيسى الحليان
المصدر: صحيفة عكاظ السعودية