#أحوازنا-الياسين: خامنئي يحاول قطع نسل الأحوازيين.. وصهر "جون كيري" فارسي
95% من النفط الذي يبيعه النظام الإيراني يستخرج من الأحواز، في وقت لا يتجاوز دخل الفردة الأحوازية 8 دولارت أريكية شهرياً! بحسب الناشط السياسي الأحوازي، نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان طه الياسين المقيم في لندن، الذي تحدث في حوار مع mbc.net عن تأثيرات الاتفاق النووي الإيراني على العالم، وعواقبه، وكيف ستستغله الحكومة الإيرانية للتأثير على الشرق الأوسط.
وكشف الناشط الأحوازي عن أعداد الأحوازيين الذين أعدموا والرجال والنساء المنتمين إلى الإقليم العربي الذي تحتله إيران منذ الحقبة البهلوية، وكيف يقبع عشرات الآلاف منهم في السجون.وذكر أن علاقة من نوع خاص تجمع وزير الخارجية الأمريكي مع الإيرانيين، هي ما جعلته يقبل الإهانة التي تعرض لها الجنود الأميركيون على يد الإيرانيين.
وطالب نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان بجرّ خامنئي وعدد من رؤساء إيران إلى محكمة العدل الدولية، ليعاقبوا على جرائهم البشعة في حق الشعوب غير الفارسية التي تعيش في إيران، ومنهم الأحوازيون. وسلط الضوء على ملف الأحواز وحقوق شعبه المسلوبة وأعداد الأسرى والمهجرين.. هنا التفاصيل:
– بداية أستاذ طه ما هي مستجدات الأوضاع في الأحواز، وهل انخفض العدوان الإيراني عليهم أم لا؟
ما يحدث من انتهاك لحقوق الإنسان الأحوازي، ليس وليد اللحظة، بل جاء منذ الاحتلال الفارسي في الزمن البهلوي، حيث احتلت الأرض وهجر الأحوازيين وأبعدوا إلى مدن في العمق الإيراني وإلى محافظات شمال إيران. طبعاً المشروع مستمر حينما تغير النظام البلهوي وجاء الملالي لحكم إيران، استمر هذا القمع والتهجير ضد الأحوازيين. وعلى سبيل المثال الطفل الأحوازي في أبسط حقوقه، عندما يولد لا يستطيع أبواه أن يختارا له الإسم، لوجود قائمة أسماء محدودة مفروضة من قبل النظام، وتقدم للعائلة كي تختار اسماً لمولودهم. وهناك أيضاً انتهاكات ضد المرأة الأحوازية، حيث تقوم المستشفيات التابعة للنظام بربط عنق رحم المرأة كي لا تنجب مرة أخرى، ولدينا الكثير من السيدات الأحوازيات اللواتي أجري عليهن تلك العمليات. والعدوان الإيراني لم ينخفض عليهم وهو عنصري للغاية، ونستطيع القول أن النظام الإيراني يفعل ما يفعله النظام العنصري في جنوب أفريقيا. ومن الأمور العنصرية أيضاً أن جميع الطلاب الأحوازيين لا يستطيعون الدراسة بلغتهم الأم، بل حتى الذين أسسوا مدارس على حسابهم الخاص لا يستطيعون التدريس فيها أو إرسال أبنائهم للدراسة فيها.وهناك مثال على المدرس الشهيد ريسان الحسن قام بإنشاء مدرسة على نفقته الخاصة لتعليم الأطفال اللغة العربية وتعليمهم القرآن، اعتقل في 2006 وبعد فترة بسيطة أخبرت عائلة بأن ريسان أعدم داخل السجن.
– كيف تعلق على رفع الولايات المتحدة العقوبات عن إيران؟
حينما رفعت العقوبات التي كانت مفروضة على القيادات العسكرية التي دعمت الإرهاب وعن مؤسساتهم، لا يعني أنه سيؤثر على الشعوب في إيران، لأن الأموال التي رفعت عنها العقوبات هي تصب في مصلحة النظام، سواء خامنئي أو الحرس الثوري والمسؤولين الكبار، وسوف تستثمر هذه الأموال خارج إيران، لأن تلك القيادات تعلم تماماً أنها لن تبقى في مناصبها للأبد، والجميع يعرف أن خامنئي أصبح من أكبر الأغنياء في العالم بحسب المجلات الاقتصادية العالمية، التي أكدت أنها يملك المليارات في حساباته وبالضبط 95 مليار دولار، وقام بجمع كل تلك الأموال منذ تزعمه كمرجعية دينية في إيران. وجاء رفع العقوبات عن إيران انطلاقاً من المصلحة الاقتصادية المشتركة التي لدى الغرب.
– طالبت بأن ينقذ المسلمون العراق من ميليشيات خامنئي، ماذا عن سورية؟
هناك الكثير من الميليشيات الإيرانية في سورية وأيضاً في العراق ولبنان واليمن، أما التي في سورية فهي كثيرة، منها أبو فضل العباس، وميليشيات الباسيج الإيراني، والحرس الثوري، وكلها تدعم من قبل ولاية الفقيه خامنئي مباشرة، وليس هناك سلسلة مراتب أو تسلسل حتى تصل الأوامر إلى تلك الميليشيات، بل تصل من خامنئي إلى القيادات العسكرية مباشرة، ونحن لا نتبلى عليه، حيث أن هذا ما قاله هو بشكل علني لمسؤولين إيرانيين بأن دولته موجودة في عواصم عربية عدة، وقد صرح بهذا محمد جفعري قائد الحرس الثوري قبل أيام، مؤكداً أنه لن ينسحب من سورية، ويأتي هذا توافقاً مع مستشار خامنئي الذي قال "إذا خسرنا سورية سنخسر الحكم في طهران". ويجب على العرب أن يكون لديهم مشروع موازي للمشروع الإيراني الذي سيستمر ولن يقف حتى مع تغير النظام.
– قلت أن إيران لديها مشروع قومي فارسي وهذا ما يطمح إليه الفرس على حساب العرب، حدثنا أكثر عن هذا المشروع؟
المشروع الفارسي بدأ منذ احتلال الأحواز في عهد البهلوي، ثم تطور باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، ثم جاء نظام الخميني ليكون شعاره تصدير الثورة، وهو موجود في الدستور الإيراني، وبعد دخلوهم الحرب مع العراق في الثمانينات ووضعت الحرب أوزارها، لم يتوقفوا عن هذا الحد، بل شرعوا في بناء ميليشيات مسلحة داخل الوطن العربي، منها حزب الله الذي دعموه مادياً ودربوا عناصره عسكرياً، واستمر هذا النمط بعد سقوط بغداد في 2003 وتمدد مشروعهم ووصل إلى سورية واليمن. ولولا عاصفة الحزم وهذا الموقف السعودي القوي لكان علم إيران مرفوعاً في أماكن أكثر.
– أغلب الأحوازيين يعتقدون بوجود مخططات مدروسة من قبل الأنظمة الإيرانية المتعاقبة، لفرض الهوية والثقافة الفارسية عليهم, هل هذا صحيح وإلى أين وصل؟
بعد الاستفتاء الشعبي، خرجت مواد في الدستور الإيراني تنص على الحريات المشروعة والعدالة ورفع التمييز، لكن ما يحصل هو العكس تماماً، حيث تم فرض الهوية الفارسية على الشعوب الأخرى في إيران، فليس لدى الشعب حق التعليم بلغتهم الأم، مع أن الفرس في الواقع هم أقلية، عدد السكان في إيران 78 مليون نسمة منهم 35 مليون من الأتراك.
– إذاً هناك تفرقة عنصرية واضحة في الحقوق والواجبات بين الأحوازي وأبناء المناطق المختلفة في إيران؟
نعم، التفرقة واضحة، وليست ضد الأحوازيين فقط، بل تجاه العرب كافة. لدي تسجيل صوتي احتفظ به يخص طبيب إيراني وضع لافتة على مدخل عيادته منع فيها علاج العرب، وبعد الاتصال برقم العيادة لطلب علاج لمريض أحوازي رفضت موظفة الاستقبال علاج المريض الأحوازي، وقالت لديكم في الأحواز أطباء خاصين بكم، ثم طلبت الحديث مع الطبيب شخصياً وسألته لماذا ترفض علاج العرب؟ فقال من أين تتحدثون؟ قلت له من الأحواز، فقال: "أنا لا أقصدكم بل أقصد السعوديين فقط لأننا نعتبرهم أعداء"، فقلت له لماذا يأتي السعوديين إليك كي يتعالجوا ويتركوا باقي العيادات والمراكز في جميع مناطق العالم؟.
– زعمت في إحدى تغريداتك عبر حسابك في "تويتر" بأن ابنة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري متزوجة من فارسي، ولهذا السبب قبل بالإهانات التي طالت عدد من الجنود الأمريكان على أيدي الفرس مؤخراً كي لا تطلق ابنته، كيف لك أن تكون متأكداً من ذلك؟
"بهروز أناهيد" هو فارسي، متزوج من ابنة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وجميع الدلائل تثبت ذلك، وهذا الشخص استطاع أن يؤسس لوبي إيراني داخل أروقة النظام الأمريكي، واستطاع أن يسيطر على مشاعر وعواطف السيد وزير الخارجية الأمريكي، وهو شخص مدعوم من النظام الإيراني.
– إيران الأولى عالمياً في تنفيذ أحكام الإعدام بـ 1084 حكماً عام 2015، ومع هذا الإعلام الغربي ركز على إعدام الإرهابي نمر النمر؟ لماذا برأيك؟
كما قلت آنفاً، هناك مصالح تحكم الدول. "روحاني" الذي أطلق عليه لقب "رئيس جمهورية الإعدامات" كان أحد أركان هذا النظام لمدة 16 عام، فكان سكرتير المجلس الأعلى لأمن النظام الإيراني الذي يتخذ القرارات الأمنية والسياسية. وكان ولا يزال من صناع قرارات القمع والإعدام في إيران وتصدير الإرهاب للخارج. رئيس جمهورية الإعدامات يستقبل من قبل الغرب ويرحب به، وله مكانة عند بعض حكومات الغرب، لأن هناك مصالح إيرانية غربية، والإعلام الغربي مسير وليس مستقل كما يعتقد الكثير، ولهذا يثير المواضيع التي تتناغم مع حكوماته.
– هل هناك ردة فعل من قبل الحكومة الإيرانية ضد الأحوازيين بعد تنفيذ المملكة حكم الإعدام في نمر النمر؟
نعم، كانت هناك اعتقالات عديدة، خصوصاً بعد المظاهرات التي قامت من قبل الأحوازيين إدانة لحرق سفارة المملكة في طهران، فبعد كل حدث يخص المنطقة العربية والسعودية تحديداً يقف الأحوازيين بجانب المملكة لأنهم يعلمون أن تاريخهم وعرقهم وحضارتهم مشترك مع العرب والسعوديين، فلا يستطيعون الوقوف بشكل محايد.
– هل لديك أرقام أو احصاءات بعدد المعتقلين السياسيين من الأحواز في سجون النظام الإيراني، وكذلك أعداد القتلى منهم جراء العدوان الإيراني؟
الاعتقالات مستمرة حتى هذا اليوم، ولو بدأنا منذ العام 2005 وحتى الآن، لدينا 26 ألف أسير أحوازي في سجون النظام الإيراني، إضافة إلى 6 آلاف امرأة أحوازية معتقلة، وبعض النساء أنجبوا أطفالهم داخل السجون ووصلت أعداد الولادات إلى 500 وهذا ما تأكده منظمتنا. ومنهم السيدة فهيمة البدوي اعتقلت في 2006 واعتقل زوجها أيضاً وأعدم وهي حامل، وولدت ابنتها داخل السجن ولا زالت فيه حتى اللحظة مع طفلتها الصغيرة. ومنذ الأزمة الإيرانية السعودية الأخيرة أعتقل ما لا يقل عن 400 أحوازي أي خلال الأسابيع الثلاث الماضية فقط. وهناك أيضاً 120 ألف أحوازي هجر إلى مناطق إيرانية ولدينا 16 ألف أحوازي حكم عليه بالإعدام منذ بداية سيطرة نظام الخميني على الحكم حتى الآن.
– الأحواز من أكبر المناطق الغنية بالنفط والمنتجات الزراعية.. هل ينالكم في الأحواز شيء من هذه الثروة أم أنها مسلوبة؟
95% من النفط الذي تبيعه الحكومة الإيرانية يستخرج من الأراضي الأحوازية، وكذلك 85% من الغاز. ولا يحصل الأحوازيين إلا على الدخان المنبعث من هذه الشركات التي تحيط من كل جانب بالمدن الأحوازية. فحال الأحوازيين الاقتصادي والمعيشي هو تحت خط الفقر، ودخل العائلة الأحوازية من 4 أفراد لا يزيد عن 8 دولار شهرياً، أما عن المنتجات الزراعية، فحين يصل موسم الحصاد يحاول النظام إغراق الأراضي بفتح السدود حتى يفسد ما زرعه المزارع العربي الأحوازي، أو تخفيض أسعار المحصولات في الأسواق، أو إغراق السوق المحلية بمنتجات من مدن فارسية وفلاحين فرس. وفي النهاية الثروة المسلوبة، كانت لنا مطالبات بالحصول على 1% من عائدات البترول لكن رفض النظام ولم يلبي طلبنا، وقمع من طرح هذا المقترح في عام 2004 واعتقلهم وسجنهم بتهمة الخيانة والتحريض على نشر التفرقة والفتنة.
– هل حاولتم كناشطين داخل الأحواز وخارجها من الاستفادة من موجة الثورات التي تعصف بالمنطقة؟
حدث الربيع الأحوازي قبل الثورات العربية، حيث بدأ في 2005 لكنه قمع وكانت هناك اعتقالات عديدة وأرقام شهداء كبيرة، ولكن للأسف هذا الربيع الأحوازي لم يغطَّ إعلامياً ولم يلق اهتماماً كبير سواء على المستوى العربي أو الغربي.
– بعض الأعمال التي يرتكبها النظام الإيراني في حق الأحوازيين تستحق تقديم هذا النظام لمحكمة العدل الدولية في لاهاي وملاحقاتهم دوليا.. حدد لي ثلاثة من هذه الأفعال ومن هي الرؤوس التي تستحق المحاكمة؟
أول جريمة هي دعم إيران للإرهاب في كل زمان ومكان.. ثانياً الإعدامات الميدانية بحق الشعوب المختلفة في إيران. وثالثاً جرائم النظام بحق المرأة عن طريق التطهير العرقي البغيض من خلال ربط رحم المرأة التي تولد في المشفى حتى لا يكون هناك إنجاب عربي أو للقوميات الأخرى. محاسبة إيران ومحاكمتها أولوية قصوى تحتاج مساندة من قبل دول العالم العربي والخليجي. والرأس الذي يجب أن يحاكم هو رأس الأفعى خامنئي، يجب أن يجر إلى المحكمة الدولية برفقة روحاني أيضاً، وكافة الرؤساء السابقين، منهم محمود أحمدي نجاد ومحمد خاتمي. فهناك مجزرة المُحمرة التي راح ضحيتها 300 شهيد أحوازي، ومجزرة كردستان أشرف عليها خامنئي شخصياً وراح ضحيتها 500 شهيد كردي. وهناك العديد من المجازر والإعدامات في بلوشستان التي أشرف عليها الرئيس الإيراني روحاني حينما كان سكرتيراً لمجلس الأمن الأعلى للنظام الإيراني وأشرف شخصياً على الإعدامات الجماعية التي طالت الضعفاء في بلوشستان.
خالد صالح
المصدر: mbc.net