#أحوازنا-حكاية مسجد فيض!
أولا يؤسفني أن أكتب لك قصة هذا المسجد فتتكدر, لكن هذا الذي حصل! ولابد أن تكون على علم به, ثم تنظر يمنتك ويسرتك فتنظر الأتباع؛ هل يعملون إلاَّ كعمل المتبوعين!
مسجد فيض هو المسجد العظيم في مدينة " مشهد " الإيرانية, وهو باقٍ من أكثر من مئةِ سنة وأكثر, حتى قررت حكومة الخميني وجمهوريته بثورتها " الإسلامية"! أن تهد بنيان هذا المسجد!
المسجد المأوى في حرب الاتحاد السوفيتي, والمسجد المجمع لزوار إيران من كل أقطار العالم الإسلامي السُني!
كان المسجد " الملتقى " يثير حفيظة النظام الصفوي بكل شيء! بعظمته, ومكانته, والتفاف الناس عليه, وإقبالهم على الحضور فيه للصلاة واستماع الحق والدين البعيد عن الخرافة!
ساوموا على شرائه, فرفض علماء أهل السنة بإجماع في تلك البلاد, فزاد عتو الخمامنة!
قرارٌ بالهدم!
في عشية ذكرى وصول الخميني إلى إيران, وهي ما تسمى بــذكرى " عشرة الفجر ", نوفمبر 1994م حاصرت قوات الحرس الثوري الإيراني المسجد من جميع الاتجاهات, وظل الحصار حتى ظهيرة اليوم التالي, فمنعوا الناس من الاقتراب من المسجد, وطوقوه بأكثر من طوق أمني, والمسجد يقع في مساحة كبيرة من الأرض.
من اقترب من المسجد قتلوه, وفي المسجد مجموعات من المصلين المرابطين فيه, لأن خبر هدمه كان قد شاع!
اقتربت عشرات الجرافات, وبدأت بهدم الأسوار الخارجية, والناس في ذهول عظيم! وبدأ الناس يحاولون منع الجرافات, إلاَّ أن من منعها دهسته وتعاملت معه على أنه حجارة!!
فهدمت المسجد على مَن بقي فيه من المصلين, في حادثةٍ عظيمة لم ينسها المسلمون هناك إلى اليوم..
لم تنتهِ الحكاية هنا!
في اليوم التالي, وكان يوم الثلاثاء, تسامع الناس بالحادثة فقدموا من شتى المدن, وأغلقوا المحلات بمدينة مشهد, وتجمعوا في مسجد " مكي " مبدين حزنهم الكبير على المسجد وعلى من قضوا تحت الجرافات!
ولأن نظام الخميني ينتهج أسلوب العنف المفرط, ولأنهم يخشون أي تحرك سني فقد قرروا ارتكاب الجريمة الأشد والأنكى والأبكى!
تمَّ حصار مسجد مكي وتطويقه, فأدرك أمام المسجد ( وهو شيخ أهل السنة في مدينة مشهد ) أنه أمام مذبحة جديدة قد تنسيهم هدم مسجد فيض!
فنادى بمكبرات المسجد أن على الجميع التفرق, وأنه لا يوجد ما يدعو للخوف, وأنهم بعد أداء صلاة الظهر سيتفرقون! وتعهد للقوات بذلك على مسؤوليته!
وأقنع الإمامُ مَن في المسجد بضرورة الانسحاب بهدوء من المسجد, لأن القوات الهائلة هذه لم تأتِ لاعتقال أحد أو القبض عليه أو الحماية كما تشيع, بل جاءت للقتل!
أذن المؤذن لصلاة الظهر, فتحرك رجال مخابرات الصفويين وقاموا بتكسير زجاجات المسجد, ورمي الجنود به! فرد الجنود بزخات هائلة من الرصاص قتلوا ما يزيد عن عشرة أشخاص!
فأمسك المجتمعون في المسجد بأحد الذين رموا الزجاجات فوجدوه يحمل جهاز لاسلكي تابع للأمن!
وقام إمام المسجد يناشد الجنود بالتوقف, ويخبرهم عن أنهم قبضوا على أحد عناصر التخريب وأنه يحمل جهاز لاسلكي يتبع الأمن!
وهذه كانت غلطة الإمام الفادحة, فقد شعر الجنود أن أمرهم افتضح ولابدَّ من الحسم!
حين دخل المصلون في صلاة الظهر, وأمنوا لأنهم دخلوا في صلاة, هاجم الجنود, وسحقوا كل ما أمامهم, والرشاشات كانت تصب على المسجد من كل اتجاه, ومن الجبال المحيطة بالمسجد, ومن طيران الحوامات, ومن آليات الجنود الزاحفين !
ووقعت مقتلة عظيمة, ولم يبق في المسجد موضع إلاَّ ووصله النار..
وقُتل غالب من كان في المسجد, وأحرقت جثثهم, وكانت تُنقل بالحاويات إلى أماكن الحرق والدفن !
ومنع الكلام في وسائل الإعلام عن الحادثة, ومن تكلم فيها غيبوه في السجون, ولم يجرؤ أحد على السؤال عن ذويه ممن كانوا في المسجد!
لقد كان يوما شيعيا دمويا لن ينساه أبناء السنة هناك ..
بإمكانكم أن تجدوا مزيدا من التفاصيل فيما لو بحثتم في محركات البحث عن المسجد والحادثة.
#احمد_البتيت