الأحواز..معضلة عربية في طي النسيان
ﻻ يختلف إثنان على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب و المسلمين اأولي، حيث تشكل الجانب اﻻكبر من الصراع العربي الإسرائيلي.
والكل يزايد هنا وهناك علي القضية ، سواء كان في الداخل والخارج ، و أيضا كسبت القضية تعاطف بعض دول الغرب و المشاهير منها و تراقب منظمات حقوق الإنسان الدولية عن كثب اﻻحدات هناك دون تدخل .
و السؤال هنا .. هل القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة من نوعها التي تعبر عن عجز الحكومات العربية علي حماية أراضيها ؟! .. الإجابة لا ، بالطبع .. فهناك قضايا عديدة أخري من نوع مماثل للقضية الفلسطينية في طي النسيان .. و من تلك القضايا ، قضية الأحواز ، و هي أرض عربية اقتطعتها بريطانيا من العراق وضمتها لإيران عام 1925 مقابل تقليص النفوذ الروسي في إيران .
تقع اﻻحواز علي الساحل الشرقي للخليج العربي و شط العرب او ما يسمي ب بر فارس و هي الجزء اﻻكبر من عربستان القديم ، و هي مركز محافظة خوزستان اﻻيرانية حاليا و يقطنها حوالي ال 4 مليون نسمة أغلبهم من العرب .
و كانت اﻻحواز و مدينة المحمرة الجزء اﻻكبر من عربستان القديم ( الناصرية ) ، و كانت تحت لواء الحكم اﻻسلامي بعد اﻻنتصار في معركة القادسية بقيادة ابو موسی اﻻشعري مئات السنين ، و توالي عليها الحكام من كل حدب و صوب ، من الدولة المشعشعية حتي حكمها بنو كعب عام 1436 ، و في عام 1897 قام بتولي الحكم الشيخ خزعل الكعبي ( اخر حكام بنو كعب ) ، و عندما اكتشف النفط في مدينة عبادان ارادت بريطانيا ان تفكك الدواة الكعبية فقامت ب اعتقال الشيخ خزعل و اهدت اﻻقليم الغني بالنفط الي ايران ، مستغلة في ذلك الوقت ضعف الدولة العثمانية و دخل الجيش اﻻيراني مدينة المحمرة عام 1925 و من ذلك الوقت اصبحت عربستان جزئا من ايران حيث قامت الحكومات المتوالية علي ايران بمحاولة لجعل اﻻحواز فارسية بل و غيروا اسماء بعض المدن .
و من المدن التي غيَر الإحتلال الإيراني للأحواز إسمها ” عربستان الي خوزستان ” و “المحمرة الي خرمشهر ” ، هذا إلي جانب منع تدريس اللغة العربية في المدارس الحكومية بالأحواز ، كما يُعتبر الفارسي الأوفر حظاً في الإنضمام إلي الجامعات من نظرائه العرب و المنتمين إلي مختلف القوميات و العرقيات في الأحواز ، كما منعت السلطات الإيرانية في الأحواز تسمية المواليد باﻻسماء العربية و جعلها قاصرة فقط علي اﻻسماء الفارسية .
و يعاني الشعب العربي اﻻحوازي هناك من اضطهاد و تنكيل و تعذيب من الحكومات المتعاقبة هناك ، سواء أكان ايام شاهات عائلة بهلوي، او حتي عند قيام الجمهورية اﻻسﻻمية عام 1979 ، و اضطر كثيرا من اﻻحوازيين ان يفروا خارج ديارهم ووطنهم هربا من بطش الحكومة اﻻيرانية ، حيث كانت احتجاجات 15 ابريل عام 2005 كانت خير دليل علي ذلك اﻻضطهاد العرقي و راح ضحيتها اكثر من 20 قتيلاً ، و ايضا في احتجاجات عام 2011 و كان ضحيتها 15 و اعدام و اعتقال العشرات ، ناهيك عن الفقر المحدق الذي يعيش فيه العرب هناك و المشانق المعلقة فس الشوارع من قبل حرس الثورة في ايران .
و الغريب ان خوزستان ( عربستان ) تمثل 50 % من انتاج النفط اﻻيراني و 80% من اﻻحتياطي ، و قال الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمی ” ايران تحيا ب خوزستان ” .
اذا اين العرب من كل هذا ففي وسط تعتيم اعﻻمي ايراني عن هؤﻻء الذين يعيشون حياة بائسة انا ﻻ اريد تحرير اﻻحواز و لكن فقط اجعلوهم يعيشون حياة كريمة و لكن اين العرب ؟!!
يبدو ان العرب قد نسوا قضية اﻻحواز ، و انشغلوا بالركوع إلي الخنزير الأمريكي و تنفيذ أوامره و رغباته ، في الوقت الذي يزايدون فيه علي غزة .
من يُنقذ الأحواز .. من ينقذ غزة .. من ينقذ الجولان ؟!
المصدر: موقع يناير