أبي من هم الأحواز
بينما كنت جالسا بغرفتي أتابع على جهاز الحاسوب الخاص بي بعض ما ورد من أخبار عن معاناة الاحوازيين عبر الانترنت فإذا بابنتي التي لم يتجاوز عمرها الرابعة عشر تقف أمام باب الغرفة وتقول لي هل تسمح يا أبي ان اجلس بجانبك
قلت لها بالتأكيد ثم عدت للمتابعة فإذا ابنتي تقاطعني وتقول لي أبي من هم الاحواز فقلت لها أنهم شعب عربي عريق وأصيل وهو شعب يعاني من الاحتلال الإيراني الذي يذيقه اشد أصناف العذاب، فقالت لي لماذا لم تخبرنا أنا وأخوتي عن هذا الشعب من قبل؟..
كان سؤالها هذا بمثابة صدمة لي حيث شعرت حينها بإحراج شديد .. فقلت بيني وبين نفسي هل أجيب على سؤالها ام اتظاهر بأنني لم اسمعها؟ ثم بعد لحظات قررت الإجابة.. فقلت لها عفوا يا ابنتي.. لكن حتى أنا لم أكن اعلم ان هناك شعبا يدعي شعب الاحواز يعاني من العذاب والقهر ما لا يتحمله بشر فلا تلومينني فأنا لست المسؤول عن هذا .. حتى لو قمت يا ابنتي أنا بتوجيه هذا السؤال الى جدك لأخبرني هو أيضا.. بأنه ليس المسؤول عن هذا الأمر.. فهو ايضا من الممكن ان يكون لا يعلم واذا كان يعلم فليسامحه الله.. فقالت لي ومن المسؤول يا أبي.. فقلت لها…
ان ما يسمى بجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي هم من يتحمل المسؤولية في المقام الأول حيث يا ابنتي أنني لا اذكر ان جرى ذكر قضية الاحواز في أي مؤتمر قمة عربي أو اسلامي رغم علمي الشديد يا ابنتي بأنه حتى لو جرى ذكرها فهم سيذكرونها خجلا، كي لا تحاسبهم شعوبهم، ثم ان خطباء المساجد في معظم البلدان العربية والإسلامية لن تجدي منهم من يأتي على ذكر القضية الاحوازية الا من رحم ربي… ثم القائمين على القنوات الفضائية سواء كانت قنوات إخبارية اوغيرها.. ثم ما يسمى بوزارات التربية والتعليم التي لم تضع في المناهج الدراسية التي تتناول التاريخ العربي والإسلامي ولو على استحياء جملة واحدة عن أي شيء يتعلق بالقضية الاحوازية..
ثم قلت لابنتي هل تعلمين بأن احد الرؤساء أصابني بحالة من الضحك الهستيري قبل فترة… فقالت لي لماذا يا ابي فقلت لها انه صرح بأنه سيستأنف العلاقات مع من يحتل الاحواز اذا أعاد هذا المحتل الجزر الإماراتية الثلاث للسيادة الإماراتية… فقالت وما المضحك بالامر يا ابي؟ قلت لها ان المضحك هو ان هذا الرئيس هو رئيس عربي مسلم لا يعلم بأن هناك شعب يعاني من الاحتلال هو شعب الاحواز فهل رأيتي مصيبة اكبر من ذلك؟؟؟
لذلك يا ابنتي فإنني أوجه للامة العربية والإسلامية ما قاله الشاعر : بعد الطز ألف تحية، وليسامح الله الامتين العربية والاسلامية على هذا الجهل المركب،