خطوط خامنئي الحمراء؟
في الآونة الأخيرة , وبعد هبوب رياح التغيير العاصفة, وتزعزع كل مواقع النفوذ
والتمدد الإيرانية في الشرق القديم , ما فتئ المرشد الروحي الإيراني علي خامنئي يرسل
رسائل التهديد العلنية أو المبطنة لشعوب المنطقة من خلال رجاله وممثليه في وسائل الإعلام
, محددا الخطوط الحمراء , وراسما خرائط التغيير وفقا لإرادته ورغباته ومصالحه ومصالح
نظامه , وليس وفقا لمصالح الجماهير صاحبة الحق الأول والأخير في التغيير والانعتاق
.
لقد أرسل خامنئي من خلال مستشاره “ولايتي خطوطه الحمراء الأولى ضد ثوار
الشام الأبطال الذين حذرهم من إسقاط نظام بشار المجرم! في خروج غريب وغير مقبول عن
الحدود الدنيا على مبادئ الفكر الثوري الإسلامي الشيعي الذي نعرفه والذي يؤكد على انتصار
الدم على السيف, فإذا بخامنئي قد قلب الصورة وغير المعادلة وأساء لشيعة أهل بيت النبوة
الكرام حينما رسم خطوطه الحمراء بشكل جعله ومرجعيته الإيرانية الخالصة والتي لا تمثل
أبدا عموم شيعة العالم الإسلامي يقف لجانب السيف الغاشم وهو يقطع بأوصال الأحرار, بل
إنه ينتصر ليزيد العصر بشار ضد عموم الشعب المنتفض الثائر الذي يتعرض لحملات إبادة
ممنهجة لم يمارس عشرها ولا القليل القليل منها “الشاه” الإيراني الراحل والذي
جعلت سياسة الخامنئي الشعب الإيراني يترحم عليه رغم مثالبه الكثيرة, ولكنه في مطلق
الأحوال كان يعلم حدود المأساة ومتى ينسحب من المشهد, اما خامنئي وبنوه وعصبته فقد
أعلنوها بأن أي اعتداء على نظام بشار يعني إعتداء على النظام الإيراني? وطبعا هم لا
يقصدون محاربة الغرب , بل شعوب المنطقة المبتلية برزاياهم وخبائثهم , فالنظام الإيراني
بحرسه وفيالقه وجيوش مستضعفيه هو جندي مجند في خدمة مشاريع التخريب الدولية في المنطقة?
ذلك مايقوله التاريخ وماتقرره وقائع الأحداث,
وبعد خطوط بشار الحمراء وهو ساقط وإن اجتمعت الأنس والجن على دعمه, جاءت خطوط (خامنئية)
حمراء أخرى متعلقة هذه المرة بغرسة النظام الإيراني في العراق واقصد حزب الدعوة العميل
بقيادته الموحى إليها والمدعومة إيرانيا وأميركيا أيضا, حينما رسم الخامنئي خطا أحمر
قانيا أمام اقتلاع واستبدال نوري المالكي بعنصر آخر من عناصر التحالف الشيعي العراقي
حينما رفض الإيرانيون وبشدة ذلك الاستبدال مؤكدين ثقتهم بالمالكي ومجددين دعمه واعتبارهم
إياه خطا إيرانيا احمر, وهو ما يجعل جماهير الأحرار في العراق أكثر إصرارا على مقارعته
واقتلاعه لأنه قد أثبت بالدليل القاطع خطره على السلم الأهلي ومستقبل وحدة العراق وإرتباطه
المعلن والفضائحي بالأجندة الإيرانية الخبيثة التي رسمت من أجل أهداف قومية إيرانية
محضة لاعلاقة لها ابدا بمآسي وآلام وآمال شعوب المنطقة وتطلعاتها نحو الحياة الأفضل
.
النظام ايراني المتأهب والمتحفز والمتوتر والخائف من إنتفاضة شعبية إيرانية
عارمة يحاول جاهدا تدعيم سلطة حلفائه وخطوطه الدفاعية الأولى في المنطقة , وهي محاولات
سقيمة عقيمة لأنها تحتقر الشعوب ومصالحها وإراداتها ولكونها انعكاس لرعب النظام الإيراني
الداخلي والذي تترجمه من خلال رسائل تهديد خارجية قليلة الأدب وبعيدة عن اللياقة والمنطق
وتدخل ضمن خانة البلطجة السياسية.
لقد ضاقت بالكامل مساحات التحرك الإيراني, ففي مملكة البحرين تهاوت أحلام نظام
طهران في تمزيق المملكة والهيمنة عليها وفي الشام سيتجرع الإيرانيون كأس السم الزعاف
الذي سينهي حلفهم العدواني التخريبي الشرق أوسطي بالكامل أما العراق فهو يشهد حالة نهوض وطني غير مسبوقة
لطرد العملاء والطائفيين وراكبي القطار الإيراني, فالثورة مستمرة هناك ولا تراجع أو
نكوص, أما خطوط (خامنئي) الحمراء فهي مجرد أضغاث أحلام لسطوات همايونية لامحل لها من
الإعراب على مستوى الواقع الميداني , وحيث تتأهب الشعوب الإيرانية لإشعال ربيعها الثوري
الذي سيكتسح معاقل الطغيان وعقليات القرون الوسطى, فلا مقدس سوى الله سبحانه وتعالى,
والله متم لنوره ولوكره الظالمون والمتسلطون والدجالون حلفاء الطغاة اللئام من المتسربلين
زيفا ونفاقا ورياء براية الإسلام , والإسلام والتشيع العلوي منهم براء ليوم الدين,
سيحترق النظام الإيراني بخطوطه الحمراء, وانتظروا إننا معكم من المنتظرين, ولن يفلح
الدجالون , وسيحترقون في معابد نيران حقدهم.
* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
المصدر: جريدة السياسة