تفشي البطالة في الأحواز ومدينة المحمرة مثالا
نسبة كبيرة من
القوة العاملة في الشركات البحرية في مدينتي
المحمرة وعبادان الأحوازيتين، هم من المستوطنين الوافدين من المدن الفارسية، ما
أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة بين المواطنين الأحوازيين في هاتين المدينتين خاصة
والمدن الأحوازية عامة.
العمال الفرس الذين قامت الدولة الفارسية بجلبهم
وتوظيفهم يشكلون 95%من عمال وموظفي الشركات البحرية العاملة في مدينة المحمرة،
بينما العمال الأحوازيون يشكلون 5% فقط من مجموع العمال في هذه الشركات. هذا بالرغم
من أن اهالي مدينتي المحمرة وعبادان مؤهلين أكثر من غيرهم للعمل في هذه الشركات، بحكم معرفتهم للمهن البحرية، فضلا عن الأعداد
الكبيرة العاطلة عن العمل من اصحاب الخبرات والشهادات.
سياسة سلطة
الاحتلال الفارسي الهادفة إلى تدمير بنية المجتمع الأحواز تتمدد على أكثر من صعيد،
وأخطر هذه الصعد هو استهداف المجتمع إقتصادياً. إذ لم تترك هذه السلطة مجالا يعتمد
عليه الأحوازيين في تسيير حياتهم المعيشية، إلا واستهدفته. حيث نتج عن سياسة بناء
السدود على مجرى الأنهر الأحوازية وتحريف مسارها، الجفاف الذي أتى على الأخضر
واليابس وتدمير الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها السواد الأعظم من المجتمع
الأحوازي، هذا فضلا عن تلوث مياه الشرب والتلوث البيئي، ونتج عن مصادرة الأراضي
والممتلكات بحجج
مختلفة ” كمشروع قصب السكر”، تشرد مئات الآلاف من الأسر الأحوازية التي
تجوب البلاد بحثا عن الأكل، ونتج عن سياسة توطين الفرس في المدن والريف الأحوازي،
تضيق فرص عمل الأحوازيين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسب البطالة بينهم، لتتحول حياتهم
إلى جحيم مستعر. خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات نتيجة للحصار
الإقتصادي المفروض على الدولة الفارسية من المجتمع الدولي. فالبطالة بين
الأحوازيين في ارتفاع مستمر تنذر بخطر يصعب التنبؤ بعواقبه على المدى القريب أو
البعيد. فهي تأتي ضمن مخططات الاحتلال لتفريغ الأحواز من أهلها، أو إركاعهم
لإرادته كمحتل… إنهم يكيدون ويكيدون … ولكن الله غالب على أمره. وسيرى الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون.