سوريا تنادي: هل من مغيث؟
القبس
الدم السوري ينزف،
والمواقف الدولية تتصادم.. وبعض المواقف العربية يخف حماسها لدعم الشعب السوري، الذي
يتعرض يومياً للمجازر.
يبدو ان الأمر أصبح
معقدا في سوريا في ظل الصمت العربي والدولي تجاه المجازر التي يرتكبها النظام السوري
منذ ما يقارب سنتين وحتى الآن، فللأسف ما زلنا كعرب ندعم بخجل الشعب السوري، بينما
أطراف دولية، مثل روسيا والصين وايران، تقف بكل جرأة وشجاعة لمساندة نظام بشار على
الأرض من جهة، وفي المحافل الدولية من جهة أخرى.
وما يثير الغرابة
هو ذلك الدعم الحكومي الخليجي، الذي بدأ مع انطلاق الثورة السورية، ولكن مع مرور الايام
خفُت هذا الدعم، بل تلاشى، ولم يتبق سوى الدعم الشعبي الذي بدأت تحاصره ايضا بعض الدول
الخليجية.
فهل من الانسانية
والاخلاق ان نترك شعبا عربيا اعزل وحيدا امام ماكينة القتل والدمار اليومي، التي لم
تستثن اطفالا ولا نساء ولا شيوخا؟!
ولم يقتصر الامر
على ذلك، بل كان للموقف العربي المتذبذب الكثير من الآثار السلبية على الشعب السوري،
فالأنظمة العربية بعضها يدعم في العلن ويتآمر في الخفاء، والبعض يقف متفرجا على المآساة،
وكأن الأمر لا يعنيه، ويتمنى ان يبقى النظام المجرم، ولا نستغرب مواقف الحكومات العربية،
فالكل يخشى أن يجتاحه الطوفان، ومن المفيد لكل نظام عربي دكتاتوري أن يبقى الوضع على
ما هو عليه، فالمستفيد من هذا المشهد المأساوي هو تلك الأنظمة العربية المستبدة.
وأمام هذا التخاذل
العربي المقيت، نرى موقفا دوليا متناقضا يفتقد أبجديات الانسانية ويفتقر الى الحد الأدنى
من الأخلاق والأعراف الدولية، فمثلا شهد العالم في البداية مواقف شجاعة من تركيا، ولكن
للأسف بعد تصاعد الأحداث ابتعد الجانب التركي عن التدخل العملي، واكتفى بتصريح هنا
ومؤتمر هناك، وكأن المسألة بريق اعلامي وحسب، في حين أن الدول الأوروبية تراقب من دون
عمل حقيقي!
لن نحمّل دولنا
العربية والاسلامية الضعيفة المسؤولية، لأننا نعرف امكاناتها ومساحة تحركها، فمن يتحمّل
المسؤولية التاريخية هو الدول الكبرى، حيث يستمر يوميا القتل والدمار، فالناس في سوريا
يحترقون بينما المجتمع الدولي لم يتحرك بشكل جدي مع القضية السورية، وذلك لحسابات غير
أخلاقية مع المصلحة العليا لاسرائيل، وتلك نقطة سوداء في جبين العالم المتحضر الذي
ما زال يقف متفرجا على المجازر اليومية بحجج واهية وساقطة.
وعلى الرغم من ذلك،
وفي ظل هذا التخاذل العربي الدولي، فإن الشعب السوري سينتصر بإذن الله في نهاية المطاف
وبأسرع مما يتوقع المتخاذلون.
Saad-alotaibi68@hotmail.com