تفكك إيران و مخاض قيام دولة الأحواز العربية
تأسست الدولة الإيرانية الحديثة بمواصفاتها الحالية لتكن احد أحزمة الغرب في إطار التحالفات الجديدة آنذاك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى, حتى تصبح دولة قوية اقتصاديا و عسكريا لتسيطر على أهم المناطق الاستراتيجية و الاقتصادية في الخليج العربي و بحر قزوين. جاء ذلك بتخطيط غربي لتلعب ايران دور شرطي المنطقة, لحماية المصالح الغربية و لمواجهة الاتحاد السوفيتي و نفوذه في منطقة الشرق الأوسط و الخليج العربي.
فسقطت سيادة الأحواز العربية و الشعوب غير
الفارسية نتيجة لذلك التخطيط و تلك التحالفات و التي ولى عليها قرن من الزمان!. يمر العالم اليوم بمتغيرات كبيرة منذ التسعينات من القرن الماضي , بدءاً بانهيار الإتحاد السوفيتي و تقسيمه إلى أكثر من 15 دولة قومية, مرورا بتقسيم الاتحاد اليوغسلافي إلى أربع دول قومية و وصولا إلى احتلال أفغانستان و العراق و سقوط النظام التونسي و المصري و الليبي و اليمني – والحبل
على الجرار- و التي كانت جميعها من المعسكرين القديمين ( الشرقي و الغربي) و التي
ولدت نتيجة تلك التحالفات. تخلها عنها الغرب بعد ما إنتفت الحاجة للدفاع عنها,
فذهبت أدراج الرياح دون رجعة.
إيران بمفهومها السياسي و خارطتها التي رسمت على الباطل بظروف و مصالح دولية معروفة , أضحت اليوم لا تتناسب و الظروف الدولية و الإقليمية و تحالفاتها و مصالحها. لا بل وجود إيران و أفعالها هو تناقضا صارخا لمنشور العالمي
لحقوق الإنسان و كل المواثيق الدولية. و الحاجة التي دفعت الغرب الى تأسيس إيران
بخارطتها المعروفة قد أنتفت. اليوم لا يوجد الأتحاد السوفيتي و لا الثورة البلشفية
(الشيوعية) ولا حرب باردة و لا حروب عالمية بمفهومها و شكلها القديم.
ايران في تناقض
مع الديمقراطية و محكومة بالديكتاتورية و التفتت !
الديمقراطية هي
حكم الشعب على نفسه و هو من يقرر مستقبله السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي عبر
الإنتخابات الحرة النزيه أو عبر الأدوات الحضارية الأخرى التي تسمح للشعب ان يبنى
مستقلبه و نظامه السياسي. هذا الأمر يتناقض مع العقلية الفارسية و مشاريعها
السياسية و ممارساتها اليومية بحق خمسة شعوب التي حرمت من أبسط حقوقها الإنسانية و
القومية.
وجود الشعوب غير
الفارسية في إيران يجعل من الدولة الإيرانية و من الشعب الفارسي بالتحديد أن يكون
ديكتاتوريا و متأخرا سياسيا و علميا و يتخلف من ركوب قطار التطور و الديمقراطية
الذي يلف العالم بسرعة و ذلك للأسباب التالية:
أولا: على طهران ان تحرم الشعب الفارسي من الديمقراطية و الإنفتاح السياسي
و الإنتخابات الحرة النزيه حتى لا تنتشر الى الشعوب غير الفارسية في ايران و
بالتالي تستفيد منه لصالح تطلعاتها القومية و الإنسانية.
ثانيا: على طهران إستنزاف كل طاقاتها و إمكانياتها لقمع الشعوب غير الفارسية
التي تشكل نحو 72% من خارطة إيران السكانية و تبقى تحاربهم لتعيق حركتهم الطبيعية
نحو التطور و الازدهار.
ثالثا: على طهران أن تعادي العرب و الاتراك و التركمان و الاكراد و البلوش
في العالم أجمع و خاصة تلك الدول المستقلة على حدود خارطة ايران في أطرافها
الأربع. حيث لا يمكن للدول العربية أن تستمر بالصمت الى الابد على ما يجري
لاشقاءهم العرب في الأحواز. ولا يمكن لتركية و اذربايجان و تركمنستان و أرمينية ان
يغضوا النظر عما يجري للشعب التركي و التركماني و الأرميني و لا الأكراد و البلوش
في العالم سيستمرون بالصمت الى الابد على ما يتعرض له الاكراد و البلوش على يد
الدولة الفارسية.
فلهذا لم يبقى
أمام الشعوب غير الفارسية إلا الطرق النضالية / الثورية لإنتزاع حقوقها بالقوة. و
لا طريق أمام طهران في تعاملها مع الشعوب غير الفارسية إلا الطرق الأمنية و
العسكرية و هذا بدوره سوف يؤدي الى تفجر الأمور و إنفلات الوضع, عندما تصل الشعوب
الى وضع تكون أو لا تكون على الكرة الأرضية.
الفساد الإداري
الواسع في إيران و العقوبات الإقتصادية التي فرضتها الدول الغربية عليها نتيجة
لملفها النووي تجعل من الأمور تزاد سوءا بشكل يومي على المواطن و تضاعف الضغط عليه
الى جانب الضغط السياسي و الحرمان القومي و الذي تدفع بالشعوب غير الفارسية الى
المزيد من الإصرار من أجل إنتزاع حقوقها السياسية.
صراع إيران مع
المجتمع الدولي و مع الدول الاقليمية نتيجة لسياساتها التوسعية و تدخلاتها السافرة
في شؤون دول الجوار جعلت من إيران تزداد عزلة و حصارا اقليميا و دوليا و هذا بدوره
يساهم في تفكك ايران و يكون دافعا إضافيا لتمسك الشعوب بحق تقرير مصيرها و التخلص
من طهران.
الاصتطدام مع
المجتمع الدولي و الدول الجوار هي سياسة ثابتة للنظام الايراني من أجل الهروب من
أزماتها السياسية و الإقتصادية و لتحقيق الأهداف التالية:
أولا: محاولة
منها لتوحيد صفوفها المتبعثرة و المتصارعة على السلطة و الذي ينذر بتفكك النظام
نتيجة الإنشقاقات و التصادم المباشر لحذف الآخر من السلطة. و و فتح جبهات متجددة
تحاول السلطة منها ان تجر المواطنين و المسؤولين للإلتفاف حول القيادة التي تتمثل
بالمرشد بحجة مواجهة التحديات و العدوان الخارجي.
ثانيا: إثارة
السلطات الإيرانية أزمات مع الدول الأخرى, تجعلها تبرر قمعها بحق الشعوب غير
الفارسية من جهة و بحق المعارضة الفارسية داخل النظام و خارجه من جهة أخرى.
ثالثا: العمل
على إثارة الأزمات في الدول المجاورة لإيران و خاصة الدول العربية, من أجل النفوذ
و السيطرة السياسية من جهة. و لنقل صراعها مع المجتمع الدولي الى الدول المجاورة و
بالتالي تأزيم أمور المنطقة من جهة ثانية. و لتفتيت جهود العالم لعزل طهران و منعه
من الوصول الى السلاح النووي من جهة ثالثة. و إبعاد الجهود و الأنظار عما يحصل في
الداخل الايراني و معاناة الشعوب غير الفارسية من سياسات التطهير العرقي و الارهاب
المنظم من قبل النظام الايراني من جهة رابعة.
النتيجة
المحتومة:
نتيجة لتلك
العوامل الداخلية و الخارجية للدولة الفارسية من جهة و النضال المتصاعد للشعوب غير
الفارسية المقرون بالوعي و الايمان و التضحيات و الحضور في المؤسسات الدولية من
جهة ثانية, يجعل من إيران أن تتفتت على اساس قومي. و جميع المؤشرات المذكورة تدل
بوضوح بان هذا النظام ( نظام الخميني) القائم هو آخر نظام يحكم إيران بخارطتها
الحالية. و النظام المقبل سيحكم الشعب الفارسي فقط, حيث الشعوب الآخرى سوف لن تفوت
الفرصة الآتية لإسترجاع سيادتها و حقوقها القومية و إقامة دولها المستقلة. و هذا
الامر اي تفكيك إيران و إقامة الشعوب دولها, جعل من المعارضة الفارسية في الخارج
ان تتفق في الخطاب و الرؤى و التحرك و ان تخاطب خامنئي بالقائد الايراني و تطلب
منه ان يفسح المجال للإصلاحيين بان يشاركوا في الانتخابات خوفا من إنهيار إيران!!.
كما ان آلة القمع الفارسية التي متفق عليها بين المعارضة الفارسية و النظام الحاكم
مبررها الوحيد هو الخوف من تفتت ايران.
فهل تستطيع
الدولة الفارسية ان تحافظ على إيران بالقمع و إنتهاك الصارخ لحقوق الإنسان؟ بعد ما
فشلت مشاريعها السياسية و شعاراتها المزيفة التي رفعها النظام الحالي و سلفه؟
الواقع المرير
للدولة الفارسية, نضال الشعوب غير الفارسية و مقاومتهم المتصاعدة, فشل سياسات
إيران الداخلية و الخارجية, سقوط نظرية ولاية الفقيه في المنطقة, فشل المعارضة
الفارسية و مشاريعها السياسية في ضم ناشطي الشعوب غير الفارسية في حركتهم السياسية
البديلة للنظام, إستمرار الشرخ الواسع بين الشعوب غير الفارسية و جميع ناشطيهم من
جهة و القومية الفارسية في السلطة و المعارضة من جهة أخرى, تجعل من إيران في
المستقبل القريب في خبر كان و ظهور دولة الأحواز العربي و دول أذربايجان الجنوبية
و كردستان الشرقية و بلوشتان و تركمنستان واقعا لا مفر منه, لابل ضرورة ملحة و
مصلحة للمنطقة و العالم أجمع بوجود البترول و الغاز الهائل في الأحواز و الذي
سيكون عاملا مساعدا لقيام دولة الأحواز كما حصل في العديد من مناطق العالم.
نضال الشعب
العربي الأحوازي و تضحياته الجسام و تقهقر الدولة الفارسية و فشل سياساتها و
جرائمها في لوي إرادة الشعب الاحوازي بهدف تغيير واقعه و تطلعاته التحررية, عوامل
و مؤشرات ملموسة لقدوم دولة الأحواز.فعلي المنظمات و ناشطي الأحواز أن يسرعوا في
لملمة صفوفهم و تقسيم واجباتهم و الخروج للعالم بمؤسسات منسجمة و فاعلة ترتقي
لنضال و تضحيات شعبنا العربي في الأحواز و تطلعاته و تواكب التطورات و المتغيرات
الكبيرة و المتسارعة من حولنا.. و غدا لناظره قريب.