سياسة التفريس في الأحواز وتوظيف المناسبات الفارسية
كتب
موقع “أحوازنا” قبل أيام كلمة
صدرت من إدارته حول الغزو الثقافي الفارسي للثقافة العربية والهوية الأحوازية. وركزت
الكلمة حول العناصر الجوهرية التي أطلقت عليها اسم القوة الناعمة. وعددت عناصر
القوة الناعمة التي تستخدم في إطار الغزو الثقافي الفارسي كالتالي: 1-اللغة الفارسية، 2-الرموز التاريخية والسياسية، 3-المشاركة
السياسية 4-العادات والتقاليد والفلكلور الفارسي. وتطرق في الكلمة إلى الأدوات
التي تستخدم لتفعيل وتوظيف القوة الناعمة داخل الأحواز وأهمها وسائل الاعلام (المرئية
والمطبوعة والمسموعة) والمدراس والجامعات والحوزات الدينية والمستوطنين.
إذ
بات واضحا الغزو الثقافي وآثاره في الأحواز للكثير من المتابعين
والراصدين لسياسة التفريس. وتشير المعطيات السياسية على أرض الواقع أن الترويج
للثقافة الفارسية تصاعدت وتيرته في الفترة الأخيرة قبل أيام “نيروز”،
حيث في هذه السنة يختلف الترويج عن السنوات الماضية. وهذا ما يبين تركيز الاحتلال
الفارسي على القوة الناعمة وتوظيفها من أجل غزو الثقافة العربية والقضاء عليها. وفي
الفترة الأخيرة بدأ الكثير من المسؤولين الكبار في الدولة الفارسية بالتدخل المباشر
في توجيه وتنفيذ هذه المشاريع الخبيثة ضد الأحوازيين.
وتشير
المعلومات في هذه الفترة أي “أيام نيروز” الى التدخل المباشر للحرس
الثوري الفارسی في هذا الشأن وتوظيف جميع طاقاته العسكرية والإعلامية لمواصلة
الغزو الثقافي في الأحواز. إذ حث الحرس الثوري الشعب الفارسي الى الذهاب للمدن
الأحوازية وشجعهم على قضاء “أيام نيروز” في المدن الأحوازية التي كانت
مسرحا للحرب العدوانية الفارسية تجاه العراق الشقيق.
واعتبر
اللواء محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس الثوري الفارسي إن الذهاب
“للأحواز” من مظاهر الحب والولاء للوطن “إيران”. ودعا المدعو
جعفري كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومنها التابعة للحرس الثوري، دعاها لتقديم
الدعم والتسهيلات اللازمة للزوار الفرس الذين يذهبون للأحواز. وتم تعميم هذا
التصريح في الكثير من الصحف ووسائل الاعلام الأخرى في الدولة الفارسية.
وفي
ذات السياق دعت الطبقة السياسية الفارسية الشعب الفارسي إلى السفر للأحواز. وقد
قام احمدي نجاد رئيس الجمهورية السابق بمبادرة شخصية لدعم هذه الحملة لترويج
الثقافة الفارسية في الأحواز، حيث قام بسفر مع عائلته وبسيارته الشخصية. وأعلن “موقع
فارس نيوز” الفارسي یوم الآحچ 23
مارس –اذار -2014 عن
دخول أحمدي نجاد أرض الأحواز.
وصرح
اليوم اللواء يعقوب سليماني (دبير قراركاه مركزى راهيان نور سباه وبسيج) لمراسل “وكالة
تسنيم” الفارسية حول الرحلات التي ينظمونها تحت عنوان “راهيان نور”
(التي يسميها الأحوازيين بقوافل الظلام)، للفرس من أجل قضاء عطلة “نيروز”
في مناطق الجنوب الغربي والشمال الغربي من جغرافية ما تمسى بإيران. حيث هذه
المناطق تقع فيها الأحواز وكردستان. وقال المدعو سليماني إن خلال السبعة ايام
الماضية تم جلب أكثر من مليونين وأربعمئة ألف زائر فارسي للمدن الأحوازية
والكردية.
وحسب
المعطيات السياسية على أرض الواقع إن النظام الفارسي مستمر في حربه الثقافية تجاه
الشعب الأحوازي وقد يوظف المزيد من طاقاته من أجل التغلغل أكثر في المجتمع الأحوازي
ومسخ هويته. وما هدم أجزاء من قصر الشيخ خزعل بن جابر المرداو أخر أمراء الأحواز
إلا مؤشرا على السياسة الفارسية الخبيثة التي ينتهجها النظام ضد الشعب الأحوازي.
ورغم
كل هذه السياسات غير الإنسانية التي يطبقها العدو الفارسي في الأحواز من أجل طمس
هويته الوطنية، لكن الشعب الأحوازي مازال متمسكا بثقافته وهويته واصالته العربية.
وتجلى هذا التمسك بعروبته ورفضه للاحتلال وسياساته من خلال الترحيب والاحتفاء
بفريق الفتح السعودي أثناء المباراة مع فولاذ “الأحوازي”.