اليمن حلقة أخرى من حلقات التدخل الايراني
أطماع ايران الفارسية فى اليمن قديمة متجددة ,فمن حكم ال بهلوى الى حكم الخمينى بقيت الاهداف والاطماع نفسها , وقد كانت حاضرة مع انتصار مايسمى بالثورة الاسلامية فى ايران , وصعود الملالي الى الحكم , ومع هذا الصعود وبدأ ما عرف بتصدير الثورة , والذى كان يهدف بالاساس الى تجسيد الاطماع الايرانية فى المنطقة العربية الى واقعا ملموسا , عبر خلق حلفاء وأتباع وادوات لنظام قم فى هذة المنطقة , وقد عملت على ذلك من خلال المراكز الثقافية , والجمعيات الانسانية , والمراكز الدبلماسية , والبعثات التعليمية , وبرامج المساعدات الخ من اوجة التدخل , أي انة كان تدخلا مباشرا وغير مباشر , وما تبع ذلك من حملات التشيع , رغم عدم محاربتنا لاخوتنا فى الطائفة الشيعية , الا ان نظام الملالي اراد من وراء ذلك خلق تبعية لة في قم تخدم مصالحة واهدافة , وقام بانشاء مراكز دينية شيعية في بعض المناطق ذات الاغلبية السنية , والذي اسس لخلافات وانقسامات داخل المجتمعات المستهدفة , ومن ثم حالات من الفتنة ادت في كثير من الاحيان الى صراعات واقتتالات بين ابناء الوطن الواحد , وما اليمن الا نموذجا حيا من هذا التدخل, والذي ادى الى حالات من الصراعات والحروب بين السلطة في اليمن وجماعة الحوثي المدعومة ايرانيا بلغت تلك الحروب منذ عام 2004 وهو العام الذي بدأت فية , بلغت حتى الحرب الاخيرة سبعة حروب .
ومنذ ظهور هذة الجماعة على يد حسين بدر الدين الحوثي عام 2004 وهي تتلقى الدعم من ايران , وبعد مقتل الحوثي الاب تولى ابنة عبد الملك زعامة الجماعة والتي واصلت عدائها للدولة متلقية كل انواع الدعم العسكرى والمالي وغيرة من ايران وادواتها الاخرى , السلطات في اليمن تلك الجماعة بانشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله فى لبنان , وخاضت حروب مستمرة ومتواصل ضد تلك الجماعة , الا أن ايران بمواصلتها تقديم الدعم , والتدخل المباشر عبر خبرائها ومرتزقتها, قد اطالت امد الصراع بين الدولة والجماعة والتي ادت نتيجة الكثير من العوامل والظروف الخارجية والداخلية الى ما وصلت الية الامور فى اليمن .
لقد عملت ايران عبر دعمها لطائفة في اليمن ضد الدولة , الى تحقيق اطماعها وأحلامها بتواجد لها عبر منفذ على البحر الاحمر, يجسد لتواجد اقليمي وسيطرة لها على ثروات الامة, وعلى منافذ تتحكم بطرق المواصلات الدولية الهامة والاستراتيجية في المنطقة , واضافة لذلك سعت ايران الى سيطرة على القرن الافريقى عبر تواجدها في اليمن التي تشرف مباشرة على القرن الافريقي , كما سعت من وراء ذلك الى تواجدها ومن خلال تواجدها على الحدود الجنوبية للملكة العربية السعودية أن تسبب صداع مستمر للملكة عبر خلق حالة من عدم الاستقرار المستمر على تلك الحدود .
اليمن ليس الا حلقة في سلسلة التأمر والاطماع الايرانية في المنطقة العربية , فبعد احتلال الأحواز العربية منذ عام 1925 الى احتلال الجزر العربية في الخليج , الى التدخل وخلق الطائفية والصراعات في العراق , الى سوريا ولبنان وفلسطين , هاهي تستمر حلقات المؤامرة على اليمن , وهاهم المسؤلون الايرانيون يخرجون ليعلنوا وبكل صفاقة ووقاحة ان لايران الان منفذا على البحر الابيض في الاذقية السورية , ومنفذا على البحر الاحمر, مما يجعلهم قوة اقليمية تتمتع بنفوذ في الاقليم لا يمكن تجاوزة .
لا شك أن ايران تشترك مع اعداء الامة في رغبتهم تفتيت هذة الامة واضعافها للاستيلاء على ثرواتها , وخاصة الطاقة , والتحكم في طرق المواصلات التجارية الدولية, وطرق نقل الطاقة المتمثل في النفط , وكذلك طرق تحرك السفن الحربية , والتي تجوب هذة البحار ,سواء في الخليج العربى ومضيق هرمز , اوالبحر الاحمر وباب المندب , اوقناة السويس وموانىء البحر المتوسط ,والتي تدخل كلها ضمن سيادة الدول العربية , أن ايران مشتركة مع الغرب واٍسرائيل لايسعون الا الى تدمير الامة , وما سكوت الغرب على التدخل الايراني في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وقبل ذلك احتلال الأحواز والجزر العربية في الخليج , واخيرا اليمن , الا دليل على ثالوث المؤامرة الدولية على الامة ومقدراتها , وذلك خدمة لاسرائيل اساسا, لتكون هي القوة الاقليمية في منطقة متفتتة , ضعيفة, متقاتلة ومتحاربة فيما بينها , سيلتجأ الكثير من دويلاتها الى اسرائيل لطلب الحماية منها .
أن صنعاء حلقة من حلقات التأمر وتجسيد أطماع ايران وحلفائها ضد الامة العربية وثرواتها ومقدراتها , فمن الأحواز الى صنعاء تاريخ طويل ومحطات متعددة , نتمنى ان تكون صنعاء محطتها الاخيرة التى تسبق صحوة الامة .
بقلم: مأمون هارون
جريدة الصباح