#أحوازنا-رئيس "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" حبيب جبر في حوار مع "الرياض": نجاحات المملكة سياسياً وعسكرياً أصابت نظام الملالي بحالة ارتباك كبيرة
كشف رئيس "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" حبيب جبر في حواره مع "الرياض" بأن النظام الإيراني يعيش حالة ارتباك كبيرة خاصة بعد النجاحات العسكرية "لعاصفة الحزم" ولحراك المملكة السياسي والعسكري لضبط معادلة التوازنات في المنطقة إضافة إلى تطور القضية الأحوازية التي جاءت نتيجة الوعي الوطني والقومي الكبيرين لدى أبناء هذا الوطن المحتل، فضلاً عن نشاط العمل العسكري الذي تقوده كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في استهداف مراكز الحرس الثوري أو المنشآت النفطية.
وأوضح بأنهم يسعون لجعل إيران تعيش في عزلة دولية من خلال اطلاع المجتمع الدولي عبر المؤسسات والمنظمات الحقوقية على الانتهاكات الكبيرة التي ترتكب بحق الأحوازيين وكذلك الشعوب غير الفارسية على يد سلطات الاحتلال الفارسي في سبيل كشف الوجه الإجرامي لهذه الدولة المارقة وبالتالي استصدار إدانات دولية ضد هذه الانتهاكات مما يضع دولة الاحتلال في عزلة دولية وتحريك ملف الشعوب غير الفارسية في أروقة المؤسسات الدولية.
*ما هي آخر المستجدات على الساحة الأحوازية؟
- القضية الأحوازية في حالة تطور مطرد على المستويين الداخلي والخارجي، فالحراك الشعبي في الداخل كبير وأصبح النشاط المقاوم ضد سياسات الاحتلال الفارسي مؤثر جداً خلال الفترة الأخيرة ما دفع الاحتلال الفارسي إلى التراجع أحياناً في إطار سياسة الاحتواء، أو التصعيد أحياناً أخرى عبر الاعتقالات العشوائية في إطار سياسة الترهيب.
وهذه السياسة تكشف ارتباك الاحتلال الفارسي خاصة بعد "عاصفة الحزم" وحراك المملكة لإعادة ضبط التوازنات في المنطقة إضافة إلى تطور القضية الأحوازية التي جاءت نتيجة الوعي الوطني والقومي الكبيرين لدى أبناء هذا الوطن المحتل، فضلاً عن نشاط العمل العسكري الذي تقوده كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في استهداف مراكز الحرس الثوري أو المنشآت النفطية.
إن كل هذا ساهم ويساهم بشكل كبير في خروج القضية الأحوازية من نفق النسيان إلى النور وطرحها كقضية جوهرية في الصراعات الدائرة في المنطقة.
كما أن النشاط الخارجي للأحوازيين يواكب النشاط الداخلي من خلال الحضور الأحوازي في المؤسسات الدولية والنشاطات السياسية الأخرى أو إقامة مظاهرات احتجاج أمام المؤسسات الدولية والأوروبية ضد سياسات الاحتلال وكذلك إقامة مؤتمرات سياسية وحقوقية في العواصم الأوروبية والمؤسسات الدولية في إطار تدويل القضية الأحوازية العادلة.
وقد استطعنا من خلال عمل مبرمج ودقيق أن نوصل صوت الثورة الأحوازية للعالم وإن كنا في بداية الطريق.
ما نتائج الملتقى الذي نظمته الحركة بالتعاون مع عدد من الشخصيات الكويتية؟
الملتقى كحدث يعتبر محطة مهمة ومفصلية في مصير القضية الأحوازية عامة وحركة النضال خاصة، وكان له ما بعده من نتائج وتداعيات إيجابية على صراعنا مع الفرس، وهذا يعود كون أن الكويت كمكان للحدث، لما تمثله من دلالات سياسية وجغرافية وقومية وثقافية وإعلامية إضافة إلى كون الحدث هو الأول في دولة خليجية مجاورة لإيران مما ساهم في دفع الدولة الفارسية إلى ردود أفعال خانها الجلد والكياسة الدبلوماسية، ومواقف بدت فيها الدولة الفارسية كمن "أخذ على حين غرة بصفعة " أفقدته الصواب.
وبهذا الملتقى وبمواقف أخرى مشابهة في مواقع أخرى، أصبحنا على قناعة بأن القضية الأحوازية تكاد أن تصبح في مركز الهم العربي وهذا ما يشعرنا بالاطمئنان على مستقبل قضيتنا.
ويأتي الملتقى كإنجاز سياسي مهم ضمن سياق الجهود التي تبذلها الحركة للوصول بالقضية الوطنية إلى مصاف القضايا الساخنة في المنطقة.
كما يعتبر الملتقى ترجمة عملية لتوصيات مؤتمر كوبنهاجن السياسي للحركة في أواخر 2015م الذي حضرته كوكبة من السياسيين والإعلاميين والكتاب العرب.
ما مشاريعكم وبرامجكم القادمة؟
بما أننا جزء لا يتجزأ من الصراع القائم بين العرب والفرس، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة والتي تُعد من أخطر مراحل الصراع العربي الفارسي، وبما أن الأحواز تعتبر البوابة الشرقية للأمة العربية وحائط الصد للمشروع الفارسي، فقد وجدنا أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية في الدفاع عن الأمة أمام أعدائها الفرس، فضلاً عن مسؤولية تحرير الأحواز لذلك نحن نعمل على جبهتين للتصدي لهذا العدوان الغاشم تتمثل الأولى منها في المجتمع الدولي وذلك من خلال الارتباط بالمؤسسات الدولية خصوصاً تلك التي تعنى بحقوق الإنسان واطلاعها على الانتهاكات الكبيرة التي ترتكب بحق الأحوازيين وكذلك الشعوب غير الفارسية على يد سلطات الاحتلال الفارسي في سبيل أن نكشف الوجه الإجرامي لهذه الدولة المارقة وبالتالي استصدار إدانات دولية ضد هذه الانتهاكات مما يضع دولة الاحتلال في عزلة دولية وتحريك ملف الشعوب غير الفارسية في أروقة المؤسسات الدولية.
والثاني على الجبهة الداخلية أكان على المستوى الأحوازي أو الشعوب غير الفارسية، لذلك نحاول جاهدين أن نعد العدة لأي مواجهة مستقبلية مع العدو على المستوى الأحوازي وكذلك عملنا خلال الفترة الماضية على بناء جبهة موحدة من تنظيمات الشعوب غير الفارسية ونحاول أن نطور هذه العلاقة بشكل أكبر خلال الفترة القادمة.
كما ستقيم الحركة فعاليات عدة في الأشهر القادمة في بعض الدول الخليجية والمغرب العربي بمشاركة الشعوب غير الفارسية وخبراء دوليين في إطار توحيد الجهود لبناء جبهة من الشعوب غير الفارسية والشعوب العربية لمواجهة الدولة الفارسية، ومن المؤكد نجاح مشروعنا لمواجهة العدو الفارسي بحاجة إلى مواقف داعمة من الأشقاء العرب.
*على من يعول الشعب الأحوازي في ظل ما يعانيه من انتهاكات من الدولة الفارسية؟
- الشعب الأحوازي يعول في الدرجة الأساس على إمكاناته الذاتية خصوصاً في ظل غياب عربي ودولي واضح ولكننا كما أشرت في إجابتي السابقة نحن نسعى إلى أن نضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية مما ترتكبه سلطات الاحتلال الفارسي بحق الأحوازيين وأن نكسب المجتمع إلى جانبنا.
كما أننا نعمل على أن نضع العرب أيضا أمام مسؤولياتهم القومية والإنسانية تجاه أشقائهم الأحوازيين خاصة وأن الخطر الفارسي ما عاد يقتصر على الأحواز فحسب بل طال جميع الأقطار العربية وأصبحت من مصلحة العرب أن يقفوا مع الأحوازيين لمواجهة هذا الخطر.
ما السبيل الناجع لمواجهة المشاريع الإيرانية التوسعية؟
صحيح أن للدولة الفارسية مشروعاً، وقد رصدت لهذا المشروع كل عناصر النجاح، ولكن من أهم عناصر نجاح المشروع الفارسي هو غياب مشروع عربي لمواجهة هذا المشروع.
وفي ظل هذا الغياب استطاعت الدولة الفارسية أن تحتل أربعة عواصم عربية فضلاً عن الأحواز، وبالتالي العرب بحاجة إلى مشروع يوحد جهودهم في مواجهة إيران، وكان من المفترض أن تكون "عاصفة الحزم" والتي تعتبر منعطفاً تاريخياً مهماً في صراعنا مع العدو الفارسي، هي اللبنة والمنطلق لهذا المشروع العربي الذي طال انتظاره، فللمشروع العربي عناصر نجاح هامة يفتقدها المشروع الفارسي ومن أهم هذه العناصر الهامة، وجود حالة صراع قائمة بين الشعوب غير الفارسية مع دولة الاحتلال الفارسي، لذلك يمكننا أن نوظف هذا الصراع في إطار مشروعنا العربي المناهض لإيران خصوصاً وأن هذه الشعوب قد أبدت استعدادها للانخراط في أي مشروع يواجه الدولة الفارسية.
الشعوب غير الفارسية كل يعمل على حدة لماذا لا تتوحد الجهود لمواجهة إيران؟
إلى حد كبير هذه الحالة كانت تنطبق على المرحلة السابقة ولكننا الآن قد اقتربنا كثيراً من خلق جبهة موحدة ضد الاحتلال الفارسي، وهناك تنسيق على مستوى عالٍ بين أهم تنظيمات هذه الشعوب وقد شاركنا سوياً في فعاليات بعضنا على المستويين الداخلي والخارجي.
كما أن التنسيق والعمل لم يصل إلى المستوى المطلوب، ولكننا قطعنا أشواطاً طويلة في هذا الاتجاه رغم ما تعتريه من معوقات نتيجة لسياسة فارسية خبيثة عملت خلال السنوات الماضية على إبعاد هذه الشعوب عن بعضها بل خلقت في كثير من الأحيان عداوات بينهم، ولكن ولله الحمد والمنة وبفضل التقدم الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي استطعنا أن نبني جسور التواصل على المستويين الاجتماعي والسياسي.
*كيف تقيمون الدعم والمساندة التي يلقاها الشعب الأحوازي من المملكة؟
- وقفت المملكة موقفاً مشرفاً في دعمها الإعلامي لقضيتنا العادلة واعترفت عبر وسائل إعلامها بأن الأحواز دولة عربية محتلة من قبل الدولة الفارسية، وهذا الموقف المبدئي قد رفع من معنويات شعبنا وزاد من وتيرة المواجهات معها، مع هذا فإن شعبنا الذي يقاوم أعتى وأجرم احتلال عرفته البشرية بحاجة إلى وقفة الشقيق لشقيقه ويتطلع إلى رفع مستوى هذا الدعم على كل المستويات والصعد، خاصة وكما أسلفت، خطر هذه الدولة تجاوز حدود الأحواز وقد وصل للمملكة وجيرانها عبر دعمها للمجموعات الإرهابية ومشروعها الطائفي التي تهدف لتفتيت المجتمعات العربية وبالتالي تسهيل ضرب هذه الدول من خلال خلق مليشيات إرهابية لمواجهة الأنظمة الحاكمة فيها كما فعلت في اليمن ولبنان والعراق والبحرين.
أحمد الأحمد
المصدر: صحيفة الرياض