لماذا يدفع شيعة البحرين والخليج ثمن الأطماع الإيرانية؟!
لم يعد هناك من شك سواء من خلال «الدستور الإيراني» الذي ينص على (تصدير الثورة) إلى دول المنطقة، أو من خلال احتلال «الأحواز» منذ 1925، والجزر الإماراتية الثلاث واليوم يضاف إليها العراق وسوريا واليمن ولبنان، أو من خلال تشكيل (الأحزاب والمليشيات) داخل دولنا، أو من خلال الإصرار على تسمية الخليج «بالفارسي»، أو من خلال التصريحات المتراكمة التي توضح النوايا الإيرانية تجاه البحرين والخليج، أو من خلال الحديث المستمر عن شيعة المنطقة، وكأنهم رعايا إيرانيون! أو من خلال الدراسات المستفيضة التي توضح الاستراتيجية الإيرانية باستخدام إيديولوجيا «الولي الفقيه» لتكون عصب (الثورة المهدوية العالمية) أو من خلال التمويل الهائل للتشييع في الدول العربية والإسلامية! أو من خلال دور الحرس الثوري في تدريب وتمويل «الطابور الشيعي الخامس» الذي يدين بالولاء للولي الفقيه في دولنا، أو من خلال التصريحات العدائية والتدخل الدائم في شؤون البحرين والكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية، أو ذلك التصريح الفج لأحد محللي إيران الاستراتيجيين بسقوط عواصم أربع والقادم هو البحرين والخليج! أو تلك الهيمنة التي هي احتلال إيراني داخل العراق وسوريا، أو أساليب دعم الحوثيين في اليمن، أو دور «حزب الله» التابع لإيران داخل لبنان أو….. فالشواهد كثيرة والأدلة مختلفة على أن إيران (استراتيجيًا وسياسة ونهجا هي ذات «أطماع استعمارية» واضحة في إطار قومي عنصري) ووجدت في شيعة المنطقة تحت الشعار الكاذب بنصرة المظلومين! مدخلا لتخريب دول الخليج ومحاولة إسقاط أنظمتها، لتقوم فيها «جمهوريات إسلامية» تابعة لها ومؤتمرة بأمرها، أو لتقوم فيها نظم يسيطر عليها أتباعها لتؤدي ذات الدور التبعي لها!
إن التوجه الثيوقراطي «للولي الفقيه» ونظامه وحرسه مع (شيعة البحرين وشيعة الخليج) قائم بالأساس على أنهم (مجرد أتباع وأدوات ومنفذين للخطط الإيرانية في المنطقة) ومنها «الخطة الخمسينية» التي تدل الوقائع على أن خط السير فيها مستمر، حتى لو أنكر وجودها البعض، وحيث هؤلاء الأتباع الذين تريد إيران أن تحقق من خلالهم حلم استعادة إمبراطوريتها الكسروية! جعلت منهم لذات الغاية (أدوات تخريب داخل أوطانهم)، ويدفعون اليوم ثمنا باهظا، جراء اتباعهم الأساليب الإيرانية في كل شيء وفي تشكيل المليشيات الإرهابية، التي حتما تخضع للقانون الصارم في النهاية طال الزمن أم قصر، وأيضا من خلال (دور التحريض الديني الطائفي) الذي يتبعه «وكلاء الولي الفقيه»، إلى جانب تنوع الأذرعة السياسية والحقوقية والإعلامية، التي تشوّه على مدار الساعة، الأنظمة الخليجية، والحلم الإيراني هو أن تسقط دول الخليج ومنها البحرين من داخلها، على يد «طابورها الثيوقراطي» الذي يكتسب بعضه (المظهر والخطاب المدني) كذبا وخداعا، فيما المنهج العقائدي والمليشيا العقائدية هو الجوهر في عقول هؤلاء جميعا، مهما ادعوا وتبنوا الشعارات الديمقراطية المدنية المخادعة! والضحية هي الشعوب ذاتها.
السؤال هنا ليس موجها إلى قيادات الشيعة في البحرين و(التابعين للولي الفقيه) والطامعين في الوصول إلى سدة الحكم، حتى لو كان الثمن تخريب وطن وحياة شعب ومجتمع، وإنما السؤال بالتحديد موجه إلى القيادات الشيعية (التي لا تدين بالولاء للولي الفقيه ولا لإيران): لماذا يتركون طائفتهم ورجالهم وشبابهم ونساءهم وأطفالهم، أدوات حرق للوطن ولأنفسهم ولقراهم ولحياتهم بشكل عام، من أجل أن تحقق إيران أطماعها في البحرين؟! لماذا لا تتمرد الجماعات الشيعية، وقد أدركت حقيقة ما يحدث، (على الخطاب الشيعي الموالي لإيران)! وهي تدرك ما يفعله هذا الخطاب في أبناء الشيعة، وفي عموم الشعب البحريني، الذي هم جزء منه، وفي الوطن الذي لا بديل له إن تم تخريبه وتدميره؟! حيث إن الثمن الباهظ لا يدفعه أولئك (المحرضون السياسيون والدينيون) وإنما يدفعه أبناء الطائفة، الذين لن يقف القانون أمام إرهابهم وتخريبهم متفرجا حتما!
الأطماع الإيرانية واضحة، وتحريضها واضح، واستغلالها للشيعة أكثر وضوحا من الشمس في النهار… والنموذج للاستغلال الإيراني واضح في كيفية تدمير العراق، وطأفنته وإضعافه وبث الفرقة بين شعبه، الذي كان قبل زمن قليل لا يعرف التفرقة الطائفية في قاموسه، فعرف بعد الاحتلال الأمريكي/الإيراني ذلك إلى حد الكارثة. فلماذا إذن يدفع شيعة البحرين ثمن أطماع إيران في بلدهم؟! ولماذا يدفع شيعة الخليج ثمن تلك الأطماع، والخراب يعم ولا يخص، والمستفيد المحلي هو تلك (القيادات السياسية والدينية المحرضة) والتي تتمتع بالثروات وبحفظ النفس وحفظ الأبناء في العواصم الغربية؟! لماذا؟! وإلى متى؟! ولماذا ندفع جميعا ثمن تلك الأطماع؟
فوزية رشيد
المصدر:الخليج