#أحوازنا -خلف الأبواب المؤصدة فنار موقدة
عندما تزور أي من الدول الإسلامية في أي مكان في العالم سوف تشعر لأول وهلة أنك في بلد مسلم وذلك لعدة أسباب منها صوت الأذان الذي يملأ الدنيا في أوقات الصلوات الخمسة والمساجد التي تراها منتشرة في كل مكان ، أتذكر في عام ٢٠٠٩ عندما سمعت مراسل راديو البي بي سي البريطانية لما قال بالحرف الواحد أنا في طهران والساعة الآن بين الواحدة ظهرا و لا أسمع لأي صوت لأي أذان و كأنه يريد أن يقول أنه في بلد غير مسلم , نعم هذا واقع ما يسمى أيران للذي لم يزرها ويعرف حقيقتها وأما الذي زارها فهو يعرفها حق المعرفة و خصوصا إخواننا العراقيون الذين عاشوا فيها فترة طويلة من الزمن في المدن التي يعتبرونها دينية عندهم مثل مدينة مشهد و مدينة قم وغيرها من المدن وقد عان هؤلاء أشد المعانات من التعامل العنصري الذي مورس ضدهم من قبل الحكومة و الشعب الفارسي على حد سواء فقط لأنهم عرب مع أنهم يشاركونهم في العقيدة و المذهب .
وقد قام هؤلاء العنصريون بعدة مظاهرات في مدينة مشهد تدعوا لطرد العرب العراقيون منها و مصادرة أموال أصحاب المحلات و التجار على إعتبار أنها أموال أيرانية ليس لهم الحق بها ، وأيضا قام الكثير من أصحاب المطاعم و الفنادق و المتاجر بوضع لافته مكتوب عليها لا يسمح للعربي بالدخول إليها و هم يفتخرون بهذا العمل الشنيع في وسائل الإتصال الإجتماعية وقد وصلت عنصريتهم إلى العيادات الطبية والمستشفيات التي يجب أن تكون بعيده عن هذه الأمور سواء كانت سياسية أو دينية لأن جميعنا يعلم أن الطبيب عندما يتخرج من كلية الطب يقسم على علاج أي مريض مهما كان دينه أو عرقه ولكن حقد هؤلاء على العرب ومن ثم الأسلام طبعا منعهم من القيام بواجبهم الإنساني .
في ما يسمى أيران هناك مناطق كثيرة جدا سكانها من أهل السنة والجماعة وبعض هذه المناطق قد يصل سكانها إلى تقريبا مائة بالمائة من أهل السنة يقوم النظام الإيراني بمراقبة هذه المساجد بشدة بحيث يمنع كل من يتحول من الصفوية إلى الإسلام الحقيقي من دخولها وقد سجن الكثير منهم بعد أن أصبح التحول الديني ظاهرة قوية في كل المناطق الأيرانية المحسوبة على الفرس هذا غير الأقاليم التي تحتلها أيران و تبسط سيطرتها عليها وقام النظام بهدم عدة مساجد منها مسجد فيض في مدينة مشهد والهجوم المسلح على المسجد المكي وهو يعتبر أكبر مسجد جامع في زاهدان وإراقة دماء المصلين وقتلهم وهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في العاصمة الفارسية طهران في عام ٢٠١٥ ، ومنع المصلين من دخول المساجد في الأحواز المحتلة بمدينة عبادان والقصبة وتحويلها إلى غير الغرض الذي خصص لها وهو العبادة ويذكرني ذلك في حقبة الإحتلال الروسي السوفيتي لكثير من الدول الإسلامية مثل أذربيجان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وغيرها من الدول ومنعهم من الصلاة وهدم بيوت الله وذلك قبل الإنهيار الكبير للدولة الشيوعية .
والطريف ذكره أيضا أن الهدم في أيران قد وصل إلى ما يسمى حسينيات التي تأخذ خطا غير الذي تسير عليه سياسة ولي الفقيه .
في عام ٢٠١١ ألقى الشاعر الفارسي العنصري الحاقد على الإسلام و العرب مصطفى بادكوبي قصيدة كفرية بإسم إلاه العرب على منبر ثقافي حكومي وقد مجد الفرس في قصيدته قبل الإسلام وقال أيضا إن سبب دخولهم للإسلام هو بسبب ظلم السلالة الساسانية لهم ويقول أيضا محتجا على الله بإنه يفضل أن يكون مكانه في قعر جهنم ولا يسمع اللغة العربية! لغة القرآن الكريم وقد صفق له الحضور بحماسة شديدة جدا لأن ما قاله هذا الحاقد يعبر عن نفسيتهم المريضة المعادية لكل ما هو مسلم، أكاد أن أجزم بأن لو حصل مثل هذا في أي دولة مسلمة حتى لو كانت غير عربية لوجدنا الناس تخرج بالشوارع نصرة لدينهم ولكن في ما يسمى أيران الجو العام والسائد لدى الفرس هو العودة لنارهم حيث أن الكثير يتظاهر بالدين و الإسلام أما خلف الأبواب المؤصدة فنار موقدة .
أحمد عبدالرحيم العبادي
Almothana128@yahoo.com