الغوطة، تجلي مسرحية الموت
يا أماه…
اين مروج الياسمين
تلك التي سكبتها احلامك في احداقي
حين كانت خطواتي على وشك التفتُّقِ؟
فأنا لا ارى
سوى غاباتٍ من القنابلِ
تزخُ عليّ و على أهداب رفاقي
مع حلول الليل
و بزوغ الفجر
*****
لماذا غسقت عيناكِ
و انهمرت مطراً
يتهادي على صفيحة ايامي
حين حلقت تلك الشرنقات في مقلتيَّ
بحثاً عن جنحان طائرٍ
هاجر قبل انطفاء اول شمعات عمري؟
تكتفين بالسرد على مسامعي
كيف اخترقت بطولاته
اوهام الفرس
بإحتلال بلادي
افصحي عن مشهد النهاية
في رواية عمري
و قولي إن لقاءنا
تأجل الى يوم الحشر
******
أصبحنا كالدمم يا امي
يلوحون بملامح طفولتنا
في بهاء مجلس الأمم
و براويز معارض اللجانِ
و يتحاشون النظر
عن تضاريس ذلك المسن
الذي يقبع في فؤادي
و يتحسر
على ذكريات عمرٍ
لم يعش تفاصيلهُ
إلاّ في فضاء مخيلته
***
يا أماه
حانت مواعيد الإستيقاظ
و ما زلتي تغرقين في ابحر النوم
و لماذا منذ الأمس
لم تعد يداك
تُلملِمُ جزيئات جسمي
و شرود احلامي
و تيه خطواتي؟
اخبريني عن سيلان الدمِ
في ارجاء ركام بيتنا
فأنا لا اتقن
الفرق بين الموتِ و الحياة…
سلمى سواري