إزالة تمثال الصياد العربي من مدينة الخفاجية
"أحوازنا"
أزالت دولة الاحتلال الفارسية في الأيام المنصرمة تمثال الصياد العربي المشيد في أحد الميادين بمدخل مدينة الخفاجية غرب الأحواز العاصمة، مبررة هذا الفعل المشين بتعارضه مع مبادئ الحفاظ على البيئة.
وأفادت مصادر مطلعة، إن دولة الاحتلال قبل أيام قليلة قامت باقتلاع تمثال الصياد العربي الذي يقع في أحد الميادين بمدخل مدينة الخفاجية – الطريق المؤدي إلى قرية البردية ومدينة البستين – و كان التمثال يعبر عن رجل يرتدي الزي العربي وهو يصوب بندقية صيده بإتجاه طيور البط.
و يذكر أن عملية إزالة التمثال سبقتها حملة تحريضية شارك فيها العديد من المسؤولين والمثقفين الفرس، مبررين رفضهم لوجود هذا التمثال بتعارضه و القوانين البيئة و مبادئ الحفاظ عليها! ومن أبرز أولئك المعارضين هو "محمد درويش" مستشار رئيس الدولة الفارسية، إذ كتب في مدونته الشخصية بتاريخ 19-10-2013 قائلا: "خلال لقائي بالسيد محمد مجابي، مسؤول التنمية الإدارية والقانونية وشؤون المجلس لمنظمة البيئة، أخبرني أنه سيطرح أمر إزالة هذا التمثال مع عمدة مدينة الخفاجية".
بالإضافة إلى ذلك كتبت الصحفية الفارسية "مرجان حاج رحيمي" في كانون الثاني من عام 2013 كتبت تقريرا في صحيفة اعتماد الفارسية تحت عنوان "عندما يكون الصياد رمزاً للمدينة " تحدثت فيه عن وجوب إزالة هذا التمثال.
و من سخرية القدر أن الأصوات الفارسية التي تدعي الحفاظ على البيئة تعلو ضد الأمور التي ترتبط بالتاريخ الأحوازي و تسارع بطمس الهوية العربية في الأحواز، بينما لم يسمع لهم صوتا رافضاً لما تتعرض له البيئة الأحوازية من تدمير ممنهج تسبب في تجفيف معظم الأنهار والأهوار وقتل المئات الأنواع من الطيور والأسماك .
فمن الواضح أن هذه الممارسات الظالمة تكشفت الحقد الفارسي تجاه كل ما هو عربي حتى و إن كان تمثال مصنوعا من حجر. فلم يعد تناقض و نفاق المسؤولين و المثقفين الفرس خفيا على أحد بعد هذا الصمت المتعمد على ما تعرضت و مازالت تتعرض له البيئة الأحوازية من تدمير و إهمال حكومي.
ومدينة الخفاجية تعتبر من المدن التي تقع على مقربة من الحدود العراقية و هي مركز قضاء ميسان غربي الأحواز العاصمة. و يبلغ عدد سكان هذه المدينة و قراها أكثر من نصف مليون نسمة، وجميعهم عرب أقحاح ينتمون إلى قبائل عربية معروفة في جل الوطن العربي.