خنق إيران اقتصادياً يفيد جيرانها العرب
يسعى المجتمع الدولي من الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية ضد بلاد فارس «ايران» الى شل قدرة حكومتها على التغلب على تراجع النمو الاقتصادي الايراني، والمستوى المعيشي للسكان، وتهاوي اسعار العملة الايرانية، كما يسعى المجتمع الدولي الى ادخال الاقتصاد الايراني الى دوامة الركود لرفع الضغوط الداخلية الشعبية الايرانية الى مستوى رفض النهج الثوري الايراني والتوجهات العدائية والسياسة الخارجية الفارسية التي تتدخل في شؤون جيرانها والاطاحة بالحرس الثوري وأيديولوجيته الثورية لصالح المعتدلين، ولا سبيل الى ذلك الا بفرض المزيد من الاعباء المالية على الاقتصاد الايراني وموارده التي تدهورت في الفترة الاخيرة.
ومن مصلحة دول الخليج العربي أن تختنق ايران اقتصاديا لأن الوضع اليائس في ايران سيجبرها على اقامة علاقات حُسْن جوار مع دول الخليج العربي والتوقف عن توجهاتها العدائية ونهجها الثوري وتأجيجها للنعرات الطائفية في السعودية والبحرين واليمن واذكاء الخلاف المذهبي، لذا فقد بات لزاما على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والقوى الدولية مجتمعة التمسك باستراتيجية ردع ايران عسكريا وتحجيم دورها اقتصاديا ونزع سلاحها وتقليم مخالبها من خلال شل قدراتها العسكرية النووية ومنعها من انتاج وتصنيع السلاح النووي. من الصعب فهم وادراك السياسة الخارجية الايرانية دون ادراك لحقيقة الوضع الداخلي سياسيا واقتصاديا، وانعكاساته وابعاده، ومستوى حدة الخلافات بين الراديكاليين والمعتدلين ودور الحرس الثوري في ذلك الصراع المحتدم، وتهديداته بالتدخل الحازم ضد أية محاولات للعبث بما يسميه «الايديولوجية الايرانية»، وتعطي تلك التهديدات للمتأمل ايحاء بعمق ذلك الصراع وتلك الاختلافات، لذا فإن المجتمع الدولي مطالب باستمرار سياسة الضغط السياسي الاقتصادي ضد ايران لخنقها اقتصاديا وجعلها طيعة اكثر لقبول شروط المجتمع الدولي. والمفترض بدول الخليج العربي قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران مما يزيد من عزلتها الدولية وفتح علاقات مع دولة الاحواز العربية المحتلة، كذلك دعم الحركات في بلوشستان ودعم الاكراد وهذا كفيل بإشغال ايران بمشكلاتها الداخلية عن التحرش بجيرانها، فقد تحرشت ايران بالعراق واحتلت اجزاء منه، وكانت ضالعة في محاولة اغتيال امير الكويت الراحل، وقضية اختطاف طائرة الجابرية واحداث ارهابية في مكة المكرمة والقطيف وحرب الحوثيين ومحاولة انقلاب في البحرين والتغلغل في عدد من الدول العربية والآسيوية والافريقية، وتوجهاتها العدائية ليس لها حدود.
ويخفي العداء الايراني المستمر لدول الخليج العربي وراءه مطامع ايرانية توسعية يجب عدم التهاون بها أو التقليل من شأنها لأنها مخططات فارسية قديمة، وليست وليدة الساعة وساهمت الثورة الفارسية في تقسيم المجتمع الخليجي الى مذاهب وعملت على تعزيز وتأكيد الهوية والانتماء المذهبي وجعلها اساس الانتماء، كما عملت على استنهاض الروح الطائفية للاقليات الخليجية، والترويج لفكرة ان الطائفة هي الاساس وليس القومية الوطنية.
عبدالله الهدلق
المصدر صحيفة الوطن الكويتية