نماذج من حرب خامنئي على اللغة العربية
من المسائل التي يتباهى بها النظام الخميني الشيعي والمعادي للعرب واللغة العربية في كل محفل، زعمهم بأن الثورة الخمينية أعادت للغة العربية الاعتبار في ايران ، فتم اعتبارها اللغة الثانية في البلاد بموجب الدستور الإيراني، والتي تنص المادة السادسة عشرة منه على : “بما أن لغة القرآن والمعارف الإسلامية هي العربية، وأن الأدب الفارسي ممتزج بها بشكل كامل، لذا يجب تدريس هذه اللغة بعد المرحلة الابتدائية، أي من المرحلة التوجيهية حتى المرحلة الثانوية”. لكن في الواقع هذه المادة الدستورية كاخواتها، مادة 15 وغيرها التي تلزم تدريس لغة الأم ومنها العربية للشعوب غير الفارسية في جغرافية ايران، ليست إلا شعارا استهلاكيا، من ضمن الشعارات الاستهلاكية الكثيرة، مثل شعار “الوحدة الإسلامية” و”شعار تحرير القدس” وغير ذلك. وتتناقض هذه المسألة كل التناقض مع الممارسات التي تجري في أرض الواقع، حيث قام النظام الايراني بمحاربة اللغة العربية على جميع الأصعدة . وليس بالأمر المستغرب أو المستهجن أن تحارب دولة إيران اللغة العربية ، فهي دولة قومية طائفية شيعية معادية لسنة الله والرسول ولا علاقة لها بالدين وعلاقتها مع العرب علاقة حرب وعداء.
في الحقيقة احتقرت اللغة العربية في العصر الخميني في جغرافية إيران وخاصة أن هناك ما لايقل عن ثمانية ملايين عربي يسكن على الساحل الشرقي للخليج العربي في “الأحواز” ,ويرى أن التخلف والجمود للغة العربية ساد فترة حكم الخمينية واقتصرت العناية فيه على علوم اللغة الدينية (المذهب الشيعي) وشروحها وحواشيها وتقاريرها في الحوزات العلمية. وكان للاحتلال الفارسي أساليب شتى في محاربة اللغة العربية تنوعت بين محاربة اللغة في التعليم والازراء على أهلها وتشجيع اللغة الفارسية وصولا إلى محاولات طمس اللغة العربية هناك ,ولولا أنها محفوظة مع قرآنها تدور حيث دار لانتهت وقضى عليها تماما في جغرافية إيران.
وفيما يلي بعض نماذج واشكال محاربة اللغة العربية، وأرى أن يتم ذلك من خلال:
– حين نجح الخميني في الوصول إلى السلطة، وتأسيس الجمهورية الشيعية ! جاءه أبناء “إقليم الأحواز” ليهنئوه، ولأنه عاش في العراق 15 سنة متواصلة، وأنه يتحدث العربية بطلاقة, تكلموا معه باللغة العربية, لكنه اغتاظ وجاوب بالفارسية: إنكم إيرانيون ولا يحق لكم التكلم بلغة أخرى ,وطلب مترجما رغم معرفته بالعربية. (شاهد عيان من أعضاء الوفد العربي الأحوازي)
– اتباع سياسة القمع ضد العرب الأحوازيين لتفريغ الإقليم من سكانه العرب الأصليين واستبدالهم بعناصر فارسية ومحو اللغة العربية في جغرافية ايران. ( رسالة ابطحي نائب الرئيس الجمهورية الايرانية الاسبق خاتمي، عام 2005 ).
– قال اذرتاش اذر نوش الكاتب والباحث في اللغة العربية وآدابها، ومدير مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى وأستاذ الأدب العربي في كلية اللاهوت بجامعة طهران وأول إيراني حاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي: بالرغم من تاريخ اللغة العربية في إيران وأثرها على اللغة الفارسية , لكن لا يوجد أي برنامج أو عمل داخل إيران، لتعزيزها. (إذاعة فرانسة الدولية ، 19 دسامبر 2013)
– قال صادق زيبا كلام المفكّر الإيراني البارز وأستاذ بجامعة طهران ومن أبرز أعضاء الثورة الثقافية خلال مقابلتين أجراهما مع أسبوعية “صبح آزادي” الإيرانية، عن نظرة الإيرانيين الفرس تجاه “العرب واللغة العربية” في ايران: نكره العرب وبسببهم نلعن أهل السنة.. ولا ننسى لهم “القادسية” وأضاف نحن نخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين تجاه العرب ,وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة”. وقال “إنها ظاهرة تنتشر بين المثقفين والمتدينين”.
– قال صادق زيبا كلام : ” أنا أريد أن أؤكد أكثر من ذلك، فأقول إن الدوافع من وراء تأسيس “مجمع اللغة الفارسية ” (برئاسة حداد عادل مستشار المرشد خامنئي) كانت طرد الكلمات والمصطلحات العربية من الفارسية، وهذا يدل على حقدنا تجاه العرب”.
– قال صادق زيبا كلام : “كافة المحاولات التي بذلت في المرحلتين الملكية والجمهورية لتصفية اللغة الفارسية من الكلمات والمصطلحات العربية، تنم عن الكره والضغينة تجاه العرب”. مضيفاً، “أعتقد أن الكثير من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق بين المتدين وغير المتدين في هذا المجال”.(العربية نت 5 اكتوبر 2011 نقلا عن صبح أزادي الإيرانية)
– قال علي يونسی مستشار الرئيس الإيراني روحاني رداً على مطالبي تدريس العربية : “لقد قلت هذا مرات عديدة إن تدريس اللغة غير الفارسية ليس مطلبا وطنيا وعاما، بل يخص فئة محدودة و إذا سمحنا التدريس باللغات غير الفارسية لن تلقى ترحيبا واسعا”. وأضاف “ليس لدينا أحد من غير أصول فارسية في إيران و الجميع في إيران من اصول فارسية وجميعنا فرس والفرس يعني الإيرانيين . (راديو زمانه نقلا عن وكالة ايسنا، 24 فبراير 2014)
– اعتبر فتح الله مجتبايي أحد أعضاء ” مجمع اللغة الفارسية وآدابها”، تدريس أي لغة غير الفارسية في إيران أمر مستورد وأضاف: “ليس لدي شك في أن هذه المسألة قد تأتي من خارج إيران واليوم بعض الدول بصدد إلزامنا على ذلك”. وأضاف “أي دعوة للاهتمام باللغة العربية ” يشم منها رائحة المؤامرة “وأنها سوف تؤدي مستقبلا إلى ” إضعاف اللغة الفارسية”.(راديو زمانه نقلا عن ايسنا، 2014)
– أن اللغة العربية تدرس في الجامعات الإيرانية وياليتها لم تدرس!. ذلك أن طريقتهم في تدريس اللغة العربية قد سخروها لتجهيل الإيرانيين بهذه اللغة ولتعقيدهم منها وتصعيب تعلمها عليهم، بدلا من تيسيره. وباسباب مايلي:
أ: ذلك أن الأساتذة في إيران يدرسون اللغة العربية باللغة الفارسية.
ب: الحروف الهجائية تٌعلم بالحروف الفارسية لا بالحروف العربية.
ج: الآداب العربية تدرس باللغة الفارسية لا باللغة العربية .
ه: الرسائل والبحوث والدراسات الأكاديمية عند التخرج تكتب باللغة الفارسية لا باللغة العربية… وهلم جرا.
و: لايتعدى حدود “استخدام اللغة العربية” في التخصص الأكاديمي، توظيفاته الدينية (الصلاة، الدعاء و قراءة القرآن وقراءة الأحاديث) أو الترجمة.
– تشجيع عادة القراءة والكتابة باللغة الفارسية لدى “الشعب العربي” في إيران، وخاصة الناشئة، ومراقبة برامج الأطفال التي تعتمد اللغة الفارسية.
– منع ربط الناشئة بصفوف القرآن الكريم التي تتشكل في الأحياء، كونه هو المكان الوحيدة الذي يجعل الناس يقبلون على القرآن ولأن في قراءته إدامة للغة على العربية. وعلى ضوء ذلك أغلق الفرس جميع المكاتب في مدن الأحواز باتهام “الوهابية” والتي كانت تعلم الأطفال قراءة القرآن الكريم.
– مراقبة اسم المتاجر والمحلات والسلع والبضائع كافة، وتجنب كتابة أسماء تلك المنتجات باسماء أو عناوين عربية.
– مكافحة لكل مظاهر عربنة اليافطات المكتوبة كواجهات للمحلات التجارية والمصانع والشركات، وعدم منح التراخيص اللازمة إلا بعد تفريسها بالكامل.
– قال مستشار المرشد الإيراني حداد عادل، فيما يخص القانون للتعامل مع التسمية المنشآت والمحلات التجارية من الكلمات والأسماء غير الفارسية وخاصة العربية : يحظر القانون الإيراني التي تم التصديق عليه سنة 2006 استخدام أسماء غير فارسية ويلزم عقوبات على مستخدميها بدءا بتحذير مكتوب، ثم إغلاق مؤقت وصولا الى إلغاء تصريح العمل.(وكالة انتخاب، 9 يوليو2014)
– اعتماد الدولة على اللغة الفارسية النقية والتاكد على عدم استعمال مفردات من اللغة العربية فيها في مراسلاتها الإدارية والحكومية .
– مراقبة المواقع والمنتديات الإلكترونية، وعمل التوعية الضرورية لاستخدام اللغات الفارسية قدر الامكان بدلا من العربية، وتجنب الاستفادة منها.
– ربط الناشئة بمصادر معرفية فارسية غير تقليدية، تتوافر فيها اللغة الفارسية نقية من المفردات العربية، خاصة فيما يتصل بعالم الترفيه والألعاب الإلكترونية والأفلام التعليمية الهادفة، والتي تحمل مضمونا ولغة فارسية حتى يصنع في الناشئة إحساسا يشعر كأنه ينتمي إلى الحضارة الفارسية وتراثها.
– منع وزارات التربية والتعليم تعلم تدريس اللغة العربية التي تعد الثانية في إيران في مدارسها إلا بعد المرحلة التمكينية للمهارات اللغوية للغة الفارسية، عندئذ تدرس مباديء الأولية للصرف والنحو باللغة الفارسية وبشكل خجول جدا.
– تشديد وزارات التربية والتعليم على المدارس في “الاقليم الأحواز” (محافظة بندر جمبرون، أبوشهر و محافظة الأحواز) بألايستخدم المدرس اللغة العربية ولايسمح للتلميذ أن يتكلم بها، ووضع قيود على تلك المدارس إن لم تستجب لتلك الإجراءات.
– تفعيل دور “مكتب تنسيق التفريس”، ومنع إصدار أي مؤلف إذا لم يكن خاضعا لمراجعة متخصصين تابعين للمكتب مما يعتبر في إيران هذا العمل بمثابة “تجنب فوضى المصطلحات والارتماء في أحضان اللغة العربية”.
– دعوات واسعة في إيران لتعليم اللغة البهلوية للمتخصصين في التاريخ واللغويات وراغبي التعلم، في محاولة لإحياء هذه اللغة التي كانت رائجة في عهد الساسانيين قبل دخول الإسلام إلى بلاد فارس في القرن السابع الميلادي لكونها نقية من المفردات العربية. (الجزيره نت ، 24/07/ 2012)
– وجه من العداء للغة العربية انه بمجرد النطق باسمها يبعث الفرس على التقزز والنفور بدعوى -هذا ما يشيعونه- أنها لغة البعثيين والوهابيين والسلفيين، إلخ.
– وجه آخر من العداء يمثله كتّاب وشعراء رجال دين وأساتذة جامعات يلعنون اللغة العربية ويهتفون لمحاربتها ولمناهضتها امثال السياسي حميد عنايت والكاتب زرين كوب والشاعر العنصري الشهير سيد محمد رضا عالي بيام ملقب ب”هالو”.
– تم التشديد في الفضائيات الفارسية على عدم استعمال المفردات العربية حيث تم اخراج احد مقدمي البرامج في التلفزيون الايراني بسبب استخدام مفردات غير فارسية وتمت إقالته من قبل وزير الإذاعة والتلفزيون بعد إنذارات كانت وصلت له.(حداد عادل، وكالة سيتنا الرسيمة، 9يوليو 2014)
– اعتقال المرشحين والمرشحات العرب للمجالس البلديات في الإقليم الأحواز بسبب إلقائهم كلمة باللغة العربية. ففي عام 2013 تم اعتقال المرشحة العربية ” سناء السالمي” في مدينة “الفلاحية” التي تقع جنوبي مدينة الأحواز العاصمة بعد إلقائها خطاباً باللغة العربية في مهرجان شعري وتزامنت هذه الانتخابات، مع انتخابات الرئاسة الجمهورية يوم 14 يونيو 2013.(مفكرة الإسلام 9 يونيو 2013 نقلا عن العربية نت)
– حل جميع المؤسسات العربية السياسية مثل “حزب الوفاق” والمؤسسات الثقافية والتعليمية المهتمة بتعليم اللغة العربية مثل “موسسه الحوار” واستبدالها بمؤسسات فارسية حكومية.
– تأسيس مدارس و جامعات فارسية ضمن المجتمع العربي الأحوازي و عدم السماح لتأسيس مؤسسات علمية عربية فيها.
– ترويج اللغة و الأدب الفارسي بشكلٍ كبير في مجتمع يتحدث بلغة الضاد و اعتبارها اللغة الرسمية الوحيدة التي تتعامل معها الحكومة الإيرانية في إقليم العرب الاحواز.
– استبدال الأسماء العربية للمدن والقرى والشوارع في الأحواز بأسماء حديثة فارسية كنوع من البعث للقومية الفارسي ومحاربة المظاهر العربية.
– منع استخدام أسماء عربية للمواليد الجدد وفرض أسماء فارسية عليهم ومن يرفض ذلك لا يتم إصدار أي إثبات له ولا يتم الاعتراف به.
– السخرية من اللغة العربية من خلال نكت وأشعار وبرامج تلفزيوني
– منع وجود مؤلفات عربية أو قنوات عربية تخص العرب.
– منع تدريس اللغة العربية، وفَرض التعليم باللغة الفارسية.
– فَرض اللغة الفارسية على المحاكم الأحوازية، ومنع اللغة العربية فيها وعدم قبول شهادة الشاهد باللغة العربية في المحاكم.
– تحريم التحدث باللغة العربية في الأماكن الادارية والعامة ومن يخالف ذلك يتعرض للعقاب ويطرد الموظف بتهمة معارضة النظام إذا ما تكلم بالعربية.
– منع تداول المطبوعات العربية، وتقديم من يتداولها إلى المحاكم باعتبارها من المحرمات التي يعاقب عليها القانون. مثال إغلاق مكتب جريدة ” صوت الشعب” الجريدة العربية الوحيدة ومنعها من النشر.
– الاستيلاء على جميع المكتبات الخاصة العربية بعد اعتقال الأشخاص من قبل الاستخبارات، ونقل موجوداتها إلى داخل إيران.
– غلق مطابع العربية خشية طبع الكتب العربية فيها.
– غلق المكتبات التي تبيع المطبوعات العربية، ومصادرة موجوداتها، والتنكيل بأصحابها. مثال مكتبة إشراق لعائلة الحاج جاسم العبيات.
– تعطيل حلقات الدروس العربية والفقهية، ومضايقة العلماء والمجتهدين لحملهم على ترك تدريس اللغة العربية في الأحواز. وعلى إثر ذلك تم سجن الشيخ عبدالحميد الدوسري والشيخ عبدالحميد النواصري وتم نفي الشيخ صالح الحيدري واعتقال العشرات من الأحوازيين.
– غلق المدارس الدينية التي كانت تدرس باللغة العربية وقد أحالوها الكثير من كتبها إلى مخزن لحفظ البضائع. كما صنع مثل ذلك في مدينة المحمرة وفي مقدمتها مدرسة آل شبير خاقاني.
– تحريم الاستماع إلى الإذاعات العربي والتشويش عليها، عن طريق جمع اللاقطات في الأحواز ومدنها وتغريم مالكيها.
– رفض جميع المعاملات أن لم تكن باللغة الفارسية ويمنع مراجعة الدوائر إن لم يكن التفاهم مع موظفيها باللغة الفارسية .
– يمنع اشتغال أي عربي في وظيفة حكومية ، أو يزاول مهنتة ما لم يكن متخرجا من مدرسة ابتدائية وبحوزتة ما يثبت إجادته للغة الفارسية، وقد أدى هذا الإجراء الى تعرض آلاف العرب من أبناء الأحواز الذين يرفضون التحدث بالفارسية إلى الجوع والتشرد خارج الأحواز .
– عدم السماح لإنشاء مجمع للغة العربية.
– منع تأسيس محافل أدبية باللغة العربية وتحريم المناظرات الشعرية .
– عدم إعطاء التراخيص لنشر مطبوعات باللغة العربية حيث لاتوجد جريدة عربية في الأحواز.
– عدم استيراد الكتب العربية التي تساعد على تعلم “اللغة العربية”.
– منع تأسيس مواقع عربية علي شبكة الانترنت.
– إغلاق أول دار حضانة باللغة العربية حاصلة على ترخيص شرعي، أسستها الرسامة العربية الشهيرة “سهام سجيرات” زوجه سعيد آل كثير أحد أعضاء مجلس بلدية الاحواز العاصمة بعد أشهر من فتحها عام 2004.
واخيرا أن هذه الخطة مرسومة بعناية ترمي لتحقيق اهداف شتى منها: الهدف الأول: تحصين الشعوب في إيران وسيما العرب الأحوازيين وأهل السنة من الشعوب الاخرى، من الكتاب العربي ومن الإعلام العربي، ومن الثقافة العربية والأهم من ذلك تحصينه من قراءة كتب العقيدة والتراث الإسلامي وأغلب هذه الكتب بالعربي كما هو معروف والهدف الثاني: التحكم في ثقافة الشعوب في إيران ووعيها وقواتها العقلية، فلا يقرأ إلا ما يريد له ساسته أن يقرأ . الأغرب أن اللغة العربية هي لغة آل البيت.. فياله من نفاق صفوي.
موقع المثقف الجديد