"الشمري" يكشف لـ "سبق": موجة "تسنن" لكبار المسؤولين الإيرانيين
أقرّ رئيس لجنة الثقافة مندوب مدينة أصفهان في مجلس النواب الإيراني، أحمد سالك كاشاني، بأن النمو السكاني لأهل السنة والجماعة في ازدياد على مستوى جميع أنحاء إيران.
وبحسب وكالة مهر للأنباء، قال "كاشاني" خلال مؤتمر "هندسة ثقافة التسمية" في مدينة أصفهان: "العوائل الوهابية تنجب بسرعة كبيرة تحت غطاء أهل السنة في إيران".
وأضاف في لهجة تحذيرية: "النمو السكاني لأهل السنة والجماعة في إيران، سريع جداً، وهذا الأمر يجب أن يكون بمثابة جرس خطر للشعب الإيراني".
وأعرب رئيس لجنة الثقافة في مجلس النواب الإيراني عن قلقه العميق إزاء انخفاض النمو السكاني للعوائل الشيعية، ووصف ارتفاع عدد أهل السنة في إيران بـ "الخطر المستقبلي والتهديد الكبير".
وكان علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، قد شدد عدة مرات على ضرورة زيادة عدد سكان إيران إلى 150 مليون شخص وأمر بإلغاء جميع قوانين التحكم في النمو السكاني.
وصدرت مواقف مماثلة عن رئيس لجنة الثقافة في مجلس النواب الإيراني ناصر مكارم شيرازي، أحد كبار مراجع التقليد الشيعة في قم، وعلم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة وخطيب جمعة مدينة مشهد شمال شرقي إيران.
وقد قال مكارم شيرازي: "حذرت المسؤولين عدة مرات بأنهم إذا لم يخططوا اليوم لتفادي مخططات ومحاولات الوهابيين "أهل السنة" لتغيير التركيبة السكانية في إيران، ستصل الأمور إلى الحالة التي لا يمكن معها بالقيام بأي عمل".
وطالب بإنشاء لجان متخصصة لاتخاذ إجراءات متسقة ومناسبة لمكافحة ما وصفه بـ"مخططات أهل السنة لزيادة عددهم في إيران".
وحثّ "شيرازي" قوات الباسيج على مواجهة أبناء السنة القادمين من المحافظات السنية إلى المدن الكبرى الإيرانية، في ظل الأوضاع السيئة الاقتصادية والمعيشية في المناطق السنية، داعياً إلى إرغامهم على العودة إلى مدنهم، ووصف هجرة أهل السنة إلى المدن الإيرانية الكبيرة بـ "المشبوهة".
وفي لقائه مع أساتذة جامعات طهران، انتقد ناصر مكارم شيرازي توظيف بعض أساتذة الجامعات من بين أهل السنة وقال: "يجب أن يكون أعضاء هيئة التدريس في جامعات إيران من بين الشيعة فقط".
وأضاف: "إذا سمحنا لهم اليوم بهذا، فستتزايد مطالبهم، وغداً سيطالبوننا بالوزارة ورئاسة الحكومة".
جدير بالذكر أن النسبة السكانية لأهل السنة في إيران هي 25 % بحسب تقرير الذي نشرته صحيفة "اطلاعات" الرسمية عام 1979 قبل انتصار "الثورة"، حيث كتبت الصحيفة آنذاك أن أهل السنة عددهم تسعة ملايين شخص من مجموع سكان إيران البالغ 36 مليون شخص.
وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن إقليم بلوشستان السني يتصدر جدول معدل النمو السكاني في إيران بنسبة 4.3 %، بينما هذا المعدل للمحافظات الأخرى وعلى وجه الخصوص المحافظات الفارسية هو أقل من 2 %.
وينفي النشطاء في المجالين الاجتماعي والثقافي من أهل السنة صحة تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول أن نسبة أهل السنة هي 10 % من مجموع سكان إيران، ويعتبرون أن المسؤولين الإيرانيين يقصدون فقط الشيعة من تأكيدهم بشأن زيادة عدد السكان.
وفيما يتعلق بموضوع منع إقامة الصلاة والاحتفالات الإسلامية لأهل السنة في إيران؛ ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا)، أن بلدية طهران أغلقت، يوم السبت، المكان الذي كان يستخدمه أهل السنة في طهران في إقامة الصلاة.
وجاء ذلك في أعقاب منع القوات الأمنية إقامة صلاة الجمعة لأهل السنة في 18 يناير الحالي وبالتزامن مع أيام مؤتمر "الوحدة الإسلامية" في إيران.
وقد أغلق موظفو بلدية طهران أبواب المكان ولحموها، وهددت القوات الأمنية عدداً من المصلين وضبطت هواتفهم ووثائقهم الشخصية.
وقال عايد الشمري الصحفي المتخصص بالشأن الإيراني في تصريحات لـ"سبق": "إيران شهدت مؤخراً موجة "تسنن" كبيرة في عدة مناطق عربية وفارسية، فالأحواز المحتلة تشهد الآن موجة كبيرة من التسنن والعودة لمذهب أهل السنة والجماعة بفضل القنوات الموجهة لهذا الهدف مثل قناتي "وصال وصفا" وكذلك بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الأحوازي على الخليج".
وأضاف "الشمري": "هذا الأمر أقلق مسؤولي إيران واضطروا إلى تأسيس قناة تسمى "الأهواز" باللغة العربية موجهة للأحوازيين كما تم إرسال الكثير من المسؤولين الإيرانيين للنظر في طلبات الأحوازيين وإجراء الحوار، لكننا نرى أن هذه المحاولات لن تفلح".
وأردف: "لقد ظهرت قنوات باللغة الفارسية تدعو إلى التسنن مثل قناة "كلمة" وقناة "وصال حق" وهي موجهة إلى الفرس، ومن خلال متابعتي لقناة "كلمة" أرى أنه تسنن بسببها مسؤولون إيرانيون منهم سفراء وأساتذة وبعض المعممين".
وتابع: "العوائل الفارسية تقنن الإنجاب بشكل ذاتي ولا تحبذ زيادة عدد الأطفال على خلاف العرب في الأحواز المحتلة والبلوش السنة والأكراد السنة".
وقال "الشمري": "إيران تتحاشى إصدار إحصائية دقيقة للعرقيات وللمذاهب، ولكن مع استمرار الأوضاع على هذا النحو فسنرى ميلاد إيران سنية".
وأضاف: "تجربتي وخبرتي في هذا المجال أكدت لي أن الشعب الإيراني ليس شعباً متديناً والدليل على ذلك أن الكثيرين من المهاجرين الإيرانيين إلى أمريكا وأوروبا قد سلكوا طريق "الإلحاد".
عبير الرجباني
المصدر: صحيفة سبق الالكترونية