مدرسة النضال الفلسطيني وضرورة الاستفادة منها
بعد سنوات طويلة من النضال والتضحيات الباهظة والتجارب الثمينة للشعب العربي الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني. يعتبر الفلسطينيون وتاريخهم النضالي، مدرسة لكل الشعوب المظلومة والتي تنشد المقاومة و الثورة بوجه الظلم والطغيان.
والشعب العربي الأحوازي بحكم الواقع الذي يعيشه ووجود الاحتلال الفارسي على أراضيه وما يمارسه هذا الاحتلال من ظلم واضطهاد. من المفترض أن يستفيد وعلى رأسه الطبقة السياسية من هذه المدرسة النضالية ويتعلم منها سبل مواجهة العدو الفارسي الجاثم علي صدور الأحوازيين منذ ما يقارب القرن.
ومن أهم ما يحمله الشعب الفلسطيني من صفات لا يمكن أن يتجالها العدو قبل الصديق. الصفات الثورية والتمرد على الواقع المرير والمقاومة المستمرة والاستخدام الفعال للممكنات من أجل التعبير عن حالة الرفض والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف السامية والمصالح العليا، بعيدا عن التفكير بالمعرقلات والمثبطات ووضع القيود والسلاسل الوهمية.
وهذه الصفة تتجلى عند الشعب الفلسطيني، عندما يستخدم الشاب الفلسطيني أو الشابة الفلسطينية السلاح البارد (السكين) لطعن مستوطن أو جندي بغية التعبير عن حالة شعب بكامله. كما إن هذه الصفة تتجلى أكثر عندما يستخدم الشاب الفلسطيني السيارة لدهس جنود العدو أو المستوطنين. إذ في كل تصرف من هذه التصرفات الثورية، تأخذ القضية الفلسطينة حيزا إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا في دول الإقليم والعالم، كما أنها تساهم في تنشيط القضية الفلسطينية وإعطائها دفعة قوية إلى الأمام رغم تجبر العدو الصهيوني واستقوائه بالغرب.
هذه الممارسات النضالية والثورية وغيرها من الممارسات الأخرى تبين وبدون أدنى شك أن مدرسة النضال الفلسطينية جديرة بأن يتعلم منها الشعب العربي الأحوازي ويستفيد من تجاربها النضالية.
المستوطنون في الأحواز يقطنون بيننا وجنود الاحتلال الفارسي يتواجدون في كل مناطق الأحواز ويسهل على الجميع الاحتكاك بهم. كما أنهم يمارسون شتى أصناف الجرائم بحقنا وينفذون أجندة الدولة الفارسية بحذافيرها. إذن لماذا لم نستهدفهم ونعبر عن رفضنا لما يرتكبونه من جرائم ضدنا وضد الأجيال القادمة، ولماذا لم نستخدم الممكنات ضدهم كما يستخدمها الآخرون الذين يتعرضون لجرائم احتلال مشابهة لما نتعرض له نحن من جرائم.
بكل تأكيد وجود جنود الاحتلال والمستوطنين بيننا لا يعتبر وجودا شرعيا، كما أن عدم استهدافهم يعطي صورة مزيفة عن الشعب الأحوازي وأهدافه ويوهم العالم بالتعايش السلمي والهادئ بين العرب والفرس وعدم وجود حالة رفض للاحتلال وأدواته في الأحواز.
إن الخوض في تفاصيل ما بعد استهداف العدو الفارسي وأدواته من جنود ومستوطنين والاستغراق في التفكير في النتائج المترتبة على ذلك، لا يشد من عزيمة المقاومين والمناضلين بقدر ما يثبطها و يعطل مفعولها. لذلك الأجدر بنا أن لا نزيد في التفكير بما بعد التعبير عن حالة الرفض خاصة إذا تعلق الأمر بكرامة الأفراد والمجتمع والوطن وأن نضع تجارب الشعوب المقاومة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني أمام أعيننا والاستفادة منها من أجل مقاومة العدو الفارسي.
ابراهيم مهدي الفاخر