انتهاكات صارخة بحق سجناء الأحواز.. وتلفيق التهم والقضايا مبررات إعدامهم
"الرياض" تكشف أحوال الأسرى الأحوازيين في سجون إيران:
انتهاكات صارخة بحق سجناء الأحواز.. وتلفيق التهم والقضايا مبررات إعدامهم
كشف أسرى أحوازيون سابقون «الرياض» انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة التي تمارسها الحكومة الإيرانية بحق الأسرى العرب حيث تعتقل طهران المناضلين الأحوازيين بطريقة وحشية بعد أن يتم خطفهم ويتم نقلهم إلى معتقلات سرية خاضعة للحراسة المشددة والتي يتم فيها تهديد السجين بالاعتراف أثناء استجوابه من أجل أخذ معلومات قابلة للتحوير حتى تستخدمها ضدهم لتنفيذ حكم الإعدام ولإصدار أحكام بالسجن طويلة، أو يقوم حينها جهاز المخابرات الإيراني باستخدام أسلوب التهديد باعتقال عوائل الأسرى للزج بهم في زنازين النظام وهذا التهديد غالبا ما يكون له أثر بالغ على معنويات الأسرى الأحوازيين وفي كثير من الأحيان يؤدي إلى القبول بالتهم الملفقة من أجل الحفاظ على عوائلهم وعدم تعرضهم للخطر.
وأبانت المصادر بأنه في حالة عدم قبول الأسير بالتهم الموجهة إليه يتم استخدام أسلوب التعذيب الجسدي الوحشي وعند عدم الاستجابة يتم الانتقال إلى مرحلة التعذيب النفسي والتي لها بالغ التأثير على الأسرى الأحوازيين ودائما ما يؤدي بهم إلى أحكام قاسية أو حبل المشنقة، وأثناء التعذيب النفسي، يُمنع الأسير الأحوازي من النوم وقد تصل المدة لأكثر من أسبوع أو عشرة أيام، كما يتم احتجاز الأسير في زنزانة مساحتها ضيقة يقدر طولها بالمترين ونصف المتر وعرضها حوالي متر ونصف المتر، وتكون الغرفة ملونة بألوان غامضة وحادة كاللون الأحمر وما شابه ذلك، وفي هذه الفترة يسمع الأسرى أصوات بكاء نساء وأطفال، وأصوات حيوانات مختلفة، ولحد هذه اللحظة لا يعرف الأسرى من تم الإفراج عنهم، هل هذه الأصوات حقيقية إذ تضعها المخابرات من أجل التأثير عليهم، أم أنهم كانوا يتوهمون بسبب الضغوط النفسية والبقاء في الزنازين الانفرادية لفترات طويلة قد تمتد لسنوات.
وأثناء استجواب الأسرى الأحوازيين يُجبرون على كتابة كل تفاصيل حياتهم اليومية من الطفولة إلى فترة الأسر، ويجبرون على كتابة كل شيء يعرفونه حتى وإن كان لا يرتبط بالقضايا السياسية والأمنية, ويستخدم هذا الأسلوب من أجل انهاك الأسير وتحطيم معنوياته والضغط عليه، كما تستخدم المخابرات أسلوب النقاش المفتوح من الأسير الأحوازي من أجل كسب المزيد من المعلومات وكشف توجهاته ثم تحويرها وتوظيفها خدمة لغايات الاحتلال والصاق التهم بالأسير حتى ايجاد مسوغ لإعدامه.
يقول في هذا الجانب الأسير السابق رمضان الناصري، أحد كوادر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز والذي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاما وهرب من السجن مؤخرا، أنه تم اختطافه من خارج البيت وبدون أي مذكرة اعتقال، واختطف على يد 8 من عناصر المخابرات مشيرا أنه وضعت عصابة على عينيه وتم نقله إلى مكان مجهول وبعد ذلك ذهب به إلى زنزانة ضيقة تم استجوابه بها لساعات طويلة بدون أن يمنح فرصة للاستراحة ومُنع من شرب الماء والأكل.
وقال في حديثه ل»الرياض»: خضعت لفترات طويلة من الاستجواب، وقد مارس جلادو المخابرات التعذيب الجسدي ضدي إذ تم ضربي بالأسكاك الكهربائية إلى أن فقدت وعيي وحدثت هذه الحالة مرات عديدة، وأضاف تم تعذيبي نفسيا عندما وضعت في زنزانة ضيقة وملونة باللون الأحمر وكانت تأتيني أصوات مجهولة المصدر وبُعيد التعذيب الشديد الذي خضع له الأسير تمت محاكمته بدون أن يمنح حق اختيار محام يدافع عنه وحكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن لمدة ثلاثين عاما والنفي إلى أحد سجون الاحتلال في المناطق الفارسية والبعيدة عن الأحواز لكي لا يستطيع أهله زيارته مما أدت هذه الحالة إلى أن يتضرر نفسيا وما زال يعاني من هذه الأضرار والتاثيرات النفسية. ويكشف أسير أحوازي آخر اسمه محمد حطاب والذي هرب مؤخرا من السجن، يقول في تاريخ 05-04-2011 م تم اعتقالي على الحدود الايرانية – التركية عندما كنت أنوي السفر إلى تركيا بطريقة قانونية، بعدما تعرضت للكثير من المضايقات السياسية والأمنية، وبعد الاعتقال تم ضربي وأهانتي أمام الملأ في معبر «سرو» الواقع في مدينة سرو، وبعد ذلك تم نقلي بواسطة طائرة برفقة رجال مخابرات إلى مدينة الأحواز العاصمة وهناك نقلت إلى زنزانة في أحد المعتقلات السرية في الأحواز، ويقول إن مساحة الزنزانة تقدر طولها مترين ونصف المتر وعرضها متر ونصف ومارست المخابرات التعذيب الجسدي والنفسي بحقي وأثناء التعذيب فقدت السمع في إحدى إذني وبعد مدة طويلة تم نقلي إلى أحد سجون مدينة القنيطرة البعيدة عن أهلي، حيث يسكنون في مدينة الأحواز العاصمة وفي السجن وضعت في القسم «2» المخصص لجرائم السطو والقتل، رغم أن التهم الموجهة لي تتعلق بتهديد الأمن القومي وبقضايا سياسية. وأفاد حطاب أن القسم الذي كنت فيه لا يستوعب أكثر من مائة وعشرين سجينا ولكن السجناء والأسرى في هذا القسم كانوا أكثر من أربعمائة وثمانين شخصا، وأشار بأن النوم في هذا السجن معروف بالنوم «الكتابي» وذلك بسبب اكتظاظ السجن بالأسرى والسجناء وعدم تمكنهم من النوم بطريقة طبيعية مما يجبرهم على النوم بشكل الكتب التي توضع في رفوف المكتبات، وأضاف بأن القضاة في المحاكم الفارسية لا يراعون مبدأ الحياد ومبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته، بل هم من يقومون بدور المدعي العام وهم من يوجهون التهم ويطالبون بانزال أشد العقوبات ضد الأسرى الأحوازيين وبعد إصدار الأحكام الجائرة بحق الأسرى العرب يتم توزيعهم على مجموعة سجون في الأحواز وخارجها، ومن بينها سجن كارون وسجن سبيدار في مدينة الأحواز وسجن القنيطرة وسجون أخرى في المدن الصغيرة والكبيرة موضحا بأن سجن كارون على رأس السجون السيئة الذي يتعرض فيها الأسرى إلى التعذيب النفسي المستمر.
وفي هذه السجون يُمنع الأسرى الأحوازيون من مقابلة أهلهم والزيارات العائلية التي يسمح بها القانون الإيراني للسجناء والمعتقيلن كما يُمنع الكثير منهم من اقتناء الكتب والصحف حتى وإن كانت باللغة الفارسية مما تتسبب هذه التصرفات بانتشار الاحباط والضغط النفسي بين الأسرى، وقال إن الرعاية الصحية في السجون المكتظة بالأسرى شبه معدومة، ودائما ما تنتشر الأمراض الجلدية والرئوية بين السجناء بسبب هذا الاهمال المتعمد حيث أن إدارة السجون ترفض توفير العلاج اللازم للأسرى من أجل معاقبتهم بطريقة غير مباشرة.
وأضاف تحاول دولة الاحتلال توزيع الأسرى والمناضلين المعتقلين لديها بين السجون وفي الأقسام التي لا تخص القضايا السياسية من أجل تحطيم معنوياتهم وفي ذات الوقت من أجل الإيحاء للعالم بعدم وجود معتقلين سياسيين في الأحواز وإضافة لذلك يتم نفي الأسرى الأحوازيين إلى مناطق نائية وبعيدة عن الأحواز في عمق الدولة الفارسية حتى يصعب على أهلهم وعوائلهم الزيارة والمقابلات التي دائما ما تمنعها الدولة على الأسرى الأحوازيين.
أحمد الأحمد
المصدر: الرياض