متظاهرون أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل ينددون بسياسة إيران تجاه
نظمت حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز"، مساء يوم الجمعة، مظاهرة حاشدة، تحت عنوان "لن ننساكم أبداً" أمام البرلمان الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، تنديداً بسياسات "الاحتلال" الإيراني للشعب العربي الأحوازي. وتأتي تلك المظاهرة، بحسب منظميها، مواكبة مع التضحيات التي يقدمها الشعب العربي الأحوازي في سبيل الحفاظ على هويته العربية وتحرير أرضه من "الاحتلال الفارسي".
وبحسب مراسل الأناضول، شارك في المظاهرة حوالي 1000 شخص من عرب الأحواز وسوريين وعراقيين ويمنيين وفلسطينيين من مختلف الدول الأوروبية بينهم سياسيون وبرلمانيون عرب ونشطاء حقوق إنسان، فضلاً عن ممثلين أكراد وبعض الأوربيين المناصرين للقضية الأحوازية. ورفع المشاركون أعلام الأحواز والعراق وسوريا، مرددين هتافات باللغة الإنجليزية والعربية تندد بـ"الاحتلال" الإيراني وسياساته "القمعية" ضد الشعب الأحوازي، فضلاً عن صور لبعض "الشهداء" الأحوازيين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل القضية، كما رفعوا أعلام حركة النضال. كما رفعوا لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تندد بسياسات "التهجير القسري" وتغيير التركيبة السكانية التي تقوم بها إيران، ورفض عمليات تجفيف الأنهار الأحوازية عبر بناء السدود وحرف مسارها باتجاه الدولة الإيرانية. كما طالب المتظاهرون المنظمات الدولية بالتدخل السريع لوقف "عمليات الإعدام والاعتقالات الجماعية" بحق الثوار والمقاومين الأحوازيين.
وأشار أعضاء بوفد حركة النضال العربي الذين التقوا عددا من مسؤولي البرلمان الأوروبي بعد المظاهرة، في تصريحات لهم، إلى ضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي بكافة مؤسساته في الأحواز، مطالبين مسؤولي البرلمان الأوروبي بإرسال مراقبين ومختصين في مجالي البيئة وحقوق الإنسان إلى الأحواز للوقوف على "انتهاكات" إيران. كما عبرت الحركة عن تمنيها بأن لا تكون علاقات الاتحاد الأوروبي مع إيران على حساب حق شعب الأحواز، وأن تكون داعمة لمطالب الشعوب بالتحرر وتشكيل الدول المستقلة. وركز بيان المظاهرة، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، على "الاحتجاج على الدمار البيئي الذي أحدثته إيران في الأحواز نتيجة بناء السدود وتجفيف الأنهار مما تسبب في تلوث فوق المعدلات الطبيعية عشرات الأضعاف وتسبب في الآونة الأخيرة بأزمة العواصف الترابية والرملية التي اجتاحت الأحواز وقتلت العشرات من المواطنين الأبرياء، وجعلت من مدينة الأحواز العاصمة المدينة الأكثر تلوثا في العالم"، بحسب البيان.
ورفض البيان "الإعدامات المتكررة والاعتقالات العشوائية والأحكام الجائرة والمسيسة بحق المناضلين الأحوازيين"، مطالبا بـ"الوقوف إلى جانب عوائل هؤلاء الضحايا". كما رفض الأحوازيون "ما تقوم به إيران من أعمال عدائية تجاه البلاد العربية سواء كان بالتدخل المباشر والتهديد والاستفزاز أو غير المباشر بواسطة ميليشياتها التي أصبحت تعبث بأمن المواطنين الأبرياء في كل مكان من الوطن العربي"، دون أن يحدد بلدا بعينه. ورفض جعل قضايا الشعوب الأحوازية "ملفاً للمساومة في المفاوضات الجارية بين الغرب والدولة الفارسية (إيران) حول ملفها النووي، فلا يجوز المساومة على الحقوق الأساسية لهذه الشعوب التي تدعمها الشرعية الدولية تحت أي ظرف".
وفي تصريحات خاصة للأناضول، قال وليد الطبطبائي، عضو مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، إن "القضية الأحوازية عادلة وتتطلب دعماً عربياً سياسيا وإعلاميا لإبرازها ووضعها في مقدمة اهتمامات المجتمع الدولي".
من جانبه، أشار محمد العمادي، عضو البرلمان البحريني، للأناضول، إلى "ضرورة الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان والأقليات في إيران وفي مقدمتها قضية الأحواز"، متابعا أن "إيران تسعى للتوسع في سيطرتها على المنطقة بدءاً من منطقة الخليج العربي"، على حد قوله. وأضاف أن "مناصرة قضية الأحواز وقضايا الأقليات الأخرى في إيران سيلهي إيران عن مخططاتها الاستعمارية للمنطقة، وسيصب في مصلحة أمن الخليج العربي".
فيما أوضح أنور مالك، الناشط الحقوقي الجزائري، والعضو السابق ببعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا، أن "القوى الغربية ترتبط بمصالح استراتيجية مع إيران، مما يجعلها لا تهتم بالقضية الأحوازية". وأعرب عن اعتقاده بأن "الملف النووي الإيراني ليس له تأثير في اتجاه حل القضية"، مشيراً إلى أن "اهتمام الغرب بالملف النووي يهدف إلى تحقيق أمن ومصلحة إسرائيل". ويقع إقليم الأحواز في الجنوب الشرقي من العراق، والجنوب الغربي من إيران، واقتلع المستعمر البريطاني الإقليم في 1925 من العراق، وضمه إلى إيران مقابل تقليص النفوذ الروسي في إيران، وسكان الإقليم من العرب العراقيين بينهم سنة وشيعة. وبحسب مراقبين، تتبع إيران سياسات التمييز ضد السكان العرب، وحظرت عليهم تعلم اللغة العربية، ويعانون كذلك من صعوبة في التوظيف، كما جلبت آلاف المزارعين من السكان الإيرانيين إلى الإقليم، منذ 1928، وينتج إقليم الأحواز 70% من النفط الإيراني.
محمد الحريري
المصدر: الأناضول