دور العرب في مساعدة اليمن بالإفلات من قبضة إيران
مع كل ما يفعله نظام ملالي إيران في الدول العربية لا تزال الغفلة تهيمن على العديد من أنظمة الدول العربية، ومع كل توسع يحرزه هذا النظام الطائفي يزيد عدد العواصم العربية الواقعة في دائرة النفوذ الإيراني.
لا تزال الكثير من الحكومات العربية تغط في نوم مريح رغم اقتراب نيران الطائفية من حدودها، بل تسلل العديد من الدعوات المذهبية المقيتة إلى داخل أراضيها.
وحدها دول الخليج العربية تواجه الأطماع الإيرانية، ليس لأنها الأقرب إلى نيران الطائفية التي أشعلتها جماعات ومليشيات وأحزاب خميني التي نشرتها في الدول العربية وبدأتها بالدول المجاورة، بل لأن دول الخليج العربية أكثر وعياً وفهماً لمخططات الإيرانيين بحكم الجيرة وخبرة التعامل وكثرة تعرض أهل الخليج لأطماع الإيرانيين، فالخليجيون لم يستفيقوا بعد من إقدام إيران على ابتلاع إمارة عربية خليجية، عندما ضم رضا بهلوي شاه إيران -بتآمر مع بريطانيا التي كانت تستعمر امارات الخليج العربية- إمارة الأحواز العربية التي كان يحكمها الشيخ خزعل الكعبي، وما إن أعلنت بريطانيا الرحيل عن شرق السويس وهو ما يعني انهاء استعمارها لامارات الخليج العربي حتى بادرت إيران إلى احتلال الجزر العربية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، (جزر: أبوموسى، وطنب الصغرى، وطنب الكبرى)، ولم يفصل بين ضم الأحواز والجزر العربية سوى أربعة عقود فقط.
الآن وبعد أكثر قليلاً من أربعة عقود يوسع الإيرانيون نفوذهم، فيتخطوا منطقة الخليج العربي إلى الشام وجنوب الجزيرة العربية وبينهما العراق، ففي سوريا ولبنان والعراق واليمن نفوذ متصاعد يتجاوز نفوذ حكومات تلك الدول، بل ويلغيها.
من سيكون التالي الذي سيلتهمه النظام الإيراني؟!. فهو لا يكتفي بفرض النفوذ السياسي، بل يحول تلك الدول ولايات تابعة له، يتصرف بها أعوانه من أحزاب ومليشيات إلى حد تحويلها إلى معسكرات ومرابع أمنية لتدريب الإرهابيين من الدول العربية المجاورة، كالحاصل في سوريا، التي نشر فيها حزب حسن نصرالله مراكز لتدريب الإرهابيين من دول الخليج واليمن، وقبل ذلك العراق، أما اليمن فتلك قصة أخرى؛ إذ يراد لليمن أن يكون قاعدة لنظام إيران لفرض هيمنته على الملاحة الدولية من خلال السيطرة على باب المندب ليكمل إشرافه على خطوط الملاحة في الخليج العربي؛ كونه يسيطر على مضيق هرمز، وهنا تبرز أهمية استجابة دول الخليج العربية لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي طلب عقد جلسات الحوار المشترك للقوى السياسية اليمنية في مقر مجلس التعاون بالرياض، وقد رفع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز طلب الرئيس اليمني لقادة دول مجلس التعاون الذين رحبوا ووافقوا على عقد اجتماع عاجل للقوى اليمنية في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون، وحتى يتم عقد هذا الاجتماع يفترض بالدول العربية ليس فقط دعم ومساندة عقد هذا الاجتماع، بل دعم كل ما يتخذ من قرارات لإنقاذ اليمن من السقوط في دائرة أطماع النظام الإيراني، وهنا دور الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بل وحتى الدول المحورية العربية كمصر والأردن اللتين سيتأثر أمنهما القومي في حال مهد الحوثيون للايرانيين الاستيلاء والسيطرة على باب المندب، ولهذا فإن الواجب القومي والوطني لهاتين الدولتين والجامعة العربية طلب المشاركة في اجتماعات الرياض لمساعدة اليمنيين في الافلات من قبضة أطماع النظام الإيراني.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
المصدر: صحيفة الجزيرة