شرارة الإنتفاضة عنوان للوعي الوطني
مع اقتراب الذكرى التسعون للاحتلال ومع تزايد قمع واضطهاد الدولة الفارسية للشعب العربي الأحوازي، إعتقد البعض أن هذا الشعب العريق قد اختار الصمت على الظلم والاستبداد، لكن ما حدث يوم الثلاثاء الموافق لـ17 مارس 2015، قد أثبت للجميع عكس ذلك.
فبعيد مباراة فريق فولاذ الأحواز مع نظيره الهلال السعودي، الذي جاء للأحواز كبشرى ومقدم للخير، اندلعت مظاهرات حاشدة ومواجهات عنيفة للجماهير الأحوازية مع قوات الإحتلال الفارسي.
تخللت المباراة المرتقبة على حد سواء من قبل الجماهير الأحوازية والسعودية، شعارات وطنية وعروبية للشباب الأحوازي، كما وأنهم قاموا برفع لافتات ترحيب وتضامن مع أبناء جلدتهم العرب.
فكانت شرارة الهتافات الوطنية أثناء المباراة هي في واقع الأمر بداية لعمل جماهيري منظم ومدروس نظمت خيوطه من قبل ليكون المنطلق القوي لتحرك شبابي يشعل بركان انتفاضة مجيدة تضاف الى مسلسل الانتفاضات الأحوازية الخالدة برفضها للإحتلال الفارسي.
لم يكن تيار الانتفاضة الشبابية بعيدا عن أعين المجرمين الصفويين حيث هرعت آلة القمع والقتل لمواجهة المنتفضين بالنار والحديد وقامت بالاعتقالات العشوائية الواسعة في صفوف الشباب الأحوازي، ليس لجريمة تذكر سوى مطالبتهم بوطن حر لا هيمنة عليه للمستعمرين والمحتليين.
إلا أن أبناء الأحواز رفعوا أصواتهم عالياً هاتفين بإسم الله والوطن وواجهوا نار المحتل بحجارة الغضب والثورة. هتفوا بإسم الوطن ليؤكدوا أنهم باقون في هذه الأرض رغم سياسات التهجير والتطهير العرقي التي تمارسها الدولة الفارسية بحقهم. هتفوا ليؤكدوا، أنه ليس لهذه الأرض أصحاب غير أهلها العرب بالرغم من سياسة التفريس وبناء المستوطنات المستمرة في الأحواز المحتلة.
إن اندلاع مظاهرات ومواجهات بهذا الحجم تدل على أن الشعب العربي الأحوازي، اليوم على أتم الاستعداد لإطلاق ثورة شاملة في جميع أنحاء الأحواز المحتلة، حيث أكدت بعض المصادر وصول الإنتفاضة إلى احياء متعددة من الأحواز العاصمة. وأن هذا الحراك الجماهيري ليس إلا بداية لإنتفاضة كبيرة، ستكون بإذن الله أكبر وأوسع من إنتفاضة نيسان 2005.
كما وأنها دليل مبين على أن الوعي الوطني قد شمل أغلب فئات المجتمع الأحوازي، خاصة الشباب منهم. فكما رأينا في الصور القادمة من الوطن المحتل، أن الشباب يشكلون 90 بالمائة من المتظاهرين، وإن هذه لبشرى خير للقضية الأحوازية. فالشباب هم روح وطاقة المجتمع إن لم نقل صلبه، وأنهم من سيحملون القضية على عاتقهم وينقلون شعلة الثورة إلى الأجيال القادمة.
بكل تأكيد، إن هذه المظاهرات الواسعة سوف تلفت أنظار العالم إلى الأحواز المنسية، وبالتالي فمن واجبنا نحن الأحوازيون في الخارج التضامن التام مع أبناء وطننا في الداخل وحشد الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي، لهذه الإنتفاضة، لإيصال صوتها إلى مسامع العرب أولاً وللعالم الأصم ثانياً.
حوراء احمد