الصراع القومي في الأحواز يطفح مرة أخرى(2)
التضييق على الشعب الأحوازي وقمعه
أصدرت سلطات الاحتلال الفارسي قرارا يقضي بمنع الباعة العرب المتجولين في مدينة عبادان، كما حرمتهم من استغلال الأكشاك المخصصة للباعة المتجولين. وإثر هذا القرار المجحف تجمع عدد من الباعة العرب في السوق الليلي في مدينة عبادان، يوم الأربعاء الموافق 13-03-2015 م وأعلنوا عن رفضهم لهذا القرار.
وأوضحت مصادر أحوازية مطلعة أن هذه الاحتجاجات جاءت بعد قرار بلدية مدينة عبادان، اختصار منح الأكشاك المخصصة للباعة المتنقلين، للمستوطنين فقط. الأمر الذي أثار استياء العرب الأحوازيين على هذا القرار العنصري من قبل عمدة مدينة عبادان المستوطن “محمود رضا شيرازي”.
وبعد هذه المتضايقات الاقتصادية وغيرها من مضايقات تمارسلها الدولة الفارسية في المدن الأحوازية ولا سيما مدينتي المحمرة وعبادان، أقدم مواطن أحوازي يدعى “يونس عساكرة” على إضرام النار في جسده أمام بلدية مدينة المحمرة. ويأتي هذا الحدث بعدما صادرت البلدية كشكه الوحيد، الذي يسترزق منه ليعيل أسرته، بدون أن تقدم له تعويضات مناسبة أو تمنحه فرصة عمل أخرى.
وكان قد نقل “أحوازنا” الموقع الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز الخبر التالي أن المواطن الأحوازي ” يونس عساكرة ” أضرم النار بنفسه أمام مبنى بلدية مدينة المحمرة احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية و اعتداء سلطات الاحتلال عليه ومصادرة عربته التي يبيع فيها الفاكهة والخضروات ليعيل عائلته. وأضاف موقع أحوازنا “أن الضحية نقل إلى إحدى مستشفيات مدينة الأحواز العاصمة بسبب حالته الخطرة، كما وصفت جروحه بالخطيرة حيث بلغت الحروق في جسمه إلى نسبة 70%، مما تهدد حياته بالموت”.
وتأتي هذه المضايقات الاقتصادية والأمنية بحق الأحوازيين قُبيل أيام نيروز وتسيير رحلات قوافل الظلام – راهيان نور، التسمية الفارسية – إلى مناطق الأحواز ولا سيما المناطق التي كانت مسرحا للحرب بين الدولة الفارسية والعراق. وبسبب هذه المضايقات وتضامنا مع الضحية “يونس عساكرة”، دعا نشطاء سياسيون أحوازيون الشعب الأحوازي إلى التظاهر والاحتجاج، وذلك في يوم الاثنين الموافق 16/03/2015 م وفي الساعة العاشرة صباحا في مدينة المحمرة وأمام بلدية المدينة.
واستمر الاحتقان الشعبي في الأحواز إلى أن تمثل بالاصطدامات الدموية التي حدثت عقب مباراة كرة القديم بين فريقي فولاذ الأحوازي والهلال السعودي. وفي بداية المباراة وأثنائها استقبل أبناء الشعب العربي الأحوازي الفريق السعودي بحفاوة وشجعوه بطريقة ملفتة للأنظار. كما أنهم رفعوا لافتات باللغة العربية تحيي به وبالشعب السعودي. كل هذه الممارسات كانت تعبر عن حالة من الكبت يعاني منها الشعب الأحوازي.
ودائما ما يغتنم أبناء الأحواز هذه الفرص والمناسبات من أجل التعبير عن تطلعاتهم تجاه أبناء جلدتهم، كما أنهم يحاولون مد الجسور مع أمتهم التي انقطعوا عنها بفعل الاحتلال الفارسي.
وذكرت مصادر “أحوازنا” أن أغلب الأحوازيين الذين كانوا يرتدون الزي العربي، منعهم الاحتلال من دخول الملعب، ولكن رغم كل هذا التضييق تمكن البعض من دخول الملعب والمشاركة في تشجيع فريقي فولاذ والهلال.
و بعد انتهاء المباراة هاجمت قوات الشرطة والأمن الأحوازيين واعتدت عليهم، ثم دارت اشتباكات بين الجانبين. واستخدمت قوات الاحتلال السلاح وأدوات قمع أخرى ضد المتظاهرين الأحوازيين. كما دافع المتظاهرون عن أنفسهم فردوا عليها بالحجارة وحرقوا سيارات تابعة لشرطة الاحتلال، مما أسفر هذا الحادث عن إصابة عدد من عناصر الشرطة بجروح مختلفة.
وفي ذات الوقت رفع الأحوازيون العلم الوطني الأحوازي وهتفوا بشعارات تندد بالاحتلال وقمعه المستمر. ومن بين شعاراتهم حسب موقع” أحوازنا ” بالروح بالدم نفديك يا أحواز ، لا لا للاحتلال الفارسي. وغيرها من الشعارات التي تبين امتعاض الشعب الأحوازي من الدولة الفارسية وما تمارسه على أرض الأحواز.
وإثر هذه الأحداث اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من الأحوازيين وخاصة كل من يلبس الثوب العربي أو الشماغ الأحمر، لأنهما يرمزان للعروبة وأهل السنة. والاحتلال يعتبر العروبة وأهل السنة من المحظورات ويجب الابتعاد عنهما.
وأفادت مصادر أحوازنا أن قوات العدو الفارسي اعتدت على الكثير من العرب الأحوازيين، ثم اعتقلت عددا كبيرا منهم وخاصة من يرتدون الزي العربي .وقد ذكر موقع أحوازنا العديد من أسماء المعتقلين.
وتم تناقل معلومات على الواتس أب، الذي يستخدمه الشباب الأحوازيون للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، تفيد باستشهاد أحوازيين أثناء قمع المظاهرة في يوم الثلاثاء الموافق 17-03-2015 م.
وإضافة لذلك، كشفت المستجدات في الأحواز أن الشعب الأحوازي يعيش حالة احتقان وامعتاض بسبب الاحتلال الفارسي وطغيانه، وينتظر الفرصة المناسبة للتعبير عن ذاته وطموحاته التي تتمثل بالعروبة والتحرر من الاحتلال. كما أن دلائل واضحة تكشف أن الشعب العربي الأحوازي ما زال متمسكا بهويته العربية رغم القمع والتنكيل وما زال لم يرضخ للاحتلال وإرادته حتى وأن بدا عكس ذلك.
الإعلام العربي يسلط الضوء على الأحداث
بُعيد هذه الأحداث المتسارعة في الأحواز، سلط الإعلام العربي ولا سيما الخليجي الضوء على حيثيات الأحداث وتطرق إلى الكثير من التفاصيل. ومن بين الوسائل الإعلامية التي تطرقت للقضية الأحوازية قناة وصال، قناة صفا، قناة الأحواز، قناة المستقبل، قناة السعودية الأولى وقنوات أخرى. كما أن الصحف والمواقع الالكترونية العربية أعطت حيزا واسعا للقضية الأحوازية وتطرقت للأحداث الدموية في الأحواز، ومن بينها صحيفة الجزيرة، الوئام، سبق، العربية نيوز،المواطن السعودية، الشرق السعودية، الاقتصادية، عين اليوم. فضلا عن التوتير الذي استخدمه الأشقاء الخليجيون وبمعيتهم العرب لتناول الأحداث في الأحواز ودعمها معنويا وإعلاميا.
ونقلت صحيفة “عين اليوم ” تصريحات للمناضل حبيب اسيود، نائب رئيس مكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إذ تطرق للاعتقالات التي اعقبت مباراة فولاذ والهلال واعتبرها استهدافا مقننا ضد الأحوازيين، كما أنه تحدث عن منع ارتداء الزي العربي لأنه يظهر الهوية العربية الأحوازية. وأضاف أن اللافتات المكتوبة باللغة العربية – لافتات ترحب بالفريق السعودي – هي التي زادت من غضب حرس الثوري بعد ما اغضبته الجماهير العربية بارتدائها الزي العربي. وفي ذات الوقت قدّر المعتقلين الأحوازيين بـ 1300 أحوازي إضافة إلى عدد من الجرحى والقتلى ، وحرق ثلاث عربات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال.
وما أظهره التفاعل الإعلامي الأخير عن القضية الأحوازية يبين أن أبوابا إعلامية قد فٌتحت للقضية الأحوازية وأصبح الإعلام العربي والخليجي على وجه الخصوص متفاعلا مع القضية الأحوازية وتفاصيلها. وأن التعتيم الفارسي لن يدوم طويلا مهما استمات الاحتلال بمحاولاته.
لتحميل وقرائة التقرير الكامل(1و2و3) اضغط هنا