تقرير:الجفاف والحرائق تهدد بساتين النخيل في جنوب الأحواز
"أحوازنا" تسببت الحرائق المفتعلة في تدمير مساحات واسعة من بساتين النخيل في جنوب الأحواز كما أن أزمة الجفاف أدت بدورها إلى تدمير عشرات الآلاف من النخيل. ذكرت المصادر أن حرائق واسعة التهمت 10 هكتارات من بساتين النخيل في قرية فتوية التابعة لقضاء البستكية في منطقة جرون جنوب الأحواز يوم 28-5-2015 وأدت الحرائق إلى تدمير نحو 8 آلاف نخلة وتكرر الأمر نفسه وفي القرية ذاتها في يوم 6-6-2015 حيث احترقت نحو 1100 نخلة في ظروف غامضة لم تكشف أسبابها لحد الآن. ويتهم سكان هذه القرية جهات حكومية مسؤولة بالوقوف وراء هذه الحرائق بعد رفض السكان بيع أراضيهم الزراعية لتاجر فارسي وما عزز شكوك الأهالي هو تكرار هذه الحرائق وتكتم السلطة المحلية وعدم كشف الأسباب الحقيقية للحرائق. وأدت أزمة الجفاف في تدمير 6 آلاف و800 هكتار من بساتين النخيل في قضاء المناب (ميناب) جنوب الأحواز حيث تشكل هذه المساحة من البساتين المدمرة أكثر من 50% من مساحة بساتين النخيل في هذا القضاء والبالغة 12 ألف هكتار. وانخفض إنتاج التمور في قضاء المناب بشكل كبير نتيجة أزمة الجفاف حيث تنتج بساتين النخيل في القضاء سنويا أكثر من 52 ألف طن ولكن في ظل هذه الأزمة انخفض الإنتاج إلى 30 ألف طن مما يشير إلى حجم الكارثة التي لحقت بهذه الزراعة. وفي مؤشر واضح على إهمال دولة الاحتلال لهذا المنتوج الزراعي لم تقم دائرة الزراعة في منطقة جرون بتوفير التأمين الزراعي لكل بساتين النخيل في قضاء المناب إلا لألف وسبعمائة وخمسين هكتاراً (1750). وتسببت أزمة الجفاف في تدمير 50 ألف نخلة في قضاء توج (دشتستان) جنوب الأحواز وتفيد التقارير الواردة من هناك إلى وجود خطر محتمل سيقضي على 50 ألف نخلة أخرى إن لم تقم الجهات المعنية بتحرك عاجل لمواجهة هذه الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم. وناشد مزارعو النخيل في قضاء توج دائرتي الزراعة والمياه بالتحرك العاجل لإنقاذ النخيل في القضاء وإن أي تأخير سيتسبب في تدمير المزيد من النخيل مما يجعل الكثير من الأسر التي تعتمد بشكل رئيسي على زراعة النخيل في تأمين قوتها تواجه مصيراً مجهولاً وغامضاً. وكشف موقع "أحوازنا" في 3 من شهر حزيران الفائت أن سلطات الاحتلال الفارسي أعلنت حظر زراعة النخيل في منطقة أبوشهر جنوب الأحواز إلى أجل غير مسمى وعزت هذا القرار إلى خطتها لمواجهة الجفاف وأزمة شح المياه وحذرت المواطنين الأحوازيين من تبعات عدم الالتزام بالقرار. وطالبت دولة الاحتلال دائرتي الزراعة والمياه في منطقة أبوشهر بضرورة ابلاغ المواطنين الأحوازيين بهذا القرار وتحذيرهم من العواقب الوخيمة التي تترتب على كل من لا يلتزم به. وفي هذا السياق قال “شابور رجايي” مدير شركة المياه في منطقة أبوشهر: سنقوم باقتلاع كل نخلة تزرع وسنعاقب بشدة كل من يخالف هذا الحظر. وتعزو دولة الاحتلال اتخاذ مثل هذا القرار إلى وجود خطط لمواجهة الجفاف وشحة المياه في منطقة أبوشهر لكن الوقائع على الأرض تشير إلى عكس ذلك، ففي 21-12-2014 كشف موقع “أحوازنا” أن دولة الاحتلال الفارسي تنوي الشروع في بناء 4 سدود على نهري تميم والمالح، بعد ما انتهت من عملية دراسة هذا المشروع “المميت”، وأصبح جاهزا للتنفيذ. ويعتقد الأحوازيون أن مثل هذه الإجراءات غير الإنسانية والعنصرية تستهدف الوجود العربي في الأحواز عبر التضييق على موارده الاقتصادية لإجباره على الهجرة خارج أراضيه. وتعد زراعة النخيل في جنوب الأحواز (أبوشهر وجرون) مصدرا اقتصاديا حيويا بالنسبة للكثير من الأحوازيين، إذ تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالنخيل أكثر من 72 ألف هكتار، وتنتج نحو 315 ألف طن من التمور سنوياً. ويوجد في قضاء توج أكثر من 4 ملايين نخلة وبقدرة إنتاج تفوق 120 ألف طن من أنواع التمور سنوياً.