#أحوازنا-إيران دولة مارقة!
كشفت إيران عن وجهها القبيح، وأعلنت بإحراقها مبنى السفارة السعودية ومثله مبنى القنصلية عن أنها راعية للإرهاب بامتياز، وأن الغوغائيين الذين أحرقوا المبنيين ما كان لهم أن يفعلوا ذلك لولا أنهم وُجِّهوا بذلك من السلطات العليا في إيران الإرهابية، وهو ما يقودنا إلى التساؤل: متى يتحرك العالم لتجفيف منابع الإرهاب الذي مصدره ومموله وداعمه هذه الدولة المارقة التي تسمى جمهورية إيران الإسلامية، بينما الإسلام، وهو دين السماحة والوسطية والاعتدال، بريء من هذا السلوك الشيطاني الخبيث الذي تمارسه إيران أمام سكوت العالم وصمته.
أفهم أن يكون هناك تباين في وجهات النظر بين الدول، ومواقف تحددها كل دولة وفق مصالحها، ضمن القواعد والأعراف الدبلوماسية، غير أن ما تفعله إيران أبعد ما يكون عن هذا المفهوم، فهي دولة مخربة، تسعى لإثارة الفتن، وإيغار الصدور بالكراهية بين مواطني كل دولة بالمنطقة، ولا يعوزها في ذلك استحضار ما يعينها على تحقيق أهدافها المشبوهة، فالمال -والشعب الإيراني الفقير أحوج ما يكون إليه- متاح لها، وهو الحاضر الدائم لهذا الغرض، وشحن بعض العقول بكل ما يسيء إلى استقرار دولنا والتغرير بهم ليكونوا أدوات وطُعماً لها في تنفيذ جرائمها أمر لا يغيب، ومن الصعب أن تكون هناك ثقة والحالة هكذا في التعامل مع هذا النظام الماكر والكذّاب والحاقد على كل ما هو جميل في هذه الحياة.
نُفّذ حكم الشرع بعدد من المجرمين السعوديين وغير السعوديين، فيهم السنى والشيعي، فجُن جنون الملالي في طهران وأخذهم جهلهم وحقدهم لاستثمار ذلك في إحراق واقتحام سفارة المملكة وقنصليتها، ودعوة غوغائييها إلى التعامل مع هذا الإجراء الشرعي الصحيح بأعمال تخريبية، كما هي عادتها، دون أن تفكر شفقة ورحمة بالآلاف الذين تقوم بإعدامهم سنوياً من السنة الإيرانيين أو الإيرانيين ذوي الأصول العربية دون وجه حق أو محاكمات شرعية نزيهة.
وما فعلته إيراني كردِّ فعل بعد قتل الـ47 مجرماً يعد صفحة من صفحات سوداء كثيرة في تاريخها كدولة إرهابية باعتراف العالم، بل إن ما تفعله في العراق وسوريا ولبنان واليمن من جرائم لا تمثل هي الأخرى إلا صفحات محدودة من هذا التاريخ الإيراني القميئ، فهناك تدخلها في البحرين والكويت وحتى في السعودية في محاولات يائسة للتأثير على بعض المواطنين الذين سخروا من محاولاتها، وأدركوا مبكراً حجم المؤامرات التي لن تخدم إلا إيران وسياساتها التوسعية، وهي الدولة التي حوَّلها نظامها الصفوي الحاقد إلى هامش التاريخ، كونها دولة معزولة ومكروهة، وليس هناك من دولة تثق بها، أو تأمن على مصالحها فيما لو تم التعامل معها.
لقد جاء الموقف السعودي حازماً وقوياً ورادعاً في رد فعله على الحماقات الصبيانية الإيرانية، بتأكيده على أنه غير عابئ بما تقوله الأبواق الإعلامية الإيرانية، بما أظهر قوة الدولة السعودية، وحزمها في حفظ أمن الوطن والمواطن والمقيم، بدليل استدعاء وزارة الخارجية للسفير الإيراني لدى المملكة وإبلاغه باستهجان المملكة واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة، وتأكيده بأن تصريحات النظام الإيراني تكشف عن وجهه الحقيقي المتمثل في دعم الإرهاب، وأنه بدفاعه عن أعمال الإرهابيين وتبريره لها يعتبر في ذلك شريكاً لهم في جرائمهم.
كما أن تأكيد مفتي المملكة على أن تنفيذ القصاص بهؤلاء المجرمين جاء مستنداً على كتاب الله وسنة رسوله، وأن في ذلك حرصاً على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها ورحمة للعباد ومصلحة لهم، وكف للشر عنهم ومنع الفوضى في صفوفهم، إنما هو إثبات على أن هؤلاء المجرمين ومعهم إيران كانوا يريدون للمملكة ومواطنيها والمقيمين فيها أن تسود حياتهم هذه الصورة القاتمة البشعة التي كانوا يحضِّرون لها، لكن الله أخزاهم وأفشلهم وكشف سوء صنيعهم، وأنقذ الناس من شرور أعمالهم.
وإن ما فعلته إيران، لن يوهن الموقف السعودي، ولن يؤثر في تطبيق شرع الله في كل من تسوّل له نفسه أن يسيء إلى المملكة، أو يعرض أمنها للخطر، ومثلما قال الشيخ عبدالله بن زايد» فإن تنفيذ الأحكام القضائية بحق المدانين في المملكة هو حق أصيل لها، بعد أن ثبت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم التي ارتكبوها، وأن ما قامت به المملكة هو إجراء ضروري لترسيخ الأمن والأمان لكافة أبناء شعب المملكة والمقيمين على أراضيها.
خالد بن حمد المالك
صحيفة الجزيرة السعودية