#أحوازنا -عائلة بغلاني شتات آخر في معسكرات أوروبا
لم يتوقع الناشط الأحوازي جواد بغلاني أن تكون ضريبة الفرار من قمع السلطات الإيرانية في إقليم الأحواز العربي إلى القارة الأوروبية شتاتاً آخر لا يقل ضيماً وقهراً عن الشتات في الوطن.
فقبل أن تتاح له فرصة الفرار منتصف العام الماضي إلى تركيا، قضى جواد عاماً ونصف العام بعيداً عن زوجته أولاده، ملاحقاً من الحرس الثوري الإيراني بسبب أنشطته السياسية الرافضة لسياسة التمييز والتهميش التي تمارسها السلطات الإيرانية في الإقليم منذ احتلاله في عهد الشاه رضا بهلوي عام 1925.
استكمال الشتات
وحين تمكن من الوصول مع اللاجئين الآخرين من سواحل تركيا إلى أوروبا، اصطدم بالقوانين والإجراءات الجديدة التي اتبعتها بعض دول الاتحاد الأوروبي اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للحد من تدفق اللاجئين عبر حدودها، فحال ذلك دون تمكن زوجته وباقي أفراد عائلته الذين وصلوا مؤخراً إلى اليونان، من اللحاق به في السويد، لتستكمل قصة الشتات التي بدأت في الأحواز، ولم يشأ لها القدر أن تنتهي باللجوء إلى أوروبا.
يقول جواد للجزيرة نت: طوال فترة وجودي في الأحواز متخفياً لم أتمكن من زيارة عائلتي، خوفاً من أجهزة الأمن التي كانت تراقب عن كثب كل حركة في الإقليم، إلى أن تمكنت من الوصول براً إلى تركيا، حيث كانت في انتظاري أمي وابنتاي، اللائي سبقنني إلى هناك بعد شهر واحد من القرار الذي اتخذته العائلة مجتمعة بالهجرة على ثلاث دفعات إلى أوروبا هرباً من آلة القمع الإيرانية.
ويتابع: لم يكن لدي المال الكافي في تركيا لانتظار الدفعة الثالثة من العائلة التي كانت تضم زوجتي وأولادي الثلاثة، فاضطررت إلى أن استقل أحد المراكب المتجهة إلى اليونان، برفقة أمي وابنتي، ومن هناك توجهنا إلى السويد، على أمل أن يلحق بنا باقي أفراد العائلة فور وصولهم إلى البر اليوناني.
احتجاز باليونان
ويمضي في حديثه: لكننا فوجئنا بقيام الشرطة المقدونية بإغلاق حدودها مع اليونان وبناء سياج عازل ( نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2015) الأمر الذي حال دون وصولهم إلينا، وأدى لبقائهم في أحد مراكز الإيواء القريبة من الحدود بين البلدين.
وناشد جواد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة التدخل لوضع حد لأزمة المهاجرين العالقين على حدود مقدونيا، كما طالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني العمل على لمّ شمله مع زوجته وأبنائه الثلاثة العالقين منذ شهرين في اليونان.
يُذكر أن السلطات المقدونية أضافت عائقا جديدا أمام اللاجئين من مناطق لا تشهد حروبا (مثل العراق وسوريا وأفغانستان) أعلنت يوم الـ21 من يناير/كانون الثاني الجاري إغلاق حدودها بشكل رسمي مع اليونان لمنع عبور مئات المهاجرين الذين يحاولون يومياً الوصول عبر أراضيها إلى ألمانيا والسويد. وقد بررت ذلك بوقوع أعطال على خط سكك الحديد السلوفينية، وهي ثالث دولة يمر اللاجئون عبر أراضيها بعد صربيا وكرواتيا في طريقهم إلى دول أوروبا الغنية.
علي أبو مريحيل
المصدر: الجزيرة نت