كلمة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في ملتقى أحوازالعرب في كويت العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحضور الكريم في هذا الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملتقى أحواز العرب في كويت العرب يعتبر إحدى اللحظات الهامة التي ستبقى في ذاكرة الشعب العربي الأحوازي إذ تثبت مدى الارتباط الذي وصلت اليه القضية العربية الأحوازية بعد أن استطاع الاحتلال الفارسي قطع اتصالها مع محيطها العربي لقرابة قرن من الزمن. حقا إنها لحظة انتصار تاريخية للشعب العربي الأحوازي وخيبة ما بعدها خيبة لمن ظن أن الأحواز ضاعت ولن يستطيع أحد إعادتها وهذا ما توهم به الاحتلال الفارسي أيضا. لكن ها هي اليوم تأخذ مكانها الطبيعي شيئا فشيئا.
ما كان ولايزال يتحدى به الأحوازيون الاحتلال الفارسي عمقهم الاستراتيجي الذي يعولون عليه كثيرا وما خابت ظنونهم. فها هي الكويت الحبيبة وكما عهدناها تفتح باب عودة أبناء الأحواز إلى أهلهم ليتحدثوا عن معاناتهم وظروفهم ومخاوفهم وهواجسهم التي هي عينها معاناة الأمة وظروفها ومخاوفها وهواجسها. منذ اللحظات الأولى للاحتلال بدأ الإصرار الأحوازي الناتج عن دراية وفهم لطبيعة الصراع على أن المنبر الحقيقي الذي يجب أن تنطلق عبره أصوات الأحوازيين للتعبير عما يتعرضون له من إجرام هي الأرض العربية، ما يحدث في هذه اللحظة، ويا ليته حدث منذ السنين الأولى للاحتلال، لكن مشيئة الله فوق ما نخطط له نحن بني البشر وما نرجوه أو نتمناه.
لابد لنا أن نضعكم في الوضع الفعلي والواقع الذي يعيشه الشعب العربي الأحوازي تحت الاحتلال كي تتضح الصورة أكثر ونراها بشكل أدق.
يكفينا أن نذكر أن إيران تقوم فعليا بعملية تطهير عرقي وتهجير قسري وتعذيب ممنهج وتنفذ إعدامات جماعية عبر محاكمات تفتقر إلى أبسط مقومات المحاكم المتعارف عليها لدى جميع شعوب الأرض وهي في صدد جعل أرض الأحواز غير صالحة للعيش الآدمي وهذا أخطر ما يمكن أن يحدث للأحوازيين وعواقبه ستكون أكثر فتكا وقسوة من أساليب الإجرام الأخرى التي اعتاد الاحتلال على استخدامها للتنكيل بالأحوازيين ليس لشيء بل لعروبتهم التي يعتزون بها.
والحديث عن مدى خطورة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الفارسي لم يعد يجدي نفعا إذ لم يشكل أي شكل من أشكال الضغط على الاحتلال الفارسي حتى هذه اللحظة. لهذا إيران الآن مستمرة بجرائمها غير آبهة بحياة الأحوازيين يشجعها على ذلك أنها لم تخسر لا مكانة ولا علاقة دولية أو اقليمية نتيجة أعمالها الإجرامية الشنيعة تلك.
كيف استطاعت إيران أن تتفادى العقاب أو المساءلة هذا أمر نحن العرب سهلناه عليها إذ سمحنا لها بكسب الكثير من الأوراق الضاغطة رغم أننا جميعا كنا ولا زلنا نشعر بخطورتها على أمننا واستقرارنا ونشعر بتهديدها لمنجزاتنا ومكاسبنا.
أوراق إيران في وطننا العربي لم تعد خافية على أحد، حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات المتعددة في العراق والنظام في سورية والخلايا المتعددة المتنوعة في الخليج. كلها أمثلة عن وسائل تستخدمها إيران للإفلات من المساءلة والعقاب كلما اقتضى الأمر.
كيف نستطيع منع إيران من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الأحوازي هذا ما يجب التركيز عليه في هذا المؤتمر أو غيره.
إذا كانت إيران تعطي لنفسها الحق في الدفاع عن كل شيعي في المنطقة العربية بالتحديد رغم أنها دولة عنصرية بامتياز، ما الذي يمنع العرب أن يتحدثوا عن أشقائهم في العرق والدين عندما يتعرضون لأبشع الجرائم في الأحواز. وهذه الموازنة إحدى الطرق الفعالة لمنع إيران من ارتكاب جرائمها بحق الشعب الأحوازي ولاتقاء شرها الناتج عن التدخل في شؤون الدول العربية المجاورة وغير المجاورة.
رغم قتامة الوضع في الأحواز إلا أن بعض المؤشرات توحي أن الأمور بدأت تسير في الطريق الصحيح المؤدي إلى تحرير هذا الوطن العربي الحبيب.
في الأحواز اليوم وعي متزايد لا يقارن بما سبقه وهناك حالة تحدي لم نشهدها من قبل وهناك جهد جماعي يبذله الأحوازيون في الداخل والخارج لا يقارن أيضا بما سبقه من جهد. وهناك صحوة دينية غير مسبوقة ولم نشهد مثلها سابقا لا في الأحواز ولا في غيرها من دول الجوار بما للمذهب من حساسية. لكن الأمر يحدث في الأحواز واعترفت به سلطات الاحتلال قبل غيرها. وهذه مؤشرات كافية لتغيير الواقع لو تم التعاطي معها بإيجابية ولو خلقت الظروف المناسبة لنموها وانتشارها. ونحن نعقد أن مؤشرا واحدا من هذه المؤشرات سيغير الكثير لو عملنا على توظيفه بالشكل المطلوب.
نحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إضافة إلى عملنا الميداني الذي يشهد تطورا ملحوظا نحاول جاهدين أن نساهم في إعادة القضية الأحوازية إلى محيطها الطبيعي اي محيطها العربي وهذا لن يحصل إلا بفهمنا جميعا نحن العرب لطبيعة الصراع العربي الفارسي. بالنسبة لنا قضية الأحواز قضية عربية بامتياز وليست مجزأة عن باقي قضايا الأمة مهما أهملت عن قصد أو دون قصد ومهما حاول البعض اعتبارها قضية داخلية إيرانية. وقد سهل علينا هذه المهمة فعل الاحتلال نفسه اذ لم يتوقف استهدافه عند حدود الأحواز، لا بل أصبح يتمادى ويتطاول على البلاد العربية الأخرى، مما ربط الأحواز باليمن والعراق وسوريا والعراق والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة بالهم المشترك.
فبعد أن كان البعض يعتقد أنه بمأن من إيران وأفعالها المخربة. وبعد أن كان البعض منا يعتقد أن النزعة التوسعية الإيرانية قد تقف عند مياه الخليج ولن تتجاوزها وبعد أن كان البعض منا يعتقد أن نفط الأحواز وغازها وثرواتها قد تكفي إيران وستشبع غريزتها السلطوية التوسعية ولا داعي للقلق المبالغ فيه. أثبتت السنوات الأخيرة أن رغبة إيران التوسعية لا حدود لها كما أنها لا تعير اهتماما لا للأعراف والمواثيق الدولية ولا لوزن الدول وطاقاتها البشرية والمادية.
في النهاية أيها الأشقاء العرب فان هذا هو الوقت المناسب للعمل العربي المشترك الذي يقابل إيران بالمثل، والتجارب التاريخية أثبتت أن إيران الفارسية لن يهدأ لها بال إلا عندما ترى العرب إما تحت سيطرتها لتستعبدهم أو تحت وصايتها لتملي عليهم ما تشاء أو ترى ديارهم مخربة مدمرة وكلمتهم مشتتة وغير مؤثرة. وهذا ما تحاول الوصول اليه بشتى الطرق. ولا سبيل لخلاصنا من هذا الكابوس إلا بالعمل العربي المشترك الجاد.
المجد والخلود والعزة لأمتينا العربية والإسلامية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
3-5-2016 الكويت العاصمة