مرار الفتن . . . زلال الفرس
العادات الفارسية الموبوءة جزء من الطباع الإيرانية المتوارثة، ثقافتها مترسخة كما هي جيناته التي لا تقبل التغيير أبداً، مهما حاولت الأفكار العربية الإسلامية أن تشذب تجلياتها، أو تحد من قدرة فعلها السيء، فهي تبحث عن مكنونها السيء بالإبرة لتصوغها نظريات ومفاهيم، وتلتقط أوساخها وتجمِّع نقاطها السامة لكي تصبُّـها في عبارات وكتابات، تعمل على بقاء الدنس دنساً مركباً، وهي تتلاعب بالمعاني وتحولها من معانيها الخيرة إلى عكسها تماماً، فالوحدة التي تقوم على التفاهم والتكامل تغدو عندها الشرذمة والغدر والتهارش، أليس مؤتمرات الوحدة الإسلامية تتجلى عندها سباً للصحابة، وشتماً للرجال من حول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين نقلوا إلينا رسالة الفتح ومفاهيم الدين الطيبة والمضامين القرآنية المتسامحة الرحيمة .
اليوم يحاولون التلاعب بالمفاهيم اللغوية التي تعبر عن الصفاء والعلاقات الحلوة، والنسغ الذي يطيب مريء الإنسان ويريح جوفه، ويغدو الماء الزُلال رغبة لدى إنسان صاحٍ، ولكنهم الفرس الصفويين الطائفيين حولوا معناها إلى مرار علقمية تعمل على تعميق الفتن بين أبناء الجسد المسلم الواحد، في أربع رياح الأرض، عندما شعروا أنَّ الوعي الإسلامي الأصيل عند الطيبين الذين أداروا ظهورهم لتلك الأقوال المسمومة التي ينفثها "فرسان المنابر" المعمّمون بالجهل والتخلف والمترعون بالضغائن والأحقاد والكراهية، والعاملون على تهميش الرموز العربية الإسلامية، فأبى شذاذ حوزة قم وطهران إلا العمل على إعادة التفتح العلمي والحضاري والتكامل إلى قمقم الإستبداد وموبوء اللعن وإرجاع العقول إلى مواطيء الضغائن والحقد، وذلك ما تجلى بفعلها القبيح المتجسد بإصدار كتاب "زلال غدير" تبدى فيه الحقد الفارسي الصفوي كله من أجل تغذية عقول طلاب المدارس الاعدادية والثانوية فى مدن الاحواز بالفاسد من الأراء وحتى المزوّر من الأقوال والمُختـَلق من الروايات، والتي ربما أفرزتها سنوات التخلف وأنتجتها عقلية الحروب المجانية، ولم تلتفت آنذاك إلى المهام الحيوية والأساسية التي كانت تواجه الشعوب الإيلامية في شتى الميادين .
ومما زاد الطامة كبراً والمأساة عِظـَمّاً طلب الجهات المسؤولة في مؤسسة الشؤون الاجتماعية والثقافية التابعة لبلدية الاحواز من كل المعلمين والمدرسين وتحت بند طائلة المسؤولية لكل مَنْ يخالف أوامر الوزارة بإنزال العقوبات القاسية بحق المتلكئين والمخالفين، توضيح محتويات هذا الكتاب السيء الذي يبحث في كل ما يشرذم ويقصي كل ما يسعى للتكامل وعمل الخير على أرضية تكريس التشويهات التي دخلت على منظومات الدين العربي الإسلامي التي طالما ذكرها وأكدها الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، التي أبرزها ما جاء في رسالته إلى الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، والذي قال فيه: "لقد بايعني الذين بايعوا أبو بكر وعمر وعثمان . . . إلخ" وهو ما يؤكد الإقرار بشرعية تولي الخلفاء الراشدين الحكم، وشرعية إستخلافهم للرسول العربي الأكرم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرشي الهاشمي العدناني، وهو ما ينسف دعاوى الضغائن والأحقاد والكراهية الفارسية المتوارثة عن الجينات الفارسية الصفوية المريضة .
إنَّ المحتوى الفكري السيء لهذا الكتاب هو التركيزعلى الخرافة المزعومة لسلب ولاية الإمام علي بن أبي طالب من قبل الخلفاء الراشدين الثلاثة الأوائل، رضي الله عنهم جميعاً، في الوقت الذي أطاع أوامرهم وصلى خلفهم وناب عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عندما زار الأخير البيت المقدس، في مركز الخلافة الراشدية طوال فترة رحلته المباركة إلى بيت المقدس، فكيف تبدت مخالفة الخلفاء الثلاثة الأوائل لأوامر الرسول الأكرم عليه السلام وصلى الله عليه وسلم .
وكيف يمكن لإمريء عربي مسلم أنْ يسب علماء أهل السنة والإمام علي بن أبي طالب ردع أصحابه عن أنْ يكونوا سبابين ونصحهم بالدعوة للوحدة والهداية؟ وكيف يجري البرهنة على الشعوذات الفارسية التي تقول بدعم أهل السنة وعلمائهم لليهود وإسرائيل في حين إيران الدولة والحكم هي مَنْ دعمت وساندت أمريكا وإحتلالها البشع للعراق وأفغانسان،وهي حرب عنصرية وإسرائيلية من الألف إلى الياء، كما أوضحت المعلومات والوثائق والبحوث ؟ .
إنَّ الهدف الفارسي الصفوي من هذا الجهد الجديد هو شعورهم بهزيمة كل عملهم السابق المبذول لتقفيص الوعي الديني القويم الذي تبلور على بروز دور الوسائل الإعلامية وظهرت الفضائيات ولعب اجهزة الشبكة العنكبوتية "ألإنترنيت" في إيصال المعلومات الصحيحة والكتب الصادقة والآراء السديدة، ودور الظلم الفارسي الإحتلالي في العدوان المستمر على شعبنا العربي الأحوازي في الوقت الذي يدعو القرآن الكريم إلى نهج سياسة "التعارف والتعاون بين القبائل والشعوب" المختلفة، لاسيما وأنَّ الأجيال الصاعدة من الطلاب والطالبات يجرون الحوارات المتواصلة بغية تعميق المفاهيم الاسلامية الصائبة والصحيحة الخالية من التعصب المذهبي المقيت، والتركيز على ابراز دور الرموز العربية الاسلامية في إشادة وبناء الحضارة العربية الإسلامية العظيمة التي يحاول الفرس الحد من نشر فيوضها المضيئة وذلك من خلال نشر الفتن الطائفية والعنصرية البغيضة، وإستهداف تلك الرموز العربية التي فتحت بلاد فارس ودمرت مفردات ثقافتهم العنصرية المبنية على الحقد والكراهية ضد العرب أصحاب الرسالة العربية الإسلامية .
تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب قد تم نشره من قبل مؤسسة الشؤون الاجتماعية والثقافية التابعة لبلدية الاحواز (موسسه امور اجتماعى و فرهنگی شهردارى اهواز)، الأمر الذي يكشف عن توجهه السياسي المحدد وهدفه التخريبي المنشود ضد العرب على وجه الخصوص، من قبل الفرس الصفويين وعملائهم في كل مكان .