الصلاة والصوم عن الميت الذي لم يكن يحافظ على الفروض الدينية تجارة رابحة في إيران
تم تحديد سعر أداء الصلاة والصوم للشخص الميت في إيران من قبل المكاتب المرتبطة ببعض مراجع تقليد الشيعة. وبناء على فتاوى مراجع التقليد الشيعة في «قم» وغيرها في إيران، فإن بيع وشراء «الصلاة والصوم التأجيرية» و «الصلاة والصوم عن الميت» أمراً مألوفاً، ويمكن لورثة الشخص الميت أن يدفعوا المال إلى شخص آخر ليؤدي الصلاة والصوم الواجب التي لم يؤدها الشخص الميت خلال فترة حياته، بدلاً من أداء هذه الفرائض بنفسه. ووفقاً لتقرير وكالة إسنا للأنباء، تم تحديد مبلغ 7 مليون ريال إيراني لأداء عام كامل للصلاة اليومية الواجبة ومبلغ 5 مليون لصيام شهر كامل من قبل المكاتب المرتبطة ببعض مراجع تقليد الشيعة، ويقدر الدخل المالي السنوي لأداء هذه الفرائض للميت أكثر من 3700 مليار ريال إيراني. وحسب التقديرات المتوفرة، يقدر معدل الفترة الزمنية التي لا يتمكن الشخص الميت من أداء الصلاة والصيام خلالها، بعام إلى 3 أعوام. وحسب إحصائية المنظمة الوطنية للتسجيل المدني في إيران، بلغ عدد الوفيات لأشخاص البالغين 307 ألف و839 شخصاً في عام 2012، ونظراً للأسعار الجديدة يجب على عائلة الشخص الميت أن تدفع 12 مليون ريال إيراني لأداء عام واحد للصلاة اليومية وشهر كامل صيام للميت. وفي واقع الأمر، نظراً لوفاة 308 ألف شخص في عام 2012، تقدر الدورة المالية السنوية لأداء فرائض الأموات أكثر من 3700 مليار ريال إيراني. وتختلف أسعار أداء فرائض الميت في مختلف المدن الإيرانية، على سبيل المثال وليس الحصر، يدفع الشخص في بعض مدن محافظة كيلان في شمال إيران، لسنة كاملة للصلاة اليومية و وصيام شهر كامل ما يقارب 14 مليون ريال إيراني وفي مدينة مشهد 12 مليون وفي مدينة قم 13 مليون ريال إيراني. والقضية المثيرة للاهتمام في هذه التجارة هي النسبة الكبيرة لارتفاع الأسعار.
ففي عام 2010 كانت أسعار سنة كاملة للصلاة اليومية ما يقارب 2 مليون و500 ألف، ورسوم شهر كامل صيام بلغت مليون و500 ألف ريال إيراني، وارتفعت هذه الأسعار إلى ما يقارب 14 مليون ريال إيراني في عام الحالي. وتشير هذه الأعداد إلى ارتفاع أسعار أداء فرائض الميت في إيران بنسبة 2.5 اضعاف خلال السنوات الأربع الأخيرة. وتكشف الدورة المالية السنوية لبيع وشراء أداء الصلاة والصوم والحجم الكبير لهذه التجارة عن الدوافع والحوافز الحقيقية لخلق وتكريس هكذا معتقدات. ولا تقل الأضرار الاجتماعية الناجمة عنها عن الأضرار الاجتماعية الأخرى كالإدمان وسببت وتسبب ترويج لمثل هذه المعتقدات الكثير من المشاكل النفسية والتشدد لدى المجتمع الإيراني خلال العقود الأخيرة. وفي سياق مرتبط بالموضوع، أعلن اسد الله درويش أميري، نائب الشؤون القانونية والبرلمانية لمنظمة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيرانية، أن التجار الصينيين ربحوا أكثر من 500 مليون دولار من بيع السلع والبضائع الثقافية والمذهبية الشيعية في مدينة مشهد، إحدى المدن المقدسة الشيعية في إيران، العام الماضي، وقال، «يتكون الجزء الأكبر من هذه السلع والبضائع الصينية من سجادة الصلاة والمسبحة وجهاز تحديد اتجاه القبلة وجهاز عد ركعات الصلاة وجهاز عد الصلوات على النبي وعباء الصلاة للنساء وغيرها». وأضاف نائب الشؤون القانونية والبرلمانية لمنظمة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيرانية أن أكثر من 3 مليون و500 ألف سائح أجنبي من بعض الدول العربية والإسلامية زار إيران ومدينة مشهد خلال عام 2013. وتُباع هذه السلع والبضائع الصينية في إيران على السُيّاح الأجانب باسم «تذكار مدينة مشهد» ويُروّج لهذه البضائع أن لها حالة من القداسة وفيها البركة!
وانتقد أحد مندوبي مدينة مشهد في البرلمان الإيراني بيع هذه البضائع الصينية وقال، «أن تدخل أرباح مبيعات التذاكر المذهبية في جيوب الصينيين ولا حصة للمنتجين المحليين لهذه السلع، فهذا أمر غير». وفقاً لإحصائية الجمارك الإيرانية، تتسع قائمة السلع المستوردة من الصين بشكل مستمر كل عام، وعلى سبيل المثال تم استيراد بضائع كشاهد القبر وسجادة الصلاة والقرآن الكريم والمسبحة والسياط وخطاطيف لصيد السمك ومسامير تثبيت الورق والعكازة والمطارق من الصين خلال السنوات الماضية. ويتم تغيير أسامي بعض السلع المستوردة من الصين في قائمة الجمارك الإيرانية بسبب غرابتها وإثارتها للجدل.
محمد المذحجي
المصدر: القدس العربي