مفارقات بين اوضاع الشيعة في السعودية والأحواز في ايران!
ردة فعل إيران على الحكم القضائي الشرعي الصادر بحق الإرهابي نمر النمر المحرض الأكبر على أحداث العوامية تذكرنا بقصة العاهرة التي تدافع عن العفة والشرف بينما هي غارقة في بحور الرذيلة.
ظلت إيران لسنوات طويلة تروج عن أوضاع الشيعة في السعودية وأنهم يعانون من الاضطهاد والحرمان والتفرقة وتتبنى الدفاع عن أي مسلك إرهابي منهم وآخر هؤلاء الإرهابيين الشيعة نمر النمر والذي مارس أفعالا لم يقدم عليها أحد من سب وتحريض سافر في خطبه رغم سعة حلم الدولة وصبرها عليه وعلى الخونة أمثاله. نهج إيران السافر ليس لحبها وغرامها بشيعة السعودية وإنما لتنفيذ أجندات سياسية خطط لها منذ زمن طويل، وإلا فإن إيران التي تدعو إلى المساواة والحرية والعدالة هي من يضرب بكل تلك القيم عرض الحائط في تعاملها المجحف بحق الشعب المظلوم والرازح تحت تسلط حكم الملالي في أقليم الأحواز المحتل، وفي تعاملاتها اللاانسانية مع المعارضين.
لو عقدنا مقارنة بين أوضاع الشيعة في السعودية وشعب الأحواز ذي الغالبية السنية سنجد بونا شاسعا ولا مجال للمقارنات، ونتائج المقارنة تدين إيران دون جدال وتكشف سوء معاملتها لهم. الأغلبية الشيعية في السعودية يقطنون المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ومعظمهم في محافظتي الأحساء والقطيف، بل إنه نتيجة التسهيلات من الدولة فقد انتشروا في معظم المدن السعودية الأخرى مثل الرياض وجدة والمدينة للعمل في الجامعات والمستشفيات وفي الوظائف الفنية والإدارية عدا تواجد مواطنين شيعة كثر في المؤسسات النفطية وفي تجارة الذهب والأسماك والتمور. هنا في السعودية لا أحد يسألك هل أنت سني أو شيعي وتخضع مثل غيرك لأنظمة البلد وهذا رد ملجم لمن يحاول تصوير الطائفة الشيعية بالمضطهدة بينما تأخذ حقوقها كاملة وأكثر في التعليم والتوظيف ونفس الميزات الأخرى دون تمييز. يمارسون عباداتهم وأنشطتهم الدعوية في المساجد والحسينيات وإلقاء الدروس والمحاضرات والمآتم والأعياد وتنظيم حملات الحج والعمرة وتأسس عندهم جمعيات خيرية مدعومة من وزارة الشئون الاجتماعية مثل جمعيات العمران والمواساة والبطالية حتى إن بعض هذه الجمعيات تتلقى إعانات وتبرعات من أهل السنة للمساعدة في رعاية المرافق العامة وإقامة الدورات التدريبية وفي دعم برامج الزواج وإقامة الأعراس الجماعية، بل إن المواطنين الشيعة وقبل ثورة إيران يعيشون اندماجا فريدا مع إخوانهم السنة حتى جاء الملالي ليعكروا صفوهم بزرع العملاء بينهم وادعاء الوصاية الكاذبة عليهم.
إيران التي تنصب نفسها مدافعة عن شيعة السعودية هي من تضطهد خمسة ملايين إنسان في إقليم الأحواز، وهو الإقليم الغني جدا بموارده الطبيعة مع فقر مدقع لإنسانه. يكفي أن نعلم أن إيران تقوم بمحاولات قديمة جدا لإلغاء هوية هذا الشعب بتغيير اسمه إلى خوزستان وتغيير أسماء مدنه من عربية إلى فارسية منذ فرض الاحتلال الإيراني لها عام 1925، وبرغم أن إيران تحصل منه على 85% من البترول والغاز الإيراني إلا أنها حولت سكان الإقليم إلى فقراء معدمين بحرمانهم من خيرات إقليمهم مع ممارستها لكل ألوان القمع من تجفيف روافد الأنهار وغلق المراكز الثقافية ومنع تدريس اللغة العربية وإعدام النشطاء ليقع هذا الشعب البائس في ظروف بالغة الصعوبة نتيجة الاضطهاد القومي والمذهبي وحكم إيراني مستبد حول أبنائه إلى مواطنين من الدرجة الثالثة وسط غياب دولي مريب.
بعد كل هذه الفظائع تأتي إيران لتنتقد المملكة بحكمها على إرهابي عميل فعلا.. إذا لم تستح فاصنع ماشئت!
د.عبدالرحمن الشلاش
المصدر :صحيفة الجزيرة
للتونيه: تم استخدام الاسم الصحيح لبلادنا الأحواز بدل التسمية المزورة، كما ان الاحصائية الصحيحة للأحواز تزيد على العشرة ملايين نسمة