#أحوازنا-التقرير: قرى قصر الكنادرة تأبى الانسلاخ من عروبتها
"أحوازنا"
عادت قضية الحاق خمس قرى من ناحية قصر "الكنادرة" الواقعة جنوب الأحواز إلى قضاء "لامرد" في محافظة فارس، عادت إلى الواجهة مرة أخرى بعد اندلاع احتجاجات واسعة نظمها أبناء هذه القرى رفضا للمشروع المزمع تنفيذه. إذ تجمع الآلاف من المتظاهرين الذين جاؤوا مشيا على الأقدام من قرى العجابر، التنبوة الشرقية، التنبوة الغربية وصروباش، أمام جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قرية الفوارس يوم 16 يونيو معبرين عن رفضهم التام لقرار الحاق قراهم بناحية ترمان التابعة لقضاء لامرد في محافظة فارس.
رفض الانسلاخ من العروبة
وندد المتظاهرون الأحوازيون بقرار الحاق قراهم إلى محافظة فارس واصفين القرار بالمجحف والعنصري الذي يريد سلخهم من هويتهم العربية وصهرهم في بوتقة الهوية الفارسية. وعبر المتظاهرون عن عدم رضوخهم لهذا القرار الجائر والعنصري ومهددين بالاستمرار في تنظيم الاحتجاجات لحين إعادة النظر في هذا القرار وإلغاءه. كما رفع الأحوازيون لافتات تندد بهذا المشروع الخبيث الذي يهدف إلى الاخلال في النسيج القومي لهذه المنطقة العربية.
وانتقد عبد الكريم هاشمي النائب عن محافظة جرون الأحوازية خلال خطاب له في برلمان دولة الاحتلال في عام 2013، مشروع اقتطاع القرى الخمس من ناحية قصر الكنادرة والحاقها بقضاء لامرد معتبرا هذا المشروع بأنه غير نافع للدولة وبالوقت نفسه سينعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية في محافظة جرون.
وشبه هاشمي ما يجري خلال المظاهرات الشعبية الرافضة لضم هذه القرى إلى محافظة فارس، بما يحدث في فلسطين المحتلة حيث تقمع قوات الأمن الفارسية، المتظاهرين وتستخدم العنف المفرط ضدهم.
إثبات فارسية الخليج العربي
ظل الحلم الفارسي الذي يسعى إلى إضفاء الطابع الفارسي على هوية الخليج العربي ناقصا حتى بدأت هذه الدولة بغزو الأحواز واسقاط الامارات العربية واحدة تلو الأخرى منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى الربع الأول من القرن العشرين حين أسقط حكم شيخ خزعل بن جابر آخر حاكم عربي في شمال الأحواز ليكتمل مشروع احتلال الأراضي العربية الأحوازية في الساحل الشمالي للخليج العربي.
لم تتمكن الدولة الفارسية من صهر أبناء الأحواز في بوتقة التفريس على الرغم من حظر التعلم باللغة العربية وكذلك محاربتها لكل ما يرمز إلى العروبة بصلة حيث لم تميز بين البشر والحجر في هذا الإطار.
كما أن ثمة وقائع على الأرض تكشف خفايا مشروع الحاق القرى الخمس إلى محافظة فارس الذي بدأ جليا أنه يحمل في طياته توجهات وأفكار تسعى لإثبات فرضية فارسية الخليج العربي التي ظلت طوال العقود الماضية غير محسومة بفعل وجود الأحوازيين وتشبثهم بجذورهم العربية. حيث يقول منظرو المشروع الذي طرح في 1 أكتوبر 2013 إن من بين أهم أهدافه هما إثبات فارسية الخليج العربي وكذلك فرض المزيد من السيطرة الأمنية على الساحل الشمالي للخليج العربي.
استمرار سياسة طمس الهوية العربية
انتهج الاحتلال الفارسي سياسة تغيير أسماء المدن الأحوازية من العربية إلى الفارسية واقتطاع المناطق العربية وضمها للأقاليم الفارسية كجزء من استراتيجيته لطمس الهوية العربية للشعب الأحوازي والقضاء على مستقبله.
ويقول خبراء مختصون في الشأن الأحوازي إن دولة الاحتلال تسعى من خلال هذا القرار تحقيق عدة أهداف، أولها الحصول على منفذ بحري للأقاليم الفارسية لأن هذا المنفذ له فوائد اقتصادية وأمنية واستراتيجية على المدى البعيد، وثانياً تسهيل عملية تغيير التركيبة الديموغرافية لناحية قصر الكنادرة بعد ما تصبح إداريا تابعة لقضاء "لامرد" الفارسي إذ ستكون الظروف مؤاتية للهجرة الفارسية إلى هذه الناحية والاستيطان فيها.
ويضيف هؤلاء الخبراء أن في حال إقرار هذا المشروع وتنفيذه على أرض الواقع سيجبر الأحوازيون من أبناء القرى الخمسة على قطع مسافة 100 كيلومتر لمتابعة شؤونهم الإدارية في مركز قضاء لامرد في حين لا تفصلهم سوى خمس كيلو مترات عن مركز ناحية قصر الكنادرة.
ويحذر الخبراء من أن تنفيذ المشروع سيجلب الويلات لأبناء هذه القرى من الناحية الاقتصادية حيث تعتزم الدولة الفارسية إنشاء منطقة صناعية وتجارية على السواحل القريبة من هذه المناطق مما يتسبب في القضاء على مهنتي صيد السمك وصناعة اللنج اللتين يرتزقون منهما.
وتبلغ مساحة الأراضي المزمع اقتطاعها قرابة 100 كيلومتر مربع تشمل قرى الفوارس(فارسي)، العجابر (أكبري)، صروباش (سورباش)، التنبوة الشرقية (تمبو شرقي) والتنبوة الغربية (تمبو غربي) كما سيتضمن المشروع خطا ساحليا بطول 8 كيلومترات.
وتتبع هذه القرى في الوقت الحالي ناحية قصر الكنادرة التابعة لقضاء القماندية جنوب الأحواز ويسكنها أغلبية من قبيلتي بني خالد آل نصور وآل حرم بالإضافة إلى أعداد قليلة من قبيلة بني تميم وجميعهم من أهل السنة والجماعة على مذهب الشافعي.
تجدر الإشارة إلى أن العدو الفارسي غيّر الأسماء التاريخية والعربية لمدينة القماندية وناحية قصر الكنادرة إلى أسماء الفارسية "كاوبندي، قابندية وكوشكنار".