#أحوازنا – المانشيت:لأول مرة.. وفد أحوازي في القمة العربية بموريتانيا
حضر وفد من حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في العاصمة الموريتانية نواكشوط التي احتضنت مؤتمر القمة العربية السابعة والعشرين وذلك بهدف طرح القضية الأحوازية على جهات عربية مسؤولة.
وعقد الوفد سلسلة من اللقاءات على هامش مؤتمر القمة مع عدد من الشخصيات والمنظمات العربية الرسمية والشعبية الحاضرة، سلط الضوء فيها على أهمية القضية الأحوازية ودورها المؤثر في صراع العربي-الفارسي القائم إذا ما تم تبينها من الدول العربية بشكل رسمي.
وطالب الوفد خلال حضوره في نواكشوط والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ القضية الأحوازية، قادة العرب بإطلاق مشروع عربي لمواجهة المشروع الفارسي التوسعي ووضع القضية الأحوازية في مركز هذا المشروع.
وبحسب مصادر عربية مشاركة في القمة بأن تم التطرق للقضية الأحوازية من قبل المجموعة الرباعية (جمهورية #مصر العربية، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين) ضمن مشروع إدانة الدولة الفارسية وسياساتها العدوانية.
وقدم وفد الحركة النضال العربي لتحرير الأحواز رسالة من رئيس الحركة السيد حبيب جبر إلى جهات عربية مسؤولة توضح رؤية الحركة ومطالب الأحوازيين من المؤتمرين في نواكشوط.
نص رسالة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز للقمة العربية:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لنا أن نخاطبكم عبر هذه الرسالة باسم الشعب العربي الأحوازي، وأنتم تجتمعون على أرض شنقيط، الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، تتباحثون حول قضايا تعنى بمستقبل الأمة العربية وما يصون حقوقها وتنمية مواردها. تعقدون قمتكم هذه في وقت تصاعد فيه النشاط المفتعل للجماعات الإرهابية لإدخال المنطقة في فوضى عارمة بقصد النيل من أمنها واستقرارها وصولا إلى تنفيذ مخطط تآمري يهدف إلى تفتيت عرى الوصال بين دول المنطقة وزعزعة نسيجها الإجتماعي، والتدخل لتحديد ملامح مستقبلها، ومن ثم التحكم في مواردها وثرواتها النفطية وموقعها الاستراتيجي الهام. ولا نستبعد أن كل هذا يجري وفق أستراتيجية تتقاطع فيها مصالح أكثر من قوة إقليمية ودولية تتحالف لتحقيق أجندة متعددة الأهداف على حساب العرب ومستقبلهم وأمن بلدانهم، ولا يخفى عليكم هنا الدور الإيراني التخريبي الطائفي لكل ما يحدث في المنطقة وتدخلات إيران السافرة في الشؤون العربية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو…
اسمحوا لنا أن ننتهز هذه الفرصة العظيمة لنذكركم بمعاناة الشعب العربي الأحوازي تحت الاحتلال الفارسي البغيض. عندما نخاطبكم نحن الأحوازيون مثقلين بالهم العربي، لا يمكن أن نكون إلا عرباً، لأننا كذلك واقعاً وتاريخاً وشعوراً، و لأننا نتوسم كل الخير في هذه القمة التي جمعت قادة الأمة العربية، وذلك لقناعتنا بأن منطلقات هذه الأمة هي قيم العدالة والحرية والمساواة …لأن العرب أكثر من ضحوا ولا زالوا يضحون من أجل تحقيق قيم الحرية والعدالة. فالشعب العربي الأحوازي الذي سلب حقه في الحرية والعدالة منذ أكثر من تسعة عقود باحتلال بغيض من الدولة الفارسية ولازال يعاني تبعات هذا الاحتلال، فنحن لا نبحث عن العدالة لدى المحتل لأن فاقد الشيء لا يعطيه، بل نبحث عن العدالة لدى أهلنا في العالم العربي في مواقفهم وفي أحكامهم على واقع الحال في الأحواز العربية تحت الاحتلال الإيراني.
لن نراجع في هذه العجالة تاريخنا مع الواقع العربي في ما مضى لأنه أليم وله في النفس شيئٌ من العتبى، ولكننا سوف نتسلح كشعبنا في الأحواز المحتلة بالأمل والتحدي الذي واجه به المحتل الفارسي طيلة العقود الماضية حفاظا على هويته العربية وانتمائه القومي. المعروف أن الدولة الفارسية قد احتلت الأحواز العربية عام 1925 إثر الاجتياح العسكري العدواني المنافي تماما لكافة الأعراف والقوانين الدولية، بما في ذلك قرارات عصبة الأمم التي تحرم الحروب العدوانية. ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، ارتكبت الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم في إيران الكثير من الجرائم، فسجلت على نفسها ألاف الاعتداءات المادية والمعنوية تجاه الشعب العربي الأحوازي وأرضه المسلوبة. وتمثلت الجرائم الإيرانية في التمييز العنصري الشديد والمحاولات الممنهجة لمحو الهوية العربية في الأحواز، وطمس معالمها وإتباع سياسة التجويع والتهجير القسري للسكان العرب وتوطين الفرس مكانهم، وسلب الأراضي وتلويث البيئة ونهب الثروات والممتلكات، والإبادة الجماعية التي ترقى إلى وصفها بالتطهير العرقي، والعمل على تغيير طبيعة التركيبة الديمغرافية للسكان، فضلا عن الاضطهاد القومي الحاد ضد المواطنين الأحوازيين.
وكنتيجة طبيعية لهذه السياسات الإيرانية التعسفية، تمثلت ردة فعل الشعب العربي الأحوازي وقواه الوطنية الفاعلة في مقاومة الاحتلال بشتى السبل التي تقرها القوانين والأعراف الدولية المستقرة، بما في ذلك التظاهرات والمسيرات والاحتجاجات الشعبية، والعصيان المدني والانتفاضات الشعبية.
إلا أن الدولة الإيرانية المحتلة للأحواز وكعادتها، واجهت كافة الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية الأحوازية بالحديد والنار والاستخدام المفرط للقوة، والقتل العمد ونصب المشانق للأحوازيين وإعدامهم في الساحات والميادين العامة أمام أنظار الجميع، إضافة إلى الاعتقالات واسعة النطاق والتعذيب الشديد للمعتقلين وإصدار أحكام تعسفية ضدهم وحرمانهم من الدفاع عن أنفسهم أثناء المحاكمات التي تحدد أحكامها سلفا. وما يدل على قسوة النظام الإيراني وفاشيته أنه منذ مجيء حسن روحاني المصنف اصلاحيا!، تضاعفت الإعدامات والاعتقالات العشوائية بحق أبناءكم في الأحواز.
هذه صورة مختصرة لواقع الأحواز في ظل الاحتلال الفارسي، وليس أمامنا سوى أن نخاطب ضمائركم في تبني قضية شعب مهدد بالإبادة من قوة تجبرت وعلت على كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، وذلك بتضمين قمتكم هذه مواقف داعمة لنضال شعبنا من أجل الحرية والعدالة والتحرير.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو…
نأمل من قمتكم هذه أن تولي إهتماما بقضية شعبكم الأحوازي التي نعول أن تأخذ الحيز المطلوب باعتبارها أهم حلقة في المشروع العربي لمواجهة التغول الفارسي الذي تمادى كثيرا في العبث بأمن أمتنا. المشروع العربي الذي نتطلع إليه أن يكون إحدى انجازات هذه القمة لمواجهة الخطر الإيراني، مشروع عربي واضح المعالم يرتكز على عناصر القوة التي تمتلكها أمتنا العربية من أجل أن يعيد لأمتنا الثقة في قدرتها في الدفاع عن أمنها وصيانة مقدراتها في عالم لا يعطي للضعيف وزناً، مشروع يفتح أمامنا أفاقاً رحبة لبناء مستقبلنا، وفرض واقع إقليمي ودولي جديد ومغاير…
وفي الختام أنقل إليكم تمنيات شعبنا الأحوازي بالتوفيق والسداد لقمتكم من أجل رفعة أمتنا وخدمة قضاياها العادلة .. آمين.. إنه سميع مجيب.
المصدر: المنشيت