#أحوازنا-المجوس والشجرة الملعونة!
في استعادة خطيرة لأدبيات التقاتل الطائفي، تحدث مرشد الخمينية في العالم عن «الشجرة الملعونة»، عانيا بها الدولة السعودية وأسرة الحكم، وهو بذلك يكرر أدبيات تكفيرية شيعية قديمة، جددها العهد الصفوي، وزاد فيها، وعمقها، خصوصا مع مروجها الديني، باقر المجلسي، في موسوعته الخرافية «بحار الأنوار».
التفسير القديم كان يسدد اللعنات للأسرة الأموية، ويعتبر آية سورة الإسراء «وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا التي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَة لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَة الْمَلْعُونَة فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا». المقصود بها الأسرة الأموية، فهي كلها شجرة ملعونة بالجينات، وطبعا يشمل ذلك الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي صالح الهاشميين!
تفسير طائفي مسيّس، مثل كثير من آيات القرآن التي شاء العقل الانتقامي أن يجعلها تصفية حساب مع الخصوم الأمويين.
أما أهل التفسير القدامي، رائدهم «الهاشمي» حبر القرآن ابن عباس، فكان يرى أن الشجرة الملعونة، ببساطة، هي شجرة الزقوم الجهنمية!
ركضت خلف مرشد الخمينية عصاباته في العراق ولبنان، وعلقوا الصور على الشوارع، لتكرير خرافة الشجرة الملعونة، في استعادة شريرة، الغرض منها تعبئة المشاعر الغرائزية لعوام الشيعة.
قبل خامنئي، سجلت الشاشات خطبة طائفية رديئة لكادر حزب الدعوة نوري المالكي، وهو يتحدث عن تجديد المعركة بين الحسين ويزيد، في حين أن المعركة كانت حول فساده السياسي والمالي. ما دخل الحسين ويزيد بذلك؟!
في الضفة الأخرى، نجد من يتحدث عن «المجوس» وأبناء المجوس، والحق أن المجوس لا علاقة لهم بجرائم النظام الخميني وعصاباته الحالية.
المجوسية أو الزرادشتية، ديانة قديمة جدا في بلاد فارس، توجد شظايا منها في العراق، قديما، والهند حاليا، تعدادها الحالي حسب بعض الباحثين لا يزيد على ثلاثمائة ألف نسمة، جلهم بطهران وكرمان وأصفهان حاليا.
كانت هي الديانة التي اعتمدها أردشير الأول مؤسس الدولة الساسانية (من 226 إلى 651)، وكانت موجودة من قبل، وجمع كتابها المقدس (الأستا). هي من الديانات التي تعتمد المبدأ الثنوي، ثنائية الخير والشر عبر الظلمة والنور، فإله الخير أو النور (أهورامزدا)، والثاني إله الشر أو الظلام (أهريمان).
في عز النفوذ الساساني وجدت المجوسية في بعض أنحاء الجزيرة العربية، وتدين بها بعض أشراف العرب، كما يذكر المؤرخون.
هي الآن ديانة صغيرة مسالمة، لا صلة لها بشياطين الحرس الثوري، وملاليهم، الذين يزاحمون لخطف التأويل القرآني، وليس (الأستا) للتنفيس عن حقدهم.
الصراع هنا على الأرض، في الحاضر، ليس بمكان آخر، وبكل حال ليت أعضاء الخمينية كانوا مجوسا، كمجوس اليوم!
مشاري الذايذي
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط