#أحوازنا – علي خامنئي بابا و حكومة الشيريني
كلمة واحدة مفتاح لكل أمر مستعصي في الدوائر الحكومية و مؤسساتها إذا ما إستجبت لقائلها تفتحت لك كل الأبواب المغلقة و سارت أمورك كما تريد و أكثر من ذلك ممكن أيضا و إذا لم تستجب فالنتيجة عكس ذلك تماما فكل شي سيتوقف ولن تستطيع إنجازه أبدا .
في المستشفيات الحكومية و مخافر الشرطة و جميع وزارات الخدمات العامة كالكهرباء والماء والبريد و الهاتف و الشهرداري (البلدية) و المحاكم أيضا و و و إلى آخره ، كل ذلك في ما يسمى أيران .
الكلمة السحرية هي(شيريني) وهي كلمة فارسية و هناك مثيلتها باللهجة المصرية الدارجة و هي (الحلاوة) طبعا هي تخفيف لكلمة رشوة وجعلها مقبولة و سهلة القبول و التجاوب معها لدى الشخص المضطر لتقديمها للمسؤول أو موظف الدولة الذي يعتاش على آلام الناس و ظروفهم ، و قد يقول البعض إن الرشوة منتشرة في الكثير من بلاد العالم المتخلف فلماذا أنت تخص أيران بالتحديد ! نعم هذا صحيح ولكن الرشوة في ما يسمى أيران تختلف كثيرا عن باقي الدول المنتشرة فيها تلك الآفة و السبب لأنها منظمة جدا و بشكل علني وليس كما هو حاصل في بعض الدول بحيث يطلبها الموظف لنفسه و بدون أي ترتيب مسبق لها ، وأما في أيران فالوضع يختلف تماما فالرشوة قد تكون جماعية و داخل الدائرة الحكومية وبشكل علني و بدون أي خوف أو خجل ، أو قد تكون بإسلوب آخر عن طريق شخص له مكانة كبيرة في المجتمع ويقوم بإستقلال هذه المكانة و يستطيع أن يخترق كل الأبواب و بقوة ولا يقف أمامه أي شخص معوق و يطلق عليه بالسيد وخصوصا إذا كان معمم فيكون سبيشيل سيد وفي هذه الحالة يتم إنجاز المعاملات في الخارج أي في منازل موظفي الدولة .
قبل تقريبا ١٥ عام كان لدي معاملة عادية جدا في إحدى محاكم مدينة لارستان ولكن لم أتمكن من إنجازها أبدا ، فأشار علي أحدهم بأن يأخذني إلى أحد الشخصيات في المدينة و كان سيد و معمم أيضا فذهبنا إلى منزله و كان منزلا متواضعا جدا عندما تراه لا تشعر إلا أن صاحبه زاهدا في الدنيا و زينتها و همه الآخرة فقط فقد ترك ذلك شعورا طيبا بالنسبة لي طبعا مؤقتا حتى قابلته و قدمت له المعاملة و طلب مني مبلغا و قدره نصف مليون تومان وكان هذا المبلغ يعتبر كبيرا في ذلك الوقت ، و إدعى بأنه أي المبلغ ليس له و لكن لتوزيعه على عدة أشخاص لإجراء هذه المعاملة ، ولكنه قال لي أمهلني يومين لأنني أريد أن أذهب إلى مدينة طهران لمدة يومين لمقابلة أنا و زملائي السيد القائد ولي أمر المسلمين الخامنئي ، ولا أتذكر ماهي تلك المناسبة لأن المناسبات في الدولة الفارسية لا تعد فهي كثيرة جدا منها ديني و منها زرادشتي ماقبل الإسلام و منها سياسي إستعراضي و هكذا ، ولا أعرف لماذا و قتها خطرت في بالي حكاية ألف ليلة و ليلة المعروفة بإسم علي بابا و أربعين حرامي ، على العموم إنتظرت حتى عاد من سفره فوجهني للذهاب في الوقت المعين و بالتحديد لشخص في بيته فذهبت له فقام هذا الموظف الحكومي بعمل نموذج وأختام و توقيع و كأني في تلك الدائرة الحكومية التي لم أستطع أن أنهي معاملتي فيها ولكن بدون إزدحام و مع كوب من الشاي بالزعفران المشهدي الأصيل ، ثم بعد ذلك طلب مني أن أذهب أيضا في الساعة كذا إلى قاضي المحكمة فهو ينتظر حسب الإتفاق ، و فعلا ذهبت له و أجرى كل شيئ و تمت المعاملة و بنجاح و ببركة النصف مليون تومان .
يحدث في كثير من الأحيان أنه يتم عرقلة بعض المعاملات لبعض النساء و اللاتي لا يملكون المال فيقوم الموظف المسؤول في تلك الدائرة الحكومية بإقناع المرأة لكي تقدم أعز ما لديها له طبعا يتم ذلك بطريقة دينية بحيث يقنعها بأن ما تقوم به هو طاعة لأهل البيت ويسرد لها أحاديث مكذوبة على آل البيت عن فضل التمتع في الإسلام و قد حدث قبل عدة سنوات أن معمما قد قام بفعلته الدنيئة داخل مكتبه في إحدى الدوائر الحكومية بعد إنتهاء الدوام الرسمي و قد كشفه عامل النظافة و هو يقوم بالتأكد من إغلاق المكاتب فكانت فضيحة مدوية .
أحمد العبادي الأحوازي
Almothana128@Yahoo.com