#أحوازنا – يوميات مدينة محتلة(1)
الجزء الأول
في زاوية من زوايا المدينة المتوسدة أحزانها والغافية على جروحها يقف غاضبا حانقا .
من نفسه أم من غيره؟ لا يعرف.
يرقب السماء في صمت مجلجل .
طاف الفجر والشمس توشك ان تشرق وهو لا يزال مستيقظا، يقظة مرة تجعله يرى كل ما لا يراه معظم الناس، أو يرونه ولكنهم يحسبونه هينا، تحصيل حاصل، شئ طبيعي أو لا شئ.
يفكر في ما إذا كانت نظرة الناس هذه هي التي تجعله يسهر الليل وينام النهار في محاولة بائسة للهرب من مأساة المدينة .
يتساءل في نفسه، هربي هذا ألا يضعني في مصاف من أهرب منهم ومن صمتهم ولا مبالاتهم؟ قد يشفع لهم جهلهم ولكن صمتي على الرغم من معرفتي إدانة لي بالتأكيد .
يعدد أوجاعه، الاحتلال والأذلال والهوان .
الأنهر التي كانت فأصبحت في خبر كان .
الأهوار التي لفظت أسماكها وشردت طيورها محتجة على الضمأ .
الأراضي التي ما فتأ المستوطنون يقضمون قطعة منها في كل ثانية تمر منذ تسعون عام ، بينما اهلها غافلون …..
يتساءل ، ستضيق الارض بأحدى الطائفتين عاجلا ام آجلا ، ولكن بأيهما يا ترى ؟
يتمنى أن يكون الحظ حليف اهلها هذه المرة .
يتذكر ، تحرير الارض و استرجاع الحقوق وتغيير الموازين، هذه الأمور تحتاج إلى أكثر من الحظ المجرد .
ربما حين يضيق الخناق بأهلها سينتفضون . فالضغط يولد الانفجار ، هذا ما يقوله العلم .
واذا خليت قلبت هكذا يقول المثل المعروف.
النفط ، النعمة التي انقلبت نقمة على شعبه ، بل على الشعوب العربية ، يلوم شعبه وهو منه، لماذا لم يطردوا الاحتلال ولم يستعيدوا السيادة على ارضهم رغم مرور ما يقارب المئة عام .
الأمر الذي جعل الفرصة سانحة والظروف مثالية لتمادي المحتل وغزوه الغاشم لبلدان عربية اخرى .
يشعر أن ثروته ثروة أرضه تقتل إخوته في سوريا والعراق .
يردد في نفسه ، ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا.
يعرف ان موازين القوى مختلة والفرق شاسع بين ما يملكه المحتل من عناصر القوة والسيطرة وما يملكه شعبه بالمقابل .
رغم ذلك لا يزال يلوم ذاته وشعبه .
ربما لأنه يؤمن أن ارادة الشعوب بعد إرادة الله كفيلة بترجيح كفة الميزان و انقلاب المعادلة .
فماذا ينتظرون ؟
يردد الآية الكريمة مؤمنا بها موقنا.
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله'
عنقاء الأحواز
المصدر: أحوازنا