الإلتفات الإعلامي العربي على القضية الأحوازية وأسبابه
إن الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة العربية، السلبية والإيجابية منها، تشير جميعها إلى أن القضية الأحوازية قد خرجت "ولو قليلا" من بيئتها الأحوازية إلى الحاضنة "الإعلامية" العربية وهو أمر هام جاء نتيجة لأسباب عدة.
سابقا كانت التغطية الإعلامية العربية للأحداث على الساحة الوطنية الأحوازية، تختصر على قناة أو جريدة عربية واحدة، ولكن اليوم قد تطور الأمر، فقد باتت الأضواء تسلط على نواحٍ مختلفة من القضية الأحوازية من قبل العديد من القنوات، الفضائيات والصحف العربية. بل قد وصل هذا الإلتفات الإعلامي العربي الإيجابي على قضيتنا العادلة إلى كُتاب وصحفيين ومفكرين من مختلف البلدان العربية على عكس ما كان عليه الأمر قبل عامين أو ثلاثة، حين كان الأمر يختصر على بعض رجال الدين أو بعض القنوات الدينية الموقرة مثل وصال وصفا.
فعلى سبيل المثال، في سلسلة المظاهرات الأحوازية التي أقامتها مؤخراً حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في كوبنهاجن، فيينا وبروكسل، تحت عنوان "لن ننساكم" ، شاهدنا تواجد إعلامي لقنوات عربية مثل: العربية، الرافدين، المستقبل، أورينت السورية وقناة وصال. وأما التغطية الصحفية فقد كانت أوسع وأكبر من توقعات نسبة كبيرة من النخبة الأحوازية في الخارج والداخل، وهو بلا شك تطور محمود وإيجابي.
ولكن بالطبع لم يأتِ هذا الإلتفات الإعلامي من فراغ أو دفعة واحدة كما يتصور البعض، فهنالك أسباب وعوامل عديدة أدت الى هذا التطور الايجابي، فبالإضافة إلى العمل والسعي الجاد للاحوازيين خاصة التنظيمات والمؤسسات الاحوازية، وفي مقدمتها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز التي لعبت الدور الرئيس في التغطية الإعلامية العربية الأولى من نوعها للأحداث على الساحة الأحوازية مؤخرا، وهذا يدل على الإرتقاء التنظيمي التي تتمتع به الحركة وإستمرارية تقدمها نحو الأمام، هنالك سبب هام وخطير في آن واحد، ألا وهو التدخل الفارسي في الوطن العربي الذي أخذ منحاً غاية في الخطورة خلال الفترة القليلة الماضية.
فبعد الأحداث الأخيرة على الساحة العربية والعدوان الفارسي المفضوح على دول عربية متعددة أصبح العرب على يقين من أمرين مهمين:
أولاً: الإيمان بأن الدولة الفارسية الحديثة لم تؤسس إلا لتعيث فسادا في وطننا العربي والإسلامي. فلا يخفى على أحد إستحواذ هذه الدولة المارقة على العراق وثرواته، والتطهير العرقي الممارس بحق أبناءه من السنة والتغيير الديمغرافي الخطير الذي احدثته الدولة الفارسية المحتلة بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
بالإضافة إلى نجاحها في إسقاط يمن العروبة في أيدي أنصارها الحوثيين ليكون خنجرها في خاصرة المملكة العربية السعودية وهو أمر حذر منه الأحوازيون كثيراً خلال السنوات العشر الماضية.
هذا بالطبع غير مساهمتها الكبرى في دمار سوريا وقتل عشرات الآلاف من خيرة أبناءها وتدمير كل ما يمت للعروبة والحضارة بصلة في تلك الأرض. زد على ذلك عملها الدؤوب على ترسيخ مبادءها الصفوية وغرسها في الشباب السوري، فقد كشف مستشار قائد الحرس الثوري ونائب مقر الامام الحسين العميد حسين همداني، عن تجنيد المراهقين السوريين تحت ما اسماه "ثقافة الجهاد المقدس" وهو شعار إستخدمته الدولة الفارسية المحتلة أثناء حربها مع العراق الشقيق. كل هذه الجرائم بحق الشعب العربي كافة إنما أصبحت دليل مبين على نوايا هذه الدولة الخبيثة تجاه وطننا العربي والإسلامي بغية إعادة إمبراطوريتها المزعومة.
ثانياً: الإيمان بأن دعم القضية الإحوازية على الصعيد الإعلامي، السياسي والإقتصادي أصبح ضرورة ملحة، ليس لأن القضية الأحوازية هي قضية عربية فقط، بل لأنها القضية التي من شأنها إيقاف المشروع الفارسي التوسعي وعدوان الدولة الفارسية على الوطن العربي ووضع حد للدمار والفتن التي أشعلتها في هذا الوطن.
إن الوعي بأهمية القضية العربية الأحوازية والإيمان بدورها المحوري في الصراع العربي-الفارسي، من شأنه تغيير الوضع العربي المزري بل وأيضاً قلب موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط.
حوراء أحمد