كارثة الفيضانات ليست أولى جرائم إيران ضد الشعب الأحوازي
هل تضطرنا الفيضانات التي تجتاح الأحواز هذه الأيام إلى اختزال مأساة الشعب الأحواز تحت الاحتلال الإيراني، في نتائج هذه الفيضانات الكارثية؟ أم تمثل هذه الكارثة صعوداً في الرسم البياني لجرائم المحتل ضد شعبنا طيلة سنيّ الإحتلال التي أكملت في هذه الأيام الذكرى الخامسة والتسعون؟
يخطئ أولئك الذين يظنون جهلاً بتاريخ شعبنا مع الاحتلال الفارسي، أن حياة الأحوازيين قبل كارثة الفيضانات هذه، كانت آمنة، تنساب في سيرورة من الأمن والسلام والرخاء، ففي رأي هؤلاء أن هذه الحياة (الآمنة) في اعتقادهم، لا يهم أن تكون في حدها الأدنى حيث يأمن فيها الأحوازي على حياته، أو في حدها الأعلى يضمن بموجبها مصدراً دائماً للرزق. فليس من حقنا كأحوازيين – حسب قناعتهم – أن نحلم بعالم سعيد، لأن ذلك يعتبر ترفاً يناقض نسبية المفاهيم المجردة مثل الأمن، والسلام، والرخاء في الواقع. يستكثرون على شعبنا الأنين ألماً تحت وطأة المعاناة التي يذيقها له الاحتلال. بل يعتبرون مقاومته للظلم الواقع عليه تعطيلاً (لمسيرة الاحتلال لإنقاذ الأمة) فليعلم هؤلاء أنهم مخطئون، يفتون فيما ليس لهم به علم. شعارات الاحتلال ونظامه ووعوده الكاذبة أصبحت رسناً يساقون به كجمل معصوبة عينيه، إلى حيث يريد الاحتلال، يبررون جرائمه، ويلهثون خلفه، ويسبحون بحمده … ويرون فيه، أي نظام الملالي منقذاً لهم من وحل فشلهم … حتى ولو كان الثمن إراقة دماء العرب في الأحواز والعراق وسوريا واليم، وتشريد الملايين منهم وتدمير دولهم… إنها العمالة بعينها، تستمرئ العبودية.
الشعب الأحوازي آخر عهده بالأمن والسلام، وجميع مقومات الحياة الطبيعية، كان مع نكبة الاحتلال الفارسي للأحواز. مارس المحتل صنوف الإجرام بحق الشعب الأحوازي، سلب أمنه، وسرق ثرواته وجعله أفقر شعب فوق أغنى أرض، أمَّمَ أراضيه الزراعية، تسبب في تشريده، أقام السدود على الأنهار ليحرم منها الأحوازيين من مياه الشرب والري لينشر الفقر والجوع والعطش…
كل هذه الجرائم لم تكن محدودة التأثير في نطاق ضيق، بل جميعها أخذت صفة الكوارث التي أحدثت دماراً في الممتلكات وخسائر في الأرواح تفوق معايير الإبادة الجماعية. فكارثة الفيضانات المفتعلة التي تجتاح البلاد تأتي ضمن سلسلة هذه الجرائم التي ارتكبها المحتل الفارسي على مدى تسعة عقود، وجميعها تستوفي شروط جرائم الإبادة الجماعية. الشعب الأحوازي، كان طيلة عقود الإحتلال الماضية، مكبلاً بحصارٍ جائر كتم صرخات الاستغاثة التي كان يطلقها. فلو توفرت العدالة في عالمنا هذا، فإن كل جريمة من هذه الجرائم تتوفر فيها الشروط التي تجعلها جريمة الإبادة الجماعية التي اعتبرها القانون الدولي أشد الجرائم الدولية جسامة لأنها تهديد للإنسان في حياته وصحته وكرامته، لأسباب دينية أو عرقية أو عنصرية أو قبلية…. إلخ.
ملف جرائم المحتل في الأحواز يفوق الحصر والوصف، لا تسقط أي جريمة منها بالتقادم. لأن جميعها الحق أضراراً بليغة بالشعب الأحوازي، وكلها لأسباب عرقية عنصرية سياسية.
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
20-04-2019