#أحوازنا – لاننحني أمام عواصف المحتل
بقلم : فايز رحيم
هجر جبرا المئات من المواطنين الأحوازيين من قرية "السابلة" الواقعة في محيط مدينة "البسيتين" غرب الأحواز والمحاذية لدولة العراق الشقيق، بعد ما حاربهم الاحتلال الفارسي في مصدر رزقهم من خلال منعهم من زراعة أراضيهم التي تقدر بمئات الهكتارات بحجة شحة مياه الأنهر.
واختلفت وجهات هؤلاء المواطنون الأحوازيون بين مدينة وقرية جديدة للإقامة، بينما السبب واحد وهو "مصدر العيش" الذي تمثله الزراعة منذ سنوات بعد انعدام خيارات كسب العيش الأخرى.
ولم يكن سهلا التخلي عن قرية الأجداد والآباء وأرضهم التي كافحوا من أجل الحفاظ عليها إلا أن ليس سهلا أيضا أن نترك الفقر والجوع يغتال طموح ومستقبل أطفالنا في حضرتنا، حسب ما قال أحد المهجرين للمكتب الاعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز.
في "السابلة" فقدت الأرض العربية ملامحها الطبيعية بعد ما عطشت، وبدأت تتسرب أجواء الكأبة إلى نفوس ما تبقى من أهلها بسبب هجرة الجزء الأكبر منهم، والمدرسة لم تعد مدرسة بل عطلت إلا أن "النخيل" لا يزال شامخا يتحدى في وقوفه الجفاف المصطنع ملهما إيانا الصبر والثبات وعدم الانحناء أمام عواصف المحتل التي لا تتوقف عن الهبوب وهي تحمل حقده تجاهنا يضيف أحد رافضي الهجرة لمكتب الحركة.
وليست "السابلة" وحدها تشظت إلى أجزاء منها المقاوم والأخر المهاجر وأنما عشرات القرى الأخرى بل المئات تشهد هذا الصراع الذي فرض عليها انتقاما منها على ايوائها للعروبة في أوقات سابقة حتى الآن.