تقرير: معاناة مئات القرى الأحوازية تزداد بسبب ندرة مياه الشرب
"أحوازنا"
تعاني مئات القرى في شمال الأحواز من ندرة مياه الشرب النظيفة إضافة إلى ارتفاع مستويات تلوث المياه، مما جعل حياة المواطن الأحوازي في خطر محدق.
وأفادت مصادر موقع "أحوازنا" أن قرى ناحية الكرخة التابعة لقضاء الحميدية تعاني من شح مياه الشرب نتيجة حرف مجرى نهر الكرخة وجفاف الأنهر الصغيرة المتشعبة منه. وأضافت أن دائرة المياه في قضاء الحميدية توفر نحو 300 ليتر يوميا لكل أسرة مقابل أموال باهظة بينما كل أسرة في القرى الأحوازية تستهلك يومياً 1500 ليتر من الماء مما يجعلهم يعيشون حالة في غاية الصعوبة.
وقال جاسب العبيداوي الذي يقطن إحدى قرى ناحية الكرخة، إن أزمة مياه الشرب تتفاقم يوما بعد يوم إذ بدأت مواشينا تنفق نتيجة عدم توفر مياه نظيفة وشربها مياه ملوثة. وأضاف جاسب أن دائرة المياه في قضاء الحميدية لم تقدم لنا المياه الكافية وأنها تبيع لنا القليل من المياه مقابل مبالغ مالية مكلفة تثقل كاهلنا في ظل ظروف اقتصادية متردية نعيشها في قرانا.
وتابع العبيداوي أن في حال استمرار هذه الحالة فلن يكون بمقدورنا العيش في قرانا وسوف نضطر إلى الهجرة.
وكشف التقارير أحوازية أن من بين 4 آلاف و15 قرية في شمال الأحواز، نحو ألف و88 قرية لا يتوفر لديها مياه الشرب النظيفة، كما أن دائرة المياه لم تقدم المياه للقرى الأحوازية إلا ل 600 قرية، وأما سكان القرى المتبقية فيضطرون لشراء المياه من شركات خاصة وبأسعار باهظة من المدن المجاورة.
وذكرت مصادر "أحوازنا" أن سكان قرية محمد الغضبان إحدى قرى قضاء السوس ناشدوا الجهات المعنية في القضاء للتدخل وحل أزمة شح المياه في قريتهم وتلوثها.
وقال جاسم الكعبي أحد أبناء القرية إن مستوى التلوث في مياه الشرب وصل إلى مستويات قياسية، وبدأنا نشم رائحة كريهة في المياه كما ارتفعت معدلات الإصابة بالإسهال وأمراض الجهاز الهضمي والكلى بين سكان القرية.
وأعرب الكعبي عن استيائه الشديد من الإهمال المتعمد الذي تبديه السلطات الفارسية في قضاء السوس على الرغم من مناشدات ومطالبات وجهها سكان هذه القرية. وقال إننا نشعر أن حياتنا لم تعد مهمة وإلا ماذا نسمي هذا الاستهتار من قبل السلطات المعنية في القضاء.
وفي السياق ذاته طالب سكان قرية الديلم، في قضاء تستر، الجهات المعنية بتوفير مياه شرب نظيفة لهم بعد ما ارتفعت مستويات التلوث في مياه شربهم. وبينت التقارير الصحية التي أعدها خبراء أحوازيين أن مستوى التلوث في مياه شرب أقضية المحمرة وعبادان وقصبة النصار والفلاحية وخور موسى ومعشور ناهز 4500 ميكروموس، كما أن مستوى التلوث في مناطق الأخرى يتراوح ما بين 1800 ميكروموس و2500 ميكروموس.
وفي إجراء تعسفي هددت شركة المياه والصرف الصحي في شمال الأحواز، الأسر الأحوازية بقطع مياه الشرب عنها إذا لم تلتزم في استهلاكها بالحصة المحددة الأدنى من الشركة.
وجاء التهديد على لسان محسن درفشان، مساعد رئيس شركة المياه والصرف الصحي في شمال الأحواز، خلال مؤتمر صحفي عقده في تاريخ 27-6-2015 إذ حذر الأسر الأحوازية من مغبة استمرارها باستهلاك كميات كبيرة من المياه حسب زعمه.
ولاقى تهديده ردود فعل واسعة في مناطق مختلفة من الأحواز حيث اعتبر الأحوازيون هذا التهديد عنصرية صارخة من أصحاب القرار تجاه الشعب الأحوازي، وطالبوا درفشان وشركة المياه والصرف الصحي بتوفير مياه صالحة للشرب بدل توعد الشعب بالويل والثبور.
وأعرب الأحوازيون عن استغرابهم على مثل هذه التصريحات التي لم تأخذ حالة الطقس والمناخ الموجود في الأحواز بعين الاعتبار، حيث يكون المواطن الأحوازي مجبراً على استهلاك كميات كبيرة من المياه نتيجة ارتفاع حرارة الجو التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في الصيف.
وتعليقاً حول هذا الموضوع قال سعيد حميدان عضو اللجنة التنفيذية لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز: إن المحتل الفارسي مارس على الشعب العربي الأحوازي أنواع السياسات الإجرامية التي بدأت بمحاصرته وإبعاده عن محيطه العربي وصولا إلى تطبيق سياسة التهميش والتجويع وبناء السدود على الأنهر الأحوازية وتحريف مياهها نحو الدولة الفارسية، حتى أصبح شعبنا يعاني من أزمة في تأمين مياه الشرب ومياه سقي الأراضي. كما أن سياسات دولة الاحتلال لم تقف عند هذا الحد من الإجرام بل تخطت ذلك بكثير عندما ساهمت بتلويث المياه والبيئة الأحوازية ومنعت المزارعين الأحوازيين من زراعة أراضيهم.
وأضاف حميدان قائلا: يمكننا القول إن هذه السياسة الخطيرة تعتبر من العوامل الرئيسية في تفشي الفقر والبطالة في المجتمع الأحوازي. وعلى ضوء هذه الحقائق العينية نحمل دولة الاحتلال مسؤولية ما يحدث لشعبنا بسبب هذه السياسة الإجرامية.
وتابع حميدان: نحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز نتابع عن كثب ما يجري في وطننا المحتل ومن منطلق حقنا في الدفاع عن النفس بدأنا بخطوات عملية للرد على تجاوزات العدو الفارسي في أرض المعركة وأيضا في المؤسسات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة والمحتلة.
وأضاف حميدان: ومن هنا نهيب بشعبنا أن يتصدى لسياسات الاحتلال بكل الإمكانيات والوسائل المطلوبة ونحن على يقين أن شعبنا قادر على أن يقلب المعادلة ضد العدو الفارسي ومخططاته الإجرامية.